مطالبا بالافراج عن المعتقلين جراء الاحتجاجات الأخيرة.. إئتلاف الأحزاب القومية واليسارية يحيي ذكرى معركة الكرامة

 

بمناسبة الذكرى الثالثة والخمسين لمعركة الكرامة الخالدة، اصدر إئتلاف الأحزاب القومية واليسارية، اليوم الاحد، البيان التالي..

تمر علينا الذكرى الخالدة هذا العام والتي سطر فيها الجيش العربي الأردني، والمقاومة العربية الفلسطينية، أروع ملاحم البطولة والتصدي لعدو لا يفهم إلا لغة القوة، تأتي والوطن يمر في أزمات وتحديات صعبة على كافة الصعد، وأهمها الأزمة السياسية التي عمقتها الحكومات المتعاقبة، متجاهلة كل التضحيات التي قدمها الشعب وجيشه، ونضالات الحركة الوطنية الأردنية على مر السنين، للنهوض بالدولة وتقدمها، والحفاظ على استقلالية قرارها وتحررها من التبعية، لا بل لا زالت تمعن في التفريط ورهن القرار السيادي للدولة والشعب، وما توقيع الاتفاقية مع الإدارة الأمريكية فيما يسمى باتفاقية الدفاع المشترك، الاّ دليل على سياسة التنازلات والإذعان للإدارة الأمريكية، وإدخال البلاد في فصل جديد من التبعية.

لقد شكلت معركة الكرامة الخالدة نقطة تاريخية هامة في تاريخ الصراع القومي العربي مع المشروع الصهيوني، وبقيت شاهداً حياً على قدرة أمتنا على النهوض، ورسم تاريخها بصورة مشرقة، وأكدت أن استعادة الأرض المغتصبة، والحقوق الوطنية والقومية للشعب الفلسطيني لا تكون إلا بالمقاومة بكل أشكالها، وعلى رأسها المقاومة المسلحة، ووحدة القوى القومية والوطنية ضد هذا العدو في المعركة المستمرة منذ ما يقارب الثمانية عقود من الزمن.

وفي هذه المناسبة التي يُحيي فيها إئتلاف الأحزاب القومية واليسارية قواتنا المسلحة الأردنية “الجيش العربي” والمقاومة الفلسطينية والعربية في كل وطننا العربي يؤكد على التالي:

• ضرورة مواجهة مشروع صفقة القرن الذي يستهدف الأردن، وفلسطين، وكل الوطن العربي، وتوحيد كافة الجهود على مستوى الوطن لإسقاط هذه الصفقة التي تسعى للنيل من هويتنا، وثقافتنا، وتاريخنا.

• إنهاء معاهدة وادي عربة، وكل الاتفاقيات المبرمة مع العدو الصهيوني، وعلى رأسها اتفاقية الغاز، ووقف كافة أشكال التطبيع معه.

• تعزيز ودعم الأهل في فلسطين المحتلة، والتأكيد على وحدة الكفاح المشترك بين الشعبيين الأردني والفلسطيني، وكل الشعوب العربية في المعركة ضد العدو الصهيوني، باعتبار فلسطين هي الطريق للوحدة العربية التي تمثل الرد الحقيقي على أعداء الأمة الذين يستهدفون الوطن العربي بالتقسيم، والتفتيت، ونهب ثرواته ومقدراته، وإذكاء الفتنة المذهبية، والطائفية، وإدخاله في صراعات لا تخدم إلا مدمرّة.

• نؤكد على ضرورة إعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية، وإنهاء حالة الانقسام التي لا يستفيد منها إلا العدو الصهيوني.

• التأكيد على حماية وتعزيز الوحدة الوطنية الأردنية، وتعميقها لمواجهة الأخطار التي تهدد الوطن.

المجد والخلود للشهداء الابرار

وكان الإئتلاف قد عقد اجتماعاً في مقر حزب الحركة القومية، وناقش آخر المستجدات على المستوى الوطني وخلص للآتي:

1- يؤكد الائتلاف على عمق الازمات التي راكمها النهج الحكومي السائد في البلاد منذ انسحاب دور الدولة من الواجبات الملقاة على عاتقها في مجالات الصحة والتعليم والعمل، حيث أدت هذه السياسات إلى تفاقم خطير في المشكلات التي يعاني منها الشعب الأردني في المجالات الثلاثة الواردة أعلاه.

إن معالجة الاختلالات الكبرى في التراجع الحاد للخدمات الصحية، والتعليمية ومحدودية فرص العمل وانتشار البطالة بين الشباب على نطاق واسع، يتطلب تغييراً شاملاً في السياسات والقوانين الناظمة لهذه القضايا الحيوية، وفتح الباب واسعاً أمام الحوار الوطني الواسع مع أهل الاختصاص والمؤسسات الشعبية المنتخبة، وصولاً إلى اعتماد خارطة طريق سياسية واقتصادية واضحة لاستعادة دور المؤسسات الوطنية، وتفعيل مبدأ المشاركة الشعبية، والتحرر التدريجي من التبعية الاقتصادية وإعادة الاعتبار للصناعات الوطنية والزراعة ووضع اليد على الثروات الوطنية.

إن ما يمكن أن يصلح أوضاع مؤسسات القطاع العام ويقضي على الترهّل الإداري هو تطبيق معايير المساواة والعدالة في القانون والقضاء التام على ظواهر التمييز، والفساد والمحاباة والواسطات على حساب الكفاءات الوطنية، واسترداد كل ما نهب من المال العام، وتقديم الأجوبة على الأسئلة الكبيرة المثارة في الشارع الأردني حول عوائد المؤسسات الاقتصادية الرئيسية في البلاد.

2- تطالب أحزاب الائتلاف بالافراج الفوري عن المعتقلين السياسيين، والموقوفين الإداريين على خلفية الاحتجاجات الشعبية الأخيرة التي فجرتها أحداث مستشفى السلط، ويرى الائتلاف إن حل الأزمات المعقدة والمتداخلة لا يأتي من خلال الإجراءات الأمنية، وتقييد الحريات، ومصادرة حق التعبير السلمي عن الرأي، بل إن هذه الإجراءات من شأنها أن تفاقم الأزمات الداخلية السياسية والاقتصادية.
بل الفوري دون إبطاء في فتح ملفات الإصلاح السياسي وإجراء تغييرات جوهرية على القوانين الناظمة للحياة السياسية، ووضع البلاد على أعتاب مرحلة جديدة، بعيداً عن سياسات الإفقار والتجويع والتأزيم والتهميش للغالبية العظمى من الشعب الأردني.

وفي هذا السياق فاننا نطالب بوقف العمل في قانون الدفاع وسياسات تكميم الافواة والعودة إلى تفعيل مواد الدستور الأردني المتعلقة بالحقوق والواجبات.

3- يؤكد الائتلاف على ضرورة الإسراع باتخاذ إجراءات عاجلة في مواجهة الوباء تحديداً في المستشفيات والمراكز الصحية ذات الاختصاص، وتوفير كل المستلزمات الضرورية ووقف حالة التخبط في معالجة الأزمة، واعتماد استراتيجية استثمار للكفاءات الوطنية، والكوادر الطبية وإعادة الاعتبار لدور نقابة الأطباء والنقابات العاملة في المجال الصحي بكل ما تملكه من كوادر وخبرات علمية وعملية.

4- ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك، ندعو الحكومة لتوفير السلع الأساسية وضبط أسعارها بالتنسيق والتشاور مع المعنيين في غرف التجارة والصناعة وباقي المؤسسات، ووقف اتخاذ إجراءات من طرف واحد دون العودة لهذه المؤسسات ذات الخبرة الطويلة في التعامل مع توفير الحاجيات والسلع.

الناطق باسم إئتلاف الأحزاب القومية واليسارية
الأمين العام لحزب الحركة القومية/ ضيف الله الفراج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى