في عيد ميلاد يسرا.. النقاد يشيدون بأول بطولة لها في التسعينيات

تحتفل الفنانة يسرا بعيد ميلادها في 10 مارس من كل عام، وكانت بدأت التمثيل في السينما منذ منتصف سبعينات القرن العشرين، بعدما اكتشف موهبتها مدير التصوير عبد الحليم نصر، واستطاعت بشكل تدريجي أن تكتسب شعبية كبيرة في السينما، ثم الدراما التلفزيونية، وقدمت عشرات الأعمال حتى الآن.

كان صعود يسرا الفني حثيثًا في السينما، من خلال أدوار مختلفة، إلى جوار نجوم مثل أحمد زكي وعادل إمام، ومشاركة في أفلام مع يوسف شاهين، وقبل أن تصبح نجمة شباك –بطلة- بمفردها في السينما قد حققت نجاحًا تلفزيونيًا من خلال مسلسلات رأفت الهجان وتقديم شخصية هيلين زوجة الهجان.

وفي عام 1992، كان موعد الجمهور مع أول بطولة مطلقة في فيلم سينمائي وهو “امرأة آيلة للسقوط”، من تاليف وإخراج مدحت السباعي، وشارك في الفيلم محمود حميدة وصلاح قابيل وفريد شوقي وعبدالعزيز مخيون ورجاء حسين.

تدور أحداث الفيلم حول فتاة الليل “أحلام”، التي تقرر التوبة بعد زواجها وإنجابها، ولكنها تكتشف بعد الزواج أنه مدمن وتعاني من ظروف قاسية، وتعود للسرقة من جديد بعد إقناع من زميليها بعملية لسرقة مجوهرات، لكن الأمور لا تسير كما تم التخطيط لها، بعد مقتل صاحبة الشقة وطفلها خلال عملية السطو، لتصبح متهمة في جريمة قتل هي بريئة منها.

وقد حرص العديد من النقاد على تقييم تجربة يسرا الأولى السينمائية كبطلة على الأفيش، وكان من بينهم الناقد السينمائي سمير فريد، الذي كتب عن الفيلم تحت عنوان “امرأة آيلة للسقوط: كنز فني على الشاشة اسمه يسرا”.

وقال فريد، إنه على الرغم من وجود سلبيات كثيرة في العمل، ذكر بعضها، إلا أن أداء يسرا كان نقطة القوة الأساسية في هذا الفيلم، مضيفا: “لقد قدم مدحت السباعي هذه الممثلة الموهوبة في دور أتاح لها ربما لأول مرة أن تكشف عن كل إمكانياتها فهو فيلم ممثلة بكل معنى هذه العبارة، فقد استطاعت يسرا أن تستجمع كل خبرتها في الحياة وفي السينما معًا، وتقدم مجموعة من المشاهد البارعة التي سوف تذكر لها دائمًا في المستقبل وخاصة مشاهدها مع عبدالعزيز مخيون المدمن ومع محمود حميدة في السجن ومع رجاء حسين في البنسيون”.

أما تحت عنوان “ونجحت يسرا في أول بطولة مطلقة”، كتب سعيد علام: “في أول بطولة سينمائية مطلقة لها نجحت يسرا في تجسيد دور من أشد الأدوار تركيبًا، متنقلة به عبر مراحل شديدة التنوع والتباين، رغم أن السيناريست فشل في بناء الشخصية بشكل حي، فبدت على الشاشة شخصية بلا أي خلفية اجتماعية، إلا أن تحولات يسرا الميلودرامية واجتهادها كان واضحًا، انتقلت بين أنماط الشخصية بشكل أثار إعجاب الجمهور وتصفيق أكثر من مرة، بين الفتاة البسيطة إلى المرأة العاهرة المستهترة والزوجة التي تريد أن تنسى ماضيها، إلى أعلى مشاهدها عند مواجهتها حكم الإعدام لحظة تنفيذه”.

ورغم وجود كثير من الهجوم على سيناريو الفيلم وحبكته الدرامية وتفاصيل الأحداث، إلا أن يسرا كانت العامل المشترك الذي اجتمع عليه الثناء نتيجة لأداءها الشخصية ببراعة في الفيلم.

ولكن علاقة يسرا بالصحافة لم تكن دائما سمنا على عسل، فذات يوم وبدموع غزيرة وحالة يرثى لها، وقفت يسرا أمام محكمة جنح مصر الجديدة تقسم أنها ليس لديها أي مشكلة مع أي صحفي منذ دخولها الوسط الفني.

يسرا تحدثت لهيئة المحكمة، قائلة: «في بداية مشواري الفني كنت أتمنى أن يكتب النقاد والصحفيين عني سواء بشكل إيجابي أو سلبي».

بكت يسرا في المحكمة وهي تؤكد أنها لم تشتك صحفيا واحدا، ولم تطالب بحبس أي منهم, بعد إحالة 14 صحفيًا للنيابة في قضية السب والقذف الشهيرة مع الفنانة.

ترجع وقائع الدعوى إلى بلاغ قدمه المحامي الخاص بالفنانة يسرا ضد 14 صحفيا بدعوى أنهم عقدوا مؤتمرا في مصر الجديدة تحدثوا فيه إلى الصحف ووكالات الأنباء بما يحمل قذفا وسبا في حقها.

لكن يسرا أكدت أن الدعوى المقدمة منها لم تتضمن أي شكوى ضد واقعة نشر أو صحيفة، وأن النيابة العامة هي من حركت الدعوى القضائية ضدهم «عن طريق الخطأ»، على حد قولها.

آنذاك قال رئيس محكمة جنايات التي تنظر القضية إنه إذا حركت الدعوى بالخطأ فلا يحق للمجني عليه التنازل لأنه لا مصلحة له فهو لم يرفع الدعوى لكي يملك بأن يتنازل عنها، بحسب ما نشرته مجلة الكواكب في العام 1996.

صعدت يسرا السلم الفني عن طريق مدير التصوير عبدالحليم نصر؛ إذ بدأت حياتها الفنية في أواخر السبعينيات لكن المخرج يوسف شاهين أعاد اكتشافها ليظهر موهبة جديدة تطل على شاشات السينما المصرية.

شاهين قدمها مرة أخرى في حدوتة مصرية وإسكندرية كمان وكمان، والتي كانت بمثابة انطلاقتها القوية، ولعبت يسرا دور زوجة يوسف شاهين لتبدأ سلسلة جديدة من شهرتها الواسعة ويرتبط اسمها بعد ذلك بالزعيم عادل إمام؛ حيث كون معها ثنائيا حاز وسيطر على إيرادات شباك التذاكر وقدما مجموعة من الأفلام الناجحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى