النخالة: لقاء القاهرة عملية إخراج لاتفاق حماس وفتح المسبق، وهم ذاهبون للمجهول فلا أحد يعلم ماذا سيحدث بعد للانتخابات

القدس اليوم – غزة
أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد المجاهد زياد النخالة، أن المقاومة مستمرة وكل المهام التي يقوم بها أبناء الجهاد والشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والتصدي له هي جزء من العمل المقاوم، مشدداً على أن خط المقاومة في فلسطين والمنطقة أصبح لديه وضوحا أكثر وتحديدا للمهمات الواقعة على مسؤوليته.
وقال الدكتور النخالة، في لقاء خاص، نقلته قناة القدس اليوم الفضائية: “البيئة في المنطقة المتجهة إلى التطبيع مع الاحتلال ومسايرة واشنطن دفعت بالفلسطينيين إلى عقد لقاء القاهرة”، لافتاً إلى أن لقاء القاهرة جاء على خلفية عدم وجود خيار أمام الفلسطينيين إلا أن يخرجوا بموقف موحد مع الأخذ بالاعتبار الإدارة الأميركية الجديدة.
وأضاف أن الراعي المصري أراد للاتفاق أن يخرج بهذا الشكل وهذا يعتبر إنجازاً للقاهرة، كما أنه محاولة لتدوير الزوايا بالرغم من وجود خلافات كبيرة وتصورات متناقضة، بينما الراعي الأساسي لكيان الاحتلال هي الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أصبحت الراعية لكل الأنظمة العربية في المنطقة وتوجههم للتعايش مع العدو.
وأوضح القائد النخالة، أن لقاء القاهرة نتج عن العجز لوضع حلول للمشاكل الفلسطينية وأنا أعتبره ذهاب للحرب بعد الانتخابات، مردفاً بقوله: “ذهبنا إلى ميدان المصارعة وهو الانتخابات ومن يكسب يفرض الشروط وهذا ينطوي على مخاطر كبيرة”.
وتابع بأن أي لقاء فلسطيني حركة الجهاد معنية بها بشكل مباشر ولا يجوز استثناءها، مشدداً على مسؤولياتهم بألا يغيبوا عن أي طاولة حوار تقرر بالشأن الفلسطيني، فيما ذكر بأن العدو الصهيوني يدرك أن السلطة التي تحضر المفاوضات هي تحت السيطرة وهو مقتنع بأنها لن تستطيع اتخاذ قرارات بدون الأخذ بعين الاعتبار الاتفاقات بينهما.
وبين النخالة، بأنهم ذهبوا للقاهرة بعقل وقلب منفتح على الحوار بدون أي قرارات مسبقة، إلا أنهم وجدوا مراوحة للوضع الفلسطيني، مؤكداً على أن عادت الحركة إلى ثوابتها بالالتزام بعدم الاعتراف بما يسمى بـ”إسرائيل” واتفاق أوسلو.
ونوه إلى أنه ما لم تنسحب السلطة من اتفاق أوسلو، فإن حركة الجهاد الإسلامي لن تكون في أي جزء من هذه السلطة لأنها تعبير غير واقعي عن طموحات الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن حركة الجهاد لن تعرقل ولن تكون ضد حالة الإجماع الفلسطيني.
وأردف القائد النخالة: “درسنا جدياً أن نكون جزءا من التركيبة السياسية بعد اجتماع الأمناء العامين وإعلان أبو مازن بوقف التنسيق الأمني ورفض صفقة القرن”، مبيناً أن موقف حركة الجهاد الإسلامي في لقاء القاهرة لم يكن غريباً لأن أي انتخابات مقبلة ستكون ضمن اتفاق أوسلو وأي حكومة ستجلس مع العدو مرة أخرى.
ولفت إلى أن إيقاف المقاومة في أي حالة من الأحوال هو تنازل عن حق شرعي وطبيعي للشعب الفلسطيني، ذاكراً أنهم ذاهبون لمناقشة ملف المجلس الوطني انطلاقاً من أساسه وقواعده، خاصةً وأنه يعتبر مصدر القوانين والتشريعات لكل المؤسسات الفلسطينية.
وتابع الأمين العام النخالة، “إن الواقع يقول بأن موازين القوى ليست لصالح الشعب الفلسطيني لكن هذا لن يغير الحق الفلسطيني التاريخي ولن يغير واجباتنا تجاه المقاومة”، موضحاً أن العدو والمعادلة الإقليمية يدفعان بالفلسطينيين إلى حالة الاستسلام والتسليم بأن ما يسمى ب”إسرائيل” أصبحت أمراً واقعاً.
وقال، إن حملة التطبيع الأخيرة التي انفلت فيها النظام العربي تجاه الاحتلال تؤكد بنشأة تصورات جديدة بأن لا وجود لدولة فلسطينية، مدللاً بأن “منطق الأصدقاء يقول نحن معكم ولكن الظروف لا تساعدكم لذا لا خيارات أمامكم إلا التوافق”.
وأردف: “نحن لا نسعى للمفاوضات وعلى ماذا نفاوض؟ على فلسطين أم على طبيعة حياتنا تحت الاحتلال؟”، منوهاً إلى أن الاحتلال لا يعترف بالشعب الفلسطيني ولا بحقه في فلسطين، وهذا ما يجري الآن في الضفة الغربية من مصادرة واستيطان.
كما تساءل النخالة عن كيفية إدارة الانتخابات في الضفة بهذا الكم من الحواجز الصهيونية وبهذا التقسيم المجاور للمستوطنات، لافتاً إلى أن مشكلة السجل الانتخابي في الضفة الغربية هو رأس جبل الجليد الذي سينشأ لاحقا حتى نصل للانتخابات وكل الاحتمالات مفتوحة.
فيما شدد بقوله: “حتى لو نجحت الانتخابات نحن لن نذهب لأجواء “السمن والعسل” كما يتوقع البعض”، مضيفاً بأن هناك تحدي أن يصل مشروع التوافق على الانتخابات للمرحلة الانتخابية بشكل سليم وواضح ومن دون خلافات وعقبات، حيث أن هناك تحديات جدية وحقيقية بعد لقاء القاهرة رغم جو التفاؤل وهو مشروع للشعب الفلسطيني.
وأشار النخالة إلى أنه طالما العدو في المشهد يسيطر على كل شيء يجب أن لا تكون الآمال كبيرة والتوقعات مرتفعة، حيث أنهم للأسف أوصلوا الشعب الفلسطيني إلى التأمل بأن تخرجه الانتخابات من الضائقة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية، مبيناً بأنهم ذاهبون للمجهول ولا أحد يعلم ماذا سيحدث في اليوم التالي للانتخابات.
وجدد على أن حركة الجهاد الإسلامي فضلت عدم المشاركة في الانتخابات ليس فقط انطلاقاً من وجود اتفاق أوسلو، بل أيضاً للمخاطر التي سوف تترتب على هذه الانتخابات أو النتائج التي ستحملها، مشيراً إلى أن بيان القاهرة هو توافقي، ولكن في الحقيقة هناك مسائل كثيرة مختلف عليها ولم تتم مناقشتها. فيما ذكر أن نقطة الاتفاق الوحيدة هي التوافق على صندوق الانتخابات ولا توافق على غير ذلك.
وأوضح النخالة، أن لقاء القاهرة، مؤتمر إخراج لاتفاق حماس وفتح الذي تم سابقا وإعطائه الشكل الرسمي، داعياً المسؤولين بمخاطبة الناس بواقع الحال، حيث أنه على الفصائل الفلسطينية أن تكون واضحة في برامجها الانتخابية وتوضح للشعب الفلسطيني أين ستأخذه بعد الانتخابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى