أول مقال كتبه الزعيم جمال عبدالناصر بخط يده سنة 1934/ فيديو

ظل المقربون من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر على قناعة بأنه يعشق القلم ويقدر الكلمة، وهو ما جعل وزارة التربية والتعليم تحتفظ في متحفها بأول مقال كتبه بخط يده، ونشره في مجلة مدرسة النهضة سنة 1934.

في أول مقال له كتب الزعيم جمال عن فولتير أعظم كتاب فرنسا فقال:
بعد شباب كان به شئ من الاجتهاد، كان فولتير الذي اسمه فرانسوار دي أمضى ثلاث سنين في إنجلترا وقد عاد سنة 1729 بعد أن اشتهر بكتابته، وكانت مشاغله تنحصر في المحافظة على استقلاله ككاتب، وقد عاش فولتير سنة 1755 بالقرب من بلده فرنسا في مكان عجيب بمنزله المسمى دليس بجنيف وبالقرب جدا قصره المسمى فرينه في فرنسا وكان يعيش في القصرين فترات متقطعة.
وكانت كل أوروبا تتوجه إليه بعينيها إذ كان يملك نشاطا غريبا ويتلقى زوارا عديدين، ويكتب خطابات عن الحكم والفلسفة والقذف في الكنيسة والتشريع، في سبيل إحياء الموتى”الآدميين” ولقد كان عمله عظيما ومتنوعاً.
وكانت أقوى قصصه ومذكراته وأعماله التاريخية تبحث في شارل الثاني عشر وفي عصر لويس الرابع عشر وفي موضوع عن الأمهات درس المدنيات؛ حيث كان أسلوبه كشخصيته قويا مملوءا بالذكاء عجيبا متدفقا جديدا في نوعه.
وكان ملك بروسيا فردريك الثاني ذو الشخصية الجذابة في بلاطه برلين قد جسر بحلقة من الأصدقاء المثقفين وكان يميل بصفة خاصة إلى الفرنسيين لأن هذه الأمة كانت تمثل في عقله أعلى ثقافة أوروبا في هذه الأيام.
ولقد أضاف إلى لسنين عدة من سنة 1750 – سنة 1753 أمير القرن الثامن عشر الفيلسوف فولتير ولكن بعد فترة طويلة تعارك الملك والفيلسوف وطرد فولتير من البلاط وسط سحابة من الفضائح ولكن لا يقوى أحد على نسيان الاتصال الوثيق بين نجمي القرن الثامن عشر الساطعين أحدهما أعظم شخصية عملية والآخر مسيطر على التفكير والتعبير ومع أن الثورة ضد سلطة التقاليد كانت عامة في القرن الثامن عشر إلا أن أسماء ألقوا بين هؤلاء الفلاسفة ضعيفة.
وكان من بين هؤلاء الفلاسفة فولتير وروسو اللذين حملا أقوى الأسلحة وأشدها فتكا، وقد مهد من أتى بعدهما للثورة الكبرى سنة 1789، وقد مات فولتير وشيع بجنازة حافلة في باريس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى