عشية الاحتفالات برأس السنة.. “الجثمانية” أعرق كنائس القدس تحترق بنيران مستوطن عنصري/ فيديو

 

ادانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الاردنية محاولة الاعتداء الآثمة لحرق كنيسة الجثمانية في القدس الشرقية المحتلة على يد أحد المتطرفين.

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير ضيف الله الفايز، في تصريح صحفي، اليوم السبت، إن محاولة الاعتداء جريمة بشعة مدانة، مطالباً السلطات الإسرائيلية بصفتها القوة القائمة بالاحتلال التقيد بالتزاماتها وفق القانون الدولي لمحاسبة الفاعلين واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الأفعال.

واكد أن المملكة وانطلاقا من الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ستواصل دورها في حماية ورعاية المقدسات، مشدداً على رفض المملكة استهداف المقدسات والاعتداء على الكنائس في القدس أو سلطاتها أو ممتلكاتها أو عقاراتها أو حقها في ادارة شؤونها وفقا للقانون الدولي والوضع القائم.

وكان مستوطن صهيوني عنصري قد اضرم النار، عصر امس الجمعة، داخل كنيسة الجثمانية في مدينة القدس.

وأوضح شهود عيان أن مستوطنا اقتحم كنيسة الجثمانية وقام بسكب المواد المشتعلة داخلها، ثم أضرم النيران، مما أدى الى احتراق عدة مقاعد بشكل جزئي، وخلال ذلك تم التصدي اليه واستدعيت الشرطة الى المكان وقامت باعتقاله.

وحول ذلك أوضح وديع أبو نصار مستشار مجلس رؤوسا الكنائس في الأراضي المقدسة لوكالة معا أن الأضرار المادية داخل كنيسة الجثمانية بسبب الحريق هي طفيفة، محذرا من خطورة اقتحام الكنيسة وقال:” ان ما جرى هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء، وهذا يدل على الأفكار العنصرية الحاقدة والتي يجب معالجتها أمنيا وتربويا.”

وأضاف أبو نصار :” حتى لو كانت الاضرار طفيفة، فهو لا يقلل من خطورة ما جرى، ومن الاعتداء على حرمة الكنيسة، متسائلا:” ماذا لو لم يكتشف الأمر بسرعة؟”

وأوضح أبو نصار أن الشرطة الإسرائيلية حضرت مسرعة الى المكان، فور الاتصال بها، وقامت باعتقال المستوطن.

وطالب أبو نصار بفتح تحقيق عاجل وفوري حول الحادثة الخطيرة.

وفي بيان عاجل لوديع أبو نصار نشره على صفحته على الفيسبوك مستنكرا الحادثة، جاء فيه :”نشكر الله بأنه تم اخماد الحريق بسرعة وبان الحريق خلف أضرارا طفيفة فقط، ونشكر الشرطة على تحركها السريع واعتقال المشتبه، ونطالبها بالتحقيق بصورة جدية بهذا الاعتداء وجلب الجاني للعدالة.

وناشد “فحص دوافع الاعتداء بصورة جدية، خاصة وان الشبهات تشير الى احتمال ان يكون ناتج عن دوافع عنصرية!”

وتقع كنيسة الجثمانية في منطقة وادي قدرون عند ملتقي الطرق بين جبل الزيتون وبلدة سلوان ، وتعد من أعرق الكنائس التاريخية في مدينة القدس المحتلة، وعلى مستوى العالم، لم تسلم من اعتداءات المستوطنين الذين حاولوا إحراقها، عشية الاحتفالات برأس السنة الميلادية.

وأهم ما يميزها واجهتها المدعمة بصف من الأعمدة في أعلاها لوحة فسيفسائية تُصور السيد المسيح بشكل رمزي على أنه “صلة الوصل بين الله عز وجل والبشرية”، بحسب اعتقاد المسيحيين.

يعود تاريخ بناء الكنيسة في الفترة ما بين 1919 إلى 1924، وذلك بتمويل مالي من 16 دولة أوروبية، ولذلك صارت تعرف باسم “كنيسة كل الأمم”، وتضم حديقتها ثماني أشجار زيتون من الفترة الرومانية، واللوحة المرسومة على واجهة الكنيسة “لوحة يوم القيامة” للرسام الشهير ليوناردو دافنشي.

وتمثل هذه الكنيسة، التي بُنيت فوق صخرة الآلام، ولا تبعد سوى 200 متر عن باب الأسباط، اللحظات الأخيرة من “حياة السيد المسيح عندما جلس متفكرًا متأملًا مدركًا أنه سوف يعتقل وقد شعر بالاسى والضنك قبيل اعتقاله من قبل الرومان”. بحسب كتب المسيحيين.

وخلال السنوات الماضية، تعرضت كنيسة الجثمانية لعدة اعتداءات إسرائيلية، كان آخرها بالأمس حينما أشعل مستوطن متطرف النار داخل الكنيسة، مما أدى إلى نشوب حريق داخلها، وإلحاق الأضرار في بعض المقاعد والأرضية، لكن تمت السيطرة عليه بشكل سريع، الأمر الذي لقى تنديدًا فلسطينيًا واسعًا.

وهذا الاعتداء ليس الأول على دور العبادة والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين عامةً، والقدس خاصةً، بل سبقها العديد من الاعتداءات والجرائم الإسرائيلية التي استهدفت خلال السنوات الأخيرة، المصلين، والعديد من الشخصيات الدينية والمسيحية بالمدينة.

ويواجه المقدسيون يوميًا عنصرية المستوطنين واعتداءاتهم الممنهجة، المتمثلة باقتحامات المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين وملاحقتهم وإبعادهم، واستهداف الأماكن المقدسة، ومحاولات الاستيلاء على المنازل بالمدينة.

ويشكل الاعتداء على كنيسة الجثمانية انتهاكًا واضحًا لكافة القوانين والمواثيق الدولية التي تكفل حرية العبادة وحرمة الأماكن المقدسة، ويمثل إضعافًا للوجود الفلسطيني العربي بالقدس، وتشويه وإبعاد كل ما هُو مسيحي واسلامي. بحسب بيانات لمؤسسات دينية وحقوقية.

اعتداء عنصري

يقول الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى إن استهداف كنيسة الجثمانية من قبل أحد المتطرفين يشكل اعتداءً عنصريًا غاشمًا، محملًا سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا الاعتداء الآثم.

ويضيف عيسى أن الاحتلال يريد جعل مدينة القدس يهودية بحتة، بحيث لا يوجد فيها لا مسلم ولا مسيحي، وهذه سياسة مبرمجة تدعمها الحكومة الإسرائيلية من أعلى مستوياتها بهدف تصفية الوجود الفلسطيني بالمدينة.

وتحاول سلطات الاحتلال منذ إعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب القدس عاصمة “إسرائيل”، تطبيق سياستها الهادفة إلى تهجير المقدسيين بشتى الطرق والوسائل، ومحاولة إنكار الوجود الإسلامي والمسيحي فيها.

ويوضح أن “إسرائيل” باعتداءاتها المتواصلة على المقدسات الإسلامية والمسيحية تضرب بعرض الحائط كل القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

ومنذ عام 1948 حتى يومنا، نفذ الاحتلال ومستوطنوه نحو 300 اعتداء على الكنائس المسيحية، و1500 اعتداء على المقدسات الإسلامية الفلسطينية. وفق عيسى.

ويعتبر استمرار الاعتداءات على دور العبادة والمقدسات واستهداف المقابر الإسلامية، والتي كان آخرها مقبرة الشهداء بالقدس، دليلا على همجية ووحشية المستوطنين الذين يمارسون التطرف والإرهاب بحماية قوات الاحتلال.

ويبين عيسى أن الاحتلال يريد السيطرة الكاملة على المقدسات وتهويدها، حتى تكون ذات طابع يهودي، بالإضافة إلى طمس الهوية العربية بالمدينة، وإقامة ما تسمى “القدس الكبرى”، مطالبًا بضرورة التحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات ومواجهتها.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى