وداعاً فارس الدبلوماسية العروبية.. رحيل وزير الخارجية السورية وليد المعلم فجر اليوم الاثنين

 

شاركت وكالة الأنباء السورية والصفحات السورية على وسائل التواصل الاجتماعي المشاهد الأولى لتشييع وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، الذي توفي صباح اليوم.

وشاركت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي صورا تظهر بدء مراسم تشييع الوزير السوري الراحل وليد المعلم، ويظهر في الصور إكليل من الورود مقدم من الرئيس السوري بشار الأسد.

ونشرت وكالة الأنباء السوري “سانا” مشاهد من لحظات التشييع، حيث يلاحظ في الصور اقتصار المراسم على عدد قليل من المسؤولين وذوي المعلم بسبب الإجراءات الصحية المتخذة في البلاد للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

وشارك آلاف السوريين على صفحاتهم في “فيسبوك” صورا نعوا فيها المعلم باعتباره أحد أهم رموز الدبلوماسية السورية على مدى سنوات، حيث كان المسؤول عن أحد أعقد الملفات خلال السنوات العشر من الأزمة السورية، عمل خلالها كوزير للخارجية.

وكانت رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية قد نعت ببالغ الحزن والأسى وبتسليم بقضاء الله وقدره وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الذي وافته المنية فجر اليوم.

وتقبل التعازي للرجال والنساء في صالة السعادة أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس الـ 17 والـ 18 والـ 19 من تشرين الثاني من الساعة السادسة حتى التاسعة مساءً.

والراحل الوزير المعلم دبلوماسي عريق عرف بمواقفه الوطنية المشرفة في مختلف ساحات العمل السياسي والدبلوماسي .. من مواليد دمشق عام 1941 ودرس في المدارس الرسمية من عام 1948 ولغاية 1960 حيث حصل على الشهادة الثانوية والتحق بجامعة القاهرة وتخرج منها عام 1963 بشهادة بكالوريوس اقتصاد والتحق بوزارة الخارجية عام 1964 وخدم في البعثات التالية.. “تنزانيا..السعودية..إسبانيا..انكلترا” وعين عام 1975 سفيراً لسورية في جمهورية رومانيا حتى عام 1980 حيث عين مديراً لإدارة التوثيق والترجمة في وزارة الخارجية من عام 1980 ولغاية 1984 ثم مديراً لإدارة المكاتب الخاصة من عام 1984 حتى عام 1990.

عين سفيراً لدى الولايات المتحدة من عام 1990 حتى عام 1999 ثم عين معاوناً لوزير الخارجية مطلع العام 2000 وسمي نائباً لوزير الخارجية بموجب المرسوم رقم 8 تاريخ 9-1-2005 وشغل منصب وزير الخارجية منذ عام 2006 وتمت تسميته نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للخارجية والمغتربين منذ عام 2012.

لديه أربعة مؤلفات “فلسطين والسلام المسلح 1970” .. “سورية في مرحلة الانتداب من العام 1917 وحتى العام 1948” .. “سورية من الاستقلال إلى الوحدة من العام 1948 وحتى العام 1958” .. “العالم والشرق الأوسط في المنظور الأمريكي”.

متزوج وله ثلاثة أبناء.

هذا وقد أعربت وزارة الخارجية الروسية عن خالص تعازيها بوفاة المعلم، وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في تصريح للصحفيين: “إنها أخبار محزنة جداً.. لقد فقدت روسيا صديقا مقرباً جداً لها في العالم العربي وكان شريكاً موثوقاً به وشخصا واسع الاطلاع ودبلوماسياً وسياسياً متمرساً”.

وأشار بوغدانوف إلى أنه كان للمعلم العديد من الزيارات إلى موسكو وأنه شخصياً كان يكن له الكثير من الود والاحترام على مدى 40 عاماً من التواصل المكثف معه عندما عمل في دمشق وعندما كان المعلم لا يزال سفيراً في واشنطن.

وأعرب بوغدانوف عن خالص تعازيه لأبنائه وزوجته ولكل السوريين بهذه الخسارة.

كما نعت كوبا وفنزويلا ولبنان والبحرين وسلطنة عمان وروسيا وإيران وغيرها رحيل وزير الخارحية السوري وليد المعلم عن عمر ناهز 79 عاما.

وقدم الرئيس اللبناني ميشال عون تعازيه إلى الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرا إلى الدور الذي لعبه المعلم في مسيرته داخل سوريا وخارجها، متمنياً عودة السلام إلى سوريا “لينعم الشعب السوري الشقيق مجدداً بالازدهار الذي يستحقه”.

ونعى رئيس فلسطين محمود عباس، وزير الخارجية الراحل، قائلا: “كرس جل حياته في خدمة وطنه وأبناء شعبه، وفي دعم قضايا أمتنا المجيدة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية”.

وبعث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف رسالة تعزية إلى رئيس مجلس الوزراء السوري المهندس حسين عرنوس، مضمونها، “لقد تلقينا خبر وفاة وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين ببالغ الأسى والحزن”.

وتابع ظريف: أود أن أعبر عن تعازي لكم ولأسرة الفقيد وزملائي في وزارة الخارجية السورية بهذه الخسارة.
وكتب المستشار الدبلوماسي ووزير الخارجية السابق لمملكة البحرين خالد بن أحمد على تويتر: “رحم الله السيد وليد المعلم. الأخ الوفي والدبلوماسي القدير في الأوقات الصعبة.

من جهته، أعرب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن تعازيه بوفاة وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، قائلا: “المعلم كان أخاً وصديقاً مقرباً… التقيت به أثناء العمل الدبلوماسي.. أبعث بأحر التعازي لأسرته ولكل الشعب السوري”.

وقال وزير الخارجية في كوبا، برونو رودريغيز: “أتقدم بخالص التعازي القلبية للشعب والحكومة السورية بوفاة الصديق وليد المعلم وأقدم تعازينا أيضا لعائلته وأصدقائه”.

كما عبر نائب رئيس الحزب الشيوعي التشيكي، المورافي ستانيسلاف غروسبيتش، عن تعازيه في تصريح خاص لمراسل “سانا”، قائلا، إن المعلم كان الابن المخلص للشعب السوري ومناضلا صلبا من أجل المحافظة على السيادة السورية، لافتا إلى أنه عاش حياته كمناضل وطني ومثقف تقدمي ساهم بتطوير السياسة الخارجية المبدئية لسوريا

وأشار الحزب العربي الديمقراطي الناصري في مصر، إن رحيل المعلم “خسارة للأمة العربية بأكملها حيث فقدت فارسا دبلوماسيا أدار المعركة في مواجهة المؤامرة الصهيوأمريكية وانتصر عليها في المحافل الدبلوماسية الدولية فكان خير من مثل الأمة دبلوماسيا ليدافع عنها وينتصر لها”، ثم أضاف أن مواقف المعلم ستظل علامة فارقة في التاريخ العربي الحديث.

كما قدمت روسيا وسلطنة عمان، صباح اليوم، تعازيها لرحيل وزير الخارجية السوري.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى