كورونا يعلمنا ويكشف المستور

 

انتشر فايروس كورونا القاتل في كل دول العالم واصيب العالم بحالة من الذعر والهلع والخوف الشديد، واغلقت الدول حدودها البرية والبحرية والجوية وانعزلت خوفا من هذا القاتل غير المرئي والمتنقل بخفية بين البشر، وانقسم العالم الى فئتين: فئة تملك ادوات العلم والمعرفة تعمل ليلا ونهارا لأكتشاف العلاج والترياق الواقي من خطره، والفئة الثانية تنتظر مصيرها المحتوم، ونحن منهم في العالم الثالث المتخلف علميا ومعرفيا.

من هنا فالدروس المستفادة من هذه الجائحة كثيرة.. اما الدرس الاول الذي تعلمناه من فيروس كورونا فهو ان حكوماتنا التي صدعت روؤسنا بالتنمية والتطوير والانجازات و بناء دولة المؤسسات عبر عقود، قد ظهرت سوءتها وعوارها في اول اختبار حقيقي ووتبين مدى عنكوبتية و هلامية هذه المؤسسات وتخلفها، علما ومعرفة ومعدات.. والدرس الثاني ان على حكوماتنا ان تدرك ان العملية التعليمية لا تهاون ولا تساهل فيها وليست محط تجارب واجتهادات، فالعلم والمعرفة ليسا ترفا بل وسيلة للحياة بدون خوف وخط احمر يجب ان يكون على اولويات اجندة حكوماتنا الرشيدة تطويرا وتحديثا واهتماما.. والدرس الثالث انه لايوجد شىء اسمه بلد فقير بل يوجد نظام فاشل وفاسد في ادارة موارد البلاد الطبيعية والبشرية يحيدها عن مسارها و يبذرها ويصرفها في غير موقعها دون حسيب او رقيب او وازع خلقي او قيمي يمنعه من ذلك، لهذا  فما اصعب ان يكون المرء مبصرا في مجتمع اعمى يخفي عماه خلف نظارة شمسية في وضح النهار ويحاججك بانه البصير العليم .

14 أكتوبر,2020
البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى