باقات من قصائد كبار شعراء العرب في رثاء فقيد القومية العربية جمال عبد الناصر

رحيل جمال عبد الناصر المباغت والمفجع في مثل هذا اليوم (28 ايلول 1970) زلزل وجدان كبار شعراء العروبة، واثار قرائحهم واحزانهم وانفعالاتهم التي سرعان ما تحولت الى قصائد رثائية دامعة.

في ذكرى رحيله الخمسين، نعيد بعضا مما ابدعته شاعرية هؤلاء الكبار: نزار قباني، ومهدي الجواهري، ومحمود درويش، وعبد المعطي حجازي، وصلاح عبد الصبور، وشعراء العامية المصرية فؤاد حداد، واحمد فؤاد نجم، وعبد الرحمن الابنودي (فيديو)

قتلناك يا آخر الأنبياء.. نزار قبانى
1
قتلناكَ.. يا آخرَ الأنبياءْ
قتلناكَ..
ليسَ جديداً علينا
اغتيالُ الصحابةِ والأولياءْ
فكم من رسولٍ قتلنا..
وكم من إمامٍ..
ذبحناهُ وهوَ يصلّي صلاةَ العشاءْ
فتاريخُنا كلّهُ محنةٌ
وأيامُنا كلُّها كربلاءْ..
2
نزلتَ علينا كتاباً جميلاً
ولكننا لا نجيدُ القراءهْ..
وسافرتَ فينا لأرضِ البراءهْ
ولكننا.. ما قبلنا الرحيلا..
تركناكَ في شمسِ سيناءَ وحدكْ..
تكلّمُ ربكَ في الطورِ وحدكْ
وتعرى..
وتشقى..
وتعطشُ وحدكْ..
ونحنُ هنا نجلسُ القرفصاءْ
نبيعُ الشعاراتِ للأغبياءْ
ونحشو الجماهيرَ تبناً وقشاً
ونتركهم يعلكونَ الهواءْ
3
قتلناكَ..
يا جبلَ الكبرياءْ
وآخرَ قنديلِ زيتٍ..
يضيءُ لنا في ليالي الشتاءْ
وآخرَ سيفٍ من القادسيهْ
قتلناكَ نحنُ بكلتا يدينا
وقُلنا المنيَّهْ
لماذا قبلتَ المجيءَ إلينا؟
فمثلُكَ كانَ كثيراً علينا..
سقيناكَ سُمَّ العروبةِ حتى شبعتْ..
رميناكَ في نارِ عمَّانَ حتى احترقتْ
أريناكَ غدرَ العروبةِ حتى كفرتْ
لماذا ظهرتَ بأرضِ النفاقْ..
لماذا ظهرتْ؟
فنحنُ شعوبٌ من الجاهليهْ
ونحنُ التقلّبُ..
نحنُ التذبذبُ..
والباطنيّهْ..
نُبايعُ أربابنا في الصباح..
ونأكلُهم حينَ تأتي العشيّهْ..
4
قتلناكَ..
يا حُبّنا وهوانا
وكنتَ الصديقَ، وكنتَ الصدوقَ،
وكنتَ أبانا..
وحينَ غسلنا يدينا.. اكتشفنا
بأنّا قتلنا مُنانا..
وأنَّ دماءكَ فوقَ الوسادةِ..
كانتْ دِمانا
نفضتَ غبارَ الدراويشِ عنّا..
أعدتَ إلينا صِبانا
وسافرتَ فينا إلى المستحيل
وعلمتنا الزهوَ والعنفوانا..
ولكننا
حينَ طالَ المسيرُ علينا
وطالتْ أظافرُنا ولحانا
قتلنا الحصانا..
فتبّتْ يدانا..
فتبّتْ يدانا..
أتينا إليكَ بعاهاتنا..
وأحقادِنا.. وانحرافاتنا..
إلى أن ذبحنكَ ذبحاً
بسيفِ أسانا
فليتكَ في أرضِنا ما ظهرتَ..
وليتكَ كنتَ نبيَّ سِوانا…
5
أبا خالدٍ.. يا قصيدةَ شعرٍ..
تقالُ.
فيخضرُّ منها المدادْ..
إلى أينَ؟
يا فارسَ الحُلمِ تمضي..
وما الشوطُ، حينَ يموتُ الجوادْ؟
إلى أينَ؟
كلُّ الأساطيرِ ماتتْ..
بموتكَ.. وانتحرتْ شهرزادْ
وراءَ الجنازةِ.. سارتْ قريشٌ
فهذا هشامٌ..
وهذا زيادْ..
وهذا يريقُ الدموعَ عليكْ
وخنجرهُ، تحتَ ثوبِ الحدادْ
وهذا يجاهدُ في نومهِ..
وفي الصحوِ..
يبكي عليهِ الجهادْ..
وهذا يحاولُ بعدكَ مُلكاً..
وبعدكَ..
كلُّ الملوكِ رمادْ..
وفودُ الخوارجِ.. جاءتْ جميعاً
لتنظمَ فيكَ..
ملاحمَ عشقٍ..
فمن كفَّروكَ..
ومَنْ خوَّنوكَ..
ومَن صلبوكَ ببابِ دمشقْ..
أُنادي عليكَ.. أبا خالدٍ
وأعرفُ أنّي أنادي بوادْ
وأعرفُ أنكَ لن تستجيبَ
وأنَّ الخوارقَ ليستْ تُعاد.

استشهاد جمال عبدالناصر.. فؤاد حداد

يا حضن مصرى يا طلعة فجر يا ريّس
مع السلامة يا والد يا أحنّ شهيد
آدى الرقابى ودى الأعلام بتتنكـّس
فين طـلـّتك في الدقايق تسبق المواعيد
والابتسامة اللى أحلى من السلام بالإيد
يامعانا في كل فرحة ومعركة وجديد
أؤمر لى بحقوقى وهدوم الولاد في العيد
والمجانيّة ومرايل بيضا والأناشيد
والصبر ما يغلبهش الذلّ والتنهيد
فرّقت ورقك وقلت الكلّ يكتب لى
من البحيرة من الشرقيـّة من قبلى
أنا خفت لو أم تنده وتلاقينى بعيد
ياما السفر والبريد ياما الأمل بدرى
ياما الغلابة تريد منشيّة البكرى
وياما قلبك خفق من رحمته وضناه
كل الآهات شعب واحد يا حبيب الله
يا صادق العقل واكتاف الفواعـليّه
صدر الشهامة اللى أكبر منها حنيّه
نسّيتنا أيّام ما كانت راسنا محنيّه
آدى المدارس ودى الشوارع ودى العمال
والفـلاحين الأحبّه أمّتك يا جمال
داوم على الحق ياكبير العرب داوم
عشر ليالى بضحاها وانت مش نايم
خلـّينا نعلى بحناجر تطلبك ودموع
يا قوة الشعب يا قلب الوطن مسموع
يا رؤية الذاكرة يا واحد الجماهير
صوتك نبع من نبات نادى وشرف وضمير
من ملحمة ومن دموع زى النهاردا كتير
خلينى أسأل دموعى قبل ما اكتبها
وليل ما كانش انتهى وأيّام نعتـّبها
واسمك يدور في المناره خالد الإحساس
مين اللى أكبر مقامك في قلوب الناس
إلا مقامهم في قلبك

الرجل ذو الظل الأخضر.. محمود درويش

نعيش معك
نسير معك
نجوع معك
وحين تموت
نحاول ألا نموت معك !
ولكن لماذا تموتَ بعيدًا عن الماء
والنيل ملء يديك؟!
لماذا تموت بعيدًا عن البرق
والبرق في شفتيك؟
وأنت وعدت القبائل
برحلة صيف من الجاهليةْ
وأنت وعدت السلاسل
بنار الزنود القويةْ
وأنت وعدت المقاتل
بمعركة تُرجِع القادسيةْ
نرى صوتك الآن ملء الحناجر
زوابع تلو زوابع
نرى صدرك الآن متراسَ ثائر
ولافتة للشوارع
نراك
نراك
نراكطويلًا كسنبلة في الصعيد
جميلًا كمصنع صهر الحديد
وحُرًّا كنافذة في قطار بعيد
ولست نبيًّا..
ولكن ظلّك أخضر
أتذكر؟
كيف جعلت ملامح وجهى
وكيف جعلت جبينى
وكيف جعلت اغترابى وموتى
أخضر
أخضر
أخضر؟
أتذكر وجهى القديم؟
لقد كان وجهى يُحنَّط في متحف انجليزى
ويسقط في الجامع الأموى
متى يا رفيقى؟
متى يا عزيزى؟
متى نشترى صيدليةْ
بجرح الحسين.. ومجد أميةْ
ونبعث في سدِّ أسوان خُبزًا وماء
ومليون كيلو وات من الكهرباء؟
أتذكر؟
كانت حضارتنا
بدويًّا جميلًا يحاول أن يدرس الكيمياء
ويحلم تحت ظلال النخيل بطائرة
وبعشر نساء
ولست نبيًّا
ولكن ظلك أخضر ..
نعيش معك
نسير معك
نجوع معك
وحين تموت
نحاول ألا نموت معك
ففوق ضريحك ينبت قمح جديد
وينزل ماء جديد
وأنت ترانا
نسير
نسير
نسير.

«الحلم والأغنية».. صلاح عبدالصبور

لا.. لم يمت
وتظل أشتات الحديث ممزّقات في الضمائر
غافيات في السكينة
حتى تصير لها من الأحزان أجنحة
تطير بها كلامًا مرهقًا
يمضى ليلقفه الهواءُ
يرُدّه لترن في جدرانه دور مدينة الموت الحزينةْ
أصوات أهليها الذين بنت بهم سرر البكاء
يتجمّعون على موائد السهر الفقير
معذبين ومطرقين
الدمع سقياهم وخبزهم التأوُّه والأنين
يلقون ـ بين الدمعتين ـ زفير أسئلة
تُخشخش مثل أوراق الخريف الذابلات
هل مات من وهب الحياة حياته
حقًّا أمات؟
تتجمع الكلمات حول اسمٍ سرى كالنبض في شريانهم
عشرين عامًا
كان الملاذ لهم من الليل البهيم
وكان تعويذ السقيم
وكان حلم مضاجع المرضى
وأغنية المسافر في الظلام
وكان مفتاح المدينة للفقير يذوده حرس المدينة عن حِماها
وكان موسم نيلها
يأتى فينثر ألف خيط من خيوط الخصب تورق في رباها
وكان من يحلو بذكر فعاله في كل ليلة
للمرهقين النائمين بنصف ثوب.. نصف بطن
سمر المودّة والتغنِّى والتمنِّى والكلام
والآن أصبح كل لفظ خنجرًا
ولكل أمنية عذاب
هل مات.. واحزناه!!
عشرين عامًا
نلقاك شابًّا في رداء الحرب تنفخ في النفير
كى توقظ الأشلاء
تجمع شمل مصر المسترَقَّة
كانت على مجرى الزمان تمزّقت قِطَعًا
فطُفتَ على مسار النيل تجمع مزقة في إثر مزقةْ
حتى نهضت- نهضتما – ألقيتما التابوت في لهب السعير
وعدتما في خير رفقةْ
نلقاك كهلا أشيب الفودين في عمر النبوةْ.

زيارة إلى الضريح.. أحمد فؤاد نجم

السكه مفروشة تيجان الفل والنرجس
والقبه صهوة فرس عليها الخضر بيبرجس
والمشربية عرايس بتبكى والبكى مشروع
من دا اللى نايم وساكت
والسكات مسموع
سيدنا الحسين؟
ولا صلاح الدين ولا النبى
ولا الإمام؟
دستور يا حراس المقام ولا الكلام بالشكل دا ممنوع؟
على العموم
أنا مش ضليع في علوم الانضباط
أبويا كان مسلم صحيح
وكان غبى
وكان يصلى ع النبى
عند الغضب والانبساط
أبويا كان فلاح تعيس
في ليله ضلمه خلفوه
وف خرقه سودا لفلفوه
وف عيشه غبرا
طلعوه
وعشه مايله سكنوه
ولصموه
وطلسموه
ودجنوه
وجهزوه
وجوزوه على عماه
فكان محير في هواه ما بين أمى والجاموسة
وكان يخاف يقتل ناموسه
وكان خجول خجول
خجول
وكان دايما يقول استغفر الله العظيم من باب الاحتياط
أبويا طلعتوه حمار فكان طبيعى يجيبنى جحش
لا أعرف نبى من أجنبى
ولا مين ما جاش ولا مين ما رحش
موسى نبى
عيسى نبى
كمان محمد كان نبى
ويا قلبى صلى ع النبى
وكلنا نحب النبى
وكل وقت وله أدان
وكل عصر وله نبى
وإحنا نبينا كده
من ضلعنا نابت
لا من سماهم وقع
ولا من مرا شابت
ولا انخسف له القمر
ولا النجوم غابت
أبوه صعيدى وفهم قام طلعه ظابط
ظبط على قدنا وع المزاج ظابط
فاجومى من جنسنا
ما لوش مرا عابت
فلاح قليل الحيا
إذا الكلاب سابت
ولا يطاطيش للعدا
مهما السهام صابت
عمل حاجات معجزة وحاجات كتير خابت
وعاش ومات وسطنا
على طبعنا ثابت
وان كان جرح قلبنا كل الجراح طابت
ولا يطولوه العدا
مهما الأمور
جابت

«مرثية العمر الجميل».. عبدالمعطى حجازى

هذه آخر الأرض
لم يبق إلا الفراقْ
سأسوّى هنالك قبرًا
وأجعل شاهده مزقة من لوائك
ثم أقول سلامًا
زمن الغزوات مضى والرفاقْ
ذهبوا
ورجعنا يتامى
هل سوى زهرتين أضمُّهما فوق قبرك
ثم أمزِّق عن قدمى الوثاق؟!
إنّنى قد تبعتك من أول الحلم
من أول اليأس حتى نهايته
ووَفَيْتَ الذماما
ورحلت وراءك من مستحيل إلى مستحيل
لم أكن أشتهى أن أرى لون عينيك
أو أن أميط اللثاما
كنت أمشى وراء دمى
فأرى مدناً تتلألأ مثل البراعم
حيث يغيم المدى ويضيع الصهيل
والحصون تساقط حولى
وأصرخ في الناس
– يومًا بيوم –
وقرطبة الملتقى والعناقْ
آه.. هل يخدع الدم صاحبه
هل تكون الدماء التي عشقتك حراما؟ !
كنتُ في قلعةٍ من قلاع المدينة ملقى سجينا
كنت أكتب مظلمة
وأراقب موكبك الذهبى
فتأخذنى نشوة وأمزِّق مَظلمتى
ثم أكتب فيك قصيدةْ
آه يا سيّدى !
كم عطشنا إلى زمن يأخذ القلب
قلنا لك اصنع كما تشتهى
وأعد للمدينة لؤلؤة العدل
لؤلؤة المستحيل الفريدةْ
لم أكن شاهدًا أبدًا
إننى قاتل أو قتيل!
مت عشرين موتًا
وأهلكت عشرين عمرًا
وآخيت روح الفصول
تتوارى عصوركم وأظل أغنّى لمن سوف يأتى
فترجع قرطبة وتجوز الشفاعةْ
إننى أحلم الآن
لم تأت
بل جاء جيش الفرنجة
فاحتملونا إلى البحر نبكى على الملك
لا.. لست أبكى على الملك
لكن على عمرٍ ضائعٍ لم يكن غير وهمٍ جميل !
فوداعًا هنا يا أميرى
آن لى أن أعود لقيثارتى
وأواصل ملحمتى وعبورى
تلك غرناطة تختفى
ويلف الضباب مآذنها
وتغطّى المياه سفائنها
وتعود إلى قبرك الملكى بها
وأعود إلى قدرى ومصيرى
من ترى يعلم الآن في أي أرضٍ أموت؟.

في ذكراك الأولى يا ناصر.. مهدي الجواهري

أكبرت يومك أن يكون رثاء
الخالدون عهدتهم أحياء
أَوَيُرزقون؟ أجل، وهذا رزقهم
صنو الوجود وجاهة وثراء
صالوا الحياة، فقلت دَيْنٌ يقتضى
والموت قيلَ فقلتُ كان وفاء
أثنى عليك وما الثناء عبادة
كم أفسد المُتعبّدون ثناء
لا يعصم المجد الرجال وإنّما
كان العظيم، المجد والأخطاء
قد كنت شاخص أمّة نسماتها
وهجيرها، والصبح والإمساء
ألقت عليك غياضها ومروجها
واستودعتك الرمل والصحراء
كنت ابن أرضك من صميم ترابها
تعطى الثمار، ولم تكن عنقاء
تتحضّن السرّاء من أطباعها
وتلُمّ – رغم طباعك – الضرّاء
قد كان حولك ألف جار يبتغى
هدمًا، ووحدك من يريد بناء
لله صدرك ما أشدّ ضلوعه
في شدّة، وأرقّهن رخاء
أثنى عليك، على الجموع يصوغها
الزعماء، إذ هي تخلق الزعماء
ناهضت فانتهضت تجرّ وراءها
شمم الجبال عزيمة ومضاء
ونكست فانتكست، وكنت لواءها
يهوى، فما رضيت سواك لواء
لسنا ملائكة ولكن حسبنا
إغراؤها، لنقاوم الإغراء
فيم التعجّب، لا نُحمّل وزرنا
قدرًا، ولا ما نحن فيه قضاء
يا ابن الكنانة وابن كل عظيمة
دهياء، تُحسن في البلاد بلاء
ذبح الفداة ورحت أنت ضحيّة
عنهم، وما أغنى الفداء فداء.

تّناتيش للذكرى.. عبد الرحمن الابنودي

من يمدحُه يطلع خاسر
ويشبَّروله.. أيامه
يعيش جمال عبدالناصر
يعيش بصوته وأحلامه في قلوب شعوب عبدالناصر
مش ناصرى ولا كنت ف يوم
بالذات في زمنه وف حينه
لكن العفن وفساد القوم
نسّانى حتى زنازينه.. في سجون عبدالناصر
إزاى ينسّينا الحاضر..
طعم الأصالة اللى في صوته؟
يعيش جمال عبدالناصر
يعيش جمال حتى ف موتُه ما هو مات وعاش عبدالناصر!!
اسمه جمال وجميل فعلاً
ياما شفنا شجعان خوّافه
عظيم.. وكان إنسان طبعاً
المجد مش شغل صحافة علشان ده عاش عبدالناصر
أعداؤه كرهوه ودى نعمة
مِن كرهُه أعداؤه صادق
في قلبه كان حاضن أمَّه
ضمير وهمَّة ومبادئ ساكنين في صوت عبدالناصر
ملامحنا.. رجعت بعد غياب
دلوقت بس اللى فهمناه
لا كان حرامى ولا كداب
ولا نهبها مع اللى معاه أنا باحكى عن عبدالناصر
عشنا الحياة وياه كالحلم
فلا فساد ولا رهن بلاد
يومها انتشينا ثقافة وعلم
وف زمنه ماعشناش آحاد كنا جموع في زمن ناصر
كان الأمل في خُضرِتُه بِكْر
مافيش لصوص للقوت والمال
ومصر أبطال ورجال فكر
ومثقفين ستات ورجِال جيوش جمال عبدالناصر
كان الهلال في قلبه صليب
ولا شفنا حزازات في بلادنا
ولا شُفنا ديب بيطارد ديب
ولا جرَس خاصم مادنة وَحَّدْنا صُوت عبدالناصر
دفعنا تمن الحرية
بدمّ مش بدينار ودولار
يوم وقفته في «المنشية»
خلّى الرصاص يهرب من عار أعداء جمال عبدالناصر
رغم الحصار كنا أحرار
وفى الهزيمة الشعب ماجعْش
كان اسمها «بلد الثوار»
وقرار زعيمها مابيرجعْش قرار جمال عبدالناصر
خلَّى بلادُه.. أعزّ بلاد
ليها احترام في الكون مخصوص
لا شفنا وسط رجالُه فساد
ولا خطط سمسرة ولصوص كان الجميع عبدالناصر
لولاه ماكنتوا اتعلمتوا
ولا بقيتوا «دراكولا»
ياللى انتو زعما وإنجازكو
دخّلتوا مصر الكوكاكولا وبتشتموا ف عبدالناصر
عمره ما جاع في زمانه فقير
أو مالتقاش دوا للعِلّة
دلوقت لعبةْ «اخطف طير»
والأمة في خِدْمةْ شِلَّة تكره جمال عبدالناصر
يتّريقوا على طوابيرُه
علشان فراخ الجمعية
شوفوا غيره دلوقت وخيرُه
حتى الرغيف بقى أمنية يرحم جمال عبدالناصر!!
فيه ناس بتنهب وتسوِّف
لا يهمّها من عاش أو مات
ورضا العدو عنّا يخِوِّف
معناه أكيد إننا قَفَوات من يوم مامات عبدالناصر!!
الأرض رجْعت للإقطاع
وقالوا: «رجعت لصْحابها»
وصاحبَك الفلاح تانى ضاع
ضاعْت العقود واللى كتبها وخط إيد عبدالناصر!
أنا أذكُرك من غير ذكري
والناس بتفتكرك بخشوع
الأمس واليوم ده وبكره
يبكوك بعظمة مش بدموع يكفَى نقول: «عبدالناصر»
دلوقت رجعوا الفقرا خلاص
سكنوا جحورهم من تاني
رحل معاك زمن الإخلاص
وِجِهْ زمن غير إنسانى ماهوش زمن عبدالناصر!!
صحينا على زمن الألغاز
يحكمنا فيه «أهل الأعمال»
وللعدو.. صدّرنا الغاز
بفرحة وبكل استهبال نكاية في عبدالناصر!
بنمدها بغاز الأجيال
تحويشةِ الزمن القادم
إتوحَّشوا فْ جمع الأموال
ورجعْنا سادة.. وخوادم ضد اتجاه عبدالناصر
يا جمال.. نجيب زيك من فين
يا نار.. يا ثورة.. يا ندهِةْ ناي..
البوسطجي.. إللى اسمه «حسين»
– أبوك- منين جابك؟ وإزاي.. عمل جمال عبدالناصر؟!
لو حاكتبك.. ما تساع أقلام
ولا كلام غالى وأوراق
الأمر وما فيه.. أنا مشتاق
فقُلتْ أمسِّى عليك وأنام نومةْ جمال عبدالناصر!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى