المنزل تحت الأشجار (فلسطين عربية)

وشجر الزيتون أخضر , أحمل بين كفى قفصات منه , وأسير نحو أسرة جارنا الأسير , في بيت لحم مهد المسيح خطواتي تأخذني نحو مخيم الدهيشة , أسأل عن جيل الحجارة ,وحياة الغدر والصهيونية الغدارة , أسأل عن وطني المحاط بالأسلاك , ومسجون رام الله القابع على مقعد استحضرته عفاريت أسلو , يتابع أمن المستوطنين ,ويفتح سجن هو الآخر ملحق لعوفر وعسقلان أو لمعتقل أنصار 2 والكثير من معتقلات الاعتقال الإسرائيلية واشتياق أسرى فلسطين للتحرير بنوعيه , كيف نفذت الرجعية العربية المحملة بجراثيم الموساد إلى منظمة التحرير الفلسطينية؟ , فيما في غزة حماس تعمق الجراح وتنقاد إلى السلطان الذي تواطأ مع الإنجليز وسهل للمستوطنين احتلال فلسطين , ومولت الأمارة المكتب السياسي واحتضنته في قواعدها الأمريكية الحامية للصهيونية , فسكنت كتائب القسام , كما سكنت الجبهة الشعبية والعاصفة وفتح , وصار الردح .
المنزل في أخر نقطة من المخيم اى مخيم داخل الضفة أو القطاع أو في الأردن ولبنان وسورية ومابين مخيمي عين الحلوة واليرموك حكايات يرويها الدم الفلسطيني الذي سال مختلطا بدم مقاومة التطبيع في سوريا ولبنان , ناجى العلى الذي عاش هنا وقتله الموساد في لندن , لكن عزاؤنا أن حنظله مازال ينظر على فلسطين ويعطينا ظهره لأنه لا يطيق أن يهتم بغير التحرير , أسأل في كل مخيم عن كل مقاوم حمل السكين دفاعا عن أهل فلسطين من قتل الأوباش من المستوطنين وجيشهم اللعين. .المنزل في القدس له خمسة عشر بابا مغلقا ومفتوحا أُعَدِدها ,باب الأسباط، وباب حطة، وباب العتم، ، وباب المغاربة، وباب الغوانمة، وباب الناظر، وباب الحديد، وباب المطهرة، وباب القطانين، وباب السلسلة، والباب المزدوج، والباب المفرد، وباب الرحمة، وباب الجنائز، هذا التعداد حتى لا يخطئ احد العنوان , فالأقصى يهان الآن وتستباح حرماته كما لم تستباح من قبل , فيما لاح في الأفق أن الجالسين على فناطيس النفط والجاز في الخليج يمهدون الطريق ويشرعنون لإسرائيل هدم الأقصى ليعود الهيكل المزعوم من تحت أنقاضه إلى الوجود , وهم لأجل ذلك قد صاغوا على ألسنة الزناد يق – الذين أسسوا للقاعدة وداعش والنصرة طريق الإرهاب الذي يدمر سوريا ولينان وليبيا وسيناء- هؤلاء الوهابيون ومن يرتدون عباءة الإسلام في أرض الحجاز وأبوظبى والمنامة وعُمان ,يفتون أن الرسول لم يسر به إلى الأقصى ولم يعرج منه إلى السماء , وإنما المكان قد صار لا يُعرف له عنوان , وهذا القابع بالقدس ليس الا حجارة , وحين تهدمه إسرائيل ستصنع حضارة الكون ليهدينا التلمود !

وعلى ذلك هرول الحكام في أبى ظبى والمنامة وعلى لسان ترامب أعلنوا الخيانة ودشنوا بيع الأقصى بكل وضاعة وباركهم الباقين الذين تنتظرهم إسرائيل في مطار بن جورين بتل أبيب, ليثبتوا للصهاينة والأمريكان أنه طالما أولى القبلتين غير موجود فلا هناك ثانى له .
المنزل في فلسطين ,أما قصور الرجعية في صحراء الجزيرة العربية , فهى صماء جرداء ليس للزهر فيها عنوان , فالبترول يحرق ويثير الدخان الذي يعكر الصفو والأجواء.
كان جمال عبد الناصر يقطن منزل الحصار في عراق المنشية , فعرف قيمة الأرض الفلسطينية – وأيقن أن نُظم الخيانة تبيع فلسطين في سوق النخاسة , فعاد إلى مصر وقاد ثورته ليقضى على احد أنظمة الخيانة ويشيع أخر ملوك الأسره العلوية الأجنبية إلى مثواه الأخير , ويحرر مصر من الاستعمار وأعوانه .
المنزل على ضفاف النيل من أجل فلسطين عربية ومن أجل تحرير الأقصى وعودة اللاجئين من شعبنا الفلسطيني – نبه جمال عبد الناصر شعبنا العربي من المحيط إلى الخليج في ميثاق العمل الوطني الذي قدمه في 1962: “ان قطعة من الأرض العربية فى فلسطين قد أعطيت من غير سند من الطبيعة أو التاريخ لحركة عنصرية عدوانية؛ أرادها المستعمر لتكون سوطاً فى يده؛ يلهب به ظهر النضال العربي إذا استطاع يوماً أن يتخلص من المهانة، وأن يخرج من الأزمة الطاحنة، كما أرادها المستعمر فاصلاً يعوق امتداد الأرض العربية، ويحجز المشرق عن المغرب، ثم أرادها عملية امتصاص مستمرة للجهد الذاتي للأمة العربية؛ تشغلها عن حركة البناء الإيجابي.
أن الاستعمار الآن غير مكانه ولم يعد قادراً على مواجهة الشعوب مباشرة , وكان مخبؤه الطبيعي بحكم الظروف داخل قصور الرجعية العربية – إن الاستعمار كشف نفسه وكذلك فعلت الرجعية العربية بتهالكها على التعاون معه وأصبح محتما على الشعوب ضربهما معا ..
إن الجامعة العربية قادرة على تنسيق ألوان ضرورية من النشاط العربي فى المرحلة الحاضرة، لكنها فى نفس الوقت تحت أي ستار وفى مواجهة أي ادعاء لا يجب أن تتخذ وسيلة لتجميد الحاضر كله وضرب المستقبل به”
المنزل أيام ناصر كان أساسه ثلاثة أعمده كحجر أساس:
1-أن الصراع مع إسرائيل صراع وجود حيث زرعت إسرائيل للقضاء على الأمة العربية .
2-أنه يجب على الشعوب ضرب الرجعية العربية .
3- التحذير من أن تتخذ الجامعة العربية أداة لضرب المستقبل العربي وإجهاض الوحدة العربية .
ولذلك مازالت حملات القضاء على جمال عبد الناصر فى قبره وبعد نصف قرن من صعود روحه الى ربه , من جانب حكام الرجعية العربية وإعلام مافيا رجال الإعمال والبتر ودولار ومن الصهيونية العالمية والاستعمار تتواصل يوما بعد يوم – لكن يبقى السؤال لماذا لم يتدارك شعبنا العربي ذلك ؟, وترك الحبل ع الغارب للرجعية العربية تمارس خيانتها للقضية الفلسطينية وللأمة العربية , وتواصل فى المنامة وأبو ظبي ثم السعودية وعمان عمليات التطبيع مع الكيان الصهيوني ليتمدد العدو الأسرائيلى فى الخليج , ولماذا ترك الجامعة العربية , حتى من خلال حكوماته التى مازالت تقاوم التطبيع ,تتخذ كأداة لضرب المستقبل العربي من خلال حكام الخليج (الرجعية العربية)وإجهاض اى أمل لتحقيق الوحدة ؟
لا بد أن تتدارك الآن كل الشعوب العربية وتتلاحم مع شعبنا الفلسطيني الذي يجب أن يوحد رايته ,ليتصدى الجميع لخيانة الرجعية العربية بكل قوة , وغير ذلك سيقع المحظور الذي حذرنا منه جمال عبد الناصر وهو أن ترأس إسرائيل الجامعة العربية , لتحقق وحدة الدولة العبرية التى مازالت تتمسك بها على جدار الكنيست فى ظل التطبيع مع الرجعية العربية من النيل للفرات – لا قدر الله .
كاتب ومحامي مصري

البريد الإلكتروني: [email protected]

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى