خيانة قضية فلسطين.. من كامب ديفيد الى صفقة اولاد زايد

 

تحتار كل بلاغة لغة الضاد بوصف الحالة التي وصلت لها الأمة العربية، وهذا السقوط المدوي الذي بدأ بعد نهاية حرب أكتوبر بشكل خجول من مفاوضات (101)كم التي بها أقر أن أكتوبر آخر الحروب، والحل سيكون عبر المفاوضات التي توجت بكامب ديفيد وامتدت إلى يومنا هذا الذي وصلنا به لاتفاق دويلة أبناء زايد مع الكيان الصهيوني المجرم .
والغريب أن تسوّق دويلة أبناء زايد جريمتها وكأنها رشوة للعدو الصهيوني من أجل إلغاء الاستيطان وتحقيق ما يسمى بحل الدولتين، الأمر الذي أنكره رئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو بعد تصريحات مسئولي دويلة أبناء زايد التبريرية ، حيث قال النتن حرفيا أن الاستيطان لم يلغى، ولكنه جمد مؤقتا لظروف خاصة، يقصد بها تسويق الصفقة على شعب دويلة أبناء زايد وباقي شعوب دويلات الخليج الأخرى المحتلة، هذا إذا وجد شعب عربي في تلك الدويلات، اللهم إلا كوكتيل من كل الجنسيات خاصة الآسيوية التي جنست من تلك الأنظمة وأصبحت تهدد ما تبقى من الهوية العربية.. وقد كانت مجلة العربي الكويتية أول من دق ناقوس الخطر، في تقرير شهير نشرته في ثمانيات القرن الماضي، حول هذا الموضوع .
والأكثر غرابة أن كل الصفقات الاستسلامية مع العدو يجري تسويقها وكأنها لمصلحة فلسطين وشعبها المشرد في كل بقاع العالم ، ولكن الحقيقية أن تلك الصفقات الحرام لم تكن إلا لتقديم الولاء والطاعة للولايات المتحدة لأجل إبقاء تلك الأنظمة الوظيفية التي تجاوزها الزمن، وأصبح وجودها يحتاج المزيد من التنازلات والانبطاح أمام المصالح الامبريالية ممثلة بالولايات المتحدة الأمريكية.
وهكذا جاءت كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربه، وليس أخيرا صفقة أبناء زايد مع العدو الصهيوني، وتسويق ذلك لمصلحة فلسطين، وهم كذابون لان هذه الجريمة لا تختلف عن سابقتها حيث جاءت لصالح نظام أبناء زايد وبقائهم على قيد الحكم .
ألم تستمر الساداتية رغم أنها نقيض لكل مصالح مصر القومية حتى بعد قتل رأسها وإبقاء النظام بدون رأسه، بعد أن أصبح السادات عبئا وبالتالي انتهى دوره، ولكن استمر نهجه من حسني اللا مبارك إلى عبد الفتاح السيسي وما بينهما بدون استثناء .
اتفاق دويلة أبناء زايد لا علاقة لها بفلسطين، وهي بالمناسبة ذات علاقات ليست جديدة.. فعلاقات العدو الصهيوني ودويلات الخليج المحتلة وعلى رأسها نظام آل سعود الوهابي يضاف إليهم الأردن والمغرب الرسميين ليست جديدة، ولكن كل ما في الموضوع أنها أصبحت علنية بعد لقاءات العشق والغرام السرية .
وشاهدنا حديث قائد الجيش الصهيوني لموقع إيلاف السعودي منذ عامين ونيف، وتأكيده على متانة العلاقات بين النظامين وستذكار تعاونهما في اليمن ضد الزعيم جمال عبد الناصر ، وبعد ذلك تآمر ملك النفط فيصل آل سعود مع العدو في نكسة حزيران يونيو عام 1967م ، .
لقد سبق اتفاق أولاد زايد مع العدو تطبيع تجاري حتى أن علاقات دويلة أبناء زايد مع العدو أقوى من علاقاتها مع بعض الدول العربية، ناهيك عن ما يسمى بالتطبيع الإعلامي الخليجي والتوافد على الكيان الصهيوني طالبين الرضا بأمر أنظمتهم.
ولكن ما هو مؤكد أنه لا قيمة لكل تلك الاتفاقيات من كامب ديفيد وحتى صفة أولاد زايد، وما هو حتمي وتاريخي أن الصحوة العربية قادمة، فقد وصل السكين الصهيوني وخطره لقلب كل قطر عربي والقادم سيكون أسوأ .
وقعوا كما تشاءون فأنتم لا تمثلوا إلا مصالحكم، ولكن وانتم تمارسون كل هذا السقوط كفى مزايدات باسم فلسطين وشعبها لتبرير انحطاطكم وخيانتكم وليس لمصلحة فلسطين .
لقد ثبت بكل المعاني ان تحرير فلسطين يبدأ من خيار المقاومة فقط الذي رفع لواءه الزعيم جمال عبد الناصر، وأثبتته المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله على أرض الواقع، وتدعمه سوريا العروبة بقيادة الرئيس بشار الأسد، وكل من رفع الشعار الخالد: “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”.. والباقي لا قيمة له .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى