بئس الاعلام الضالع في خدمة السياسات المعادية للامة

واجهت امتنا العربية معارك وحروبا متنوعة، منها معارك وحروب بالسلاح والتدمير وأخرى بفرض الحصار السياسي والاقتصادي لمنع التقدم والتطور العلمي والحضاري والحيلولة دون البناء الوطني والنهوض القومي، ومنها الحرب الإعلامية والتي تعتبر من اخطر الحروب في ظل التقدم التكنولوجي لهذا الإعلام، حيث تخلق هذه الحرب حالة من البلبلة وتفرز إشكالات وتحديات خطيرة تهدد الثقافات والقيم وأنماط السلوك البشري لأنها تستهدف العقل العربي والذاكرة العربية والرأي العام خاصة وان هذه الحرب تقوم على التضليل والتزوير وتشويه الحقائق وتلفيق أحداث غير موجودة على ارض الواقع. ويعتبر نجاح الأعداء في معركة الإعلام تدميرا للمجتمع العربي وهنا ليس المهم اسم العدو صهيونيا كان أم أمريكيا ولكن الأهم الضالعون مع هذا العدو من أجهزة الإعلام العربية التي يتم تمويلها وتوجيهها لخوض معركة الأعداء لتحقيق مشاريعهم ومخططاتهم ضد الأمة العربية ممثلة بالجهات المدافعة عن الأمة والمقاومة للعدو لمنعه من تحقيق أهدافه ومشاريعه ومخططاته المعادية للأمة ولا ننسى في هذا المجال كيف تستخدم هذه القوى الإعلام لتحقيق مآربها ودس سمومها وترويج الإشاعات وتزوير الحقائق واستخدام كل وسائل التضليل والكذب والإجرام بحق العرب الملتزمين بقضايا الأمة والمدافعين عن مصالحها وأرضها وحريتها وكرامتها, الذين يناضلون من اجل استعادة وحدة الأمة العربية التي بها تستطيع الدفاع عن مصالحها وثرواتها واستعادة حقوقها المسلوبة. وكذلك الذين قاوموا العدو الصهيوني ومنعوه من تحقيق أهدافه في لبنان أيار عام 2000 وعام 2006، وما زال العدو يحسب ألف حساب للمقاومة التي تستهدفها فئات ضالعة في مخططات أعداء الامة.
ومن الطبيعي القول بأن الإعلام الذي يشارك الإعلام المعادي في ضرب أمته وان تحدث باللغة العربية وانطلق من فوق ارض عربية لا يمكننا اعتباره إعلاما عربيا. ذلك لان الإعلام العربي هو الذي يقوم بالدور المطلوب منه والمتمثل في خدمة العرب أنفسهم والمدافع عن مصالحهم والذي يقوم بدوره في إيضاح صورة العرب الحضارية ويشارك فعليا في الدفع باتجاه وحدة العرب في مواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بهم ولكن كيف للإعلام العربي أن يقوم بهذا الدور؟ هذا التساؤل الكبير الذي نطرحه امام المشهد العربي المعاش هذه الأيام حيث تداعيات السياسات القطرية التابعة للغرب المعادي للأمة والمتناقضة مع الأهداف القومية، وامام ما تشهده المنطقة العربية وبعض أقطارها من ظروف صعبة جراء العدوان والاحتلال الاستعماري والصهيوني والمشاريع والمخططات المعادية التي تقوم بتنفيذها الولايات المتحدة الأمريكية والحركة الصهيونية بأدوات إعلامية وسياسية بعضها ناطقة بالعربية وأخرى تدعي الإسلام ذلك لان الدعاية الإعلامية وحتى تعطي أثرها المطلوب يجب أن يتم التخطيط لها بكل دقة وبحيث تكون مرسومة وفق خطة معدة سلفا يوضع لها هيكل عام يحوي الخطط الرئيسية والأهداف الأساسية التي يجب الوصول إليها. أن الخطة الإعلامية الموجهة لا توضع من فراغ وإنما يتم الاعداد لها وتجميع كمية كبيرة من المعلومات بإشراف مجموعة من أصحاب الاختصاص في الإعلام والاتصال الجماهيري والنظم النفسية. وهذا ما نراه ونشاهده في الإعلام المعادي الموجه ضد سورية بكل اخباره وتقاريره التي تعدها هذه المجموعات التابعة للغرب الاستعماري والحركة الصهيونية والتي تمدها أنظمة عربية أصبحت معروفة بالتمويل اللازم لتمكينها من صناعة الأخبار والتقارير والصور والمشاهد الملفقة من اجل تعبئة الرأي العام في سورية وأقطار الوطن العربي لخلق الفتن وتهيئة الأجواء لها وصولا إلى سفك دماء الأبرياء عبر مجموعات إرهابية تقوم نفس الجهات بتوفير الإمكانات المادية والتسليح لها للنيل من سورية الشعب والوطن.
مثلما يقوم الإعلام المعادي بتسميم أفكار المجتمعات العربية وتحريضها ضد القوى العربية الوطنية والقومية والمقاومة.
نعود لنؤكد لوسائل الإعلام المغرضة التي تمارس الكذب والتلفيق والتضليل بطلان المقولة بأن تكرار الكذب لا بد وان يجعل من الوهم والتزوير حقيقة ذلك لان زوال الحدود الإعلامية أصبح كفيلا بفضح الدعاية الكاذبة والتقارير المزيفة بعد مدة ليست بالطويلة وكما يقولون “أن حبل الكذب قصير” وهذا ما حصل ويحصل فعليا بالحملة الإعلامية الضالة والمضللة ضد سورية والمقاومة. وقد تم انكشاف وافتضاح العديد من الأخبار والتقارير المصنوعة في الدهاليز السوداء لفضائيات تبث السم الزعاف في اوساط الشعب العربي في سورية ولبنان.
مثلما نؤكد على أن لنا كل الأمل في جماهير امتنا العربية في الصحوة والنهوض وتجاوز العثرات والأوضاع العربية المتردية التي جاءت بسبب أعداء الأمة والاتجاه نحو تحقيق الأماني القومية لجماهير الأمة في التوحد التي هي الطريق الوحيد لبناء القوة القادرة على مواجهة الأعداء ومشاريعهم ومخططاتهم التي تهدف إلى قيام شرق أوسط جديد يحققون من خلاله أطماعهم في إنزال المزيد من التجزئة والسيطرة على ثروات الأمة ومقدراتها.
مثلما نؤكد على وعي الجماهير في كشف حقيقة الفاسدين الضالعين في المشاريع المعادية وتسخيرهم الاعلام الضال والمضلل، وخاصة الذين زوروا واتهموا المقاومة بافتعال كارثة ميناء بيروت للتغطية على فسادهم. وهم بذلك انما يخدمون العدو قبل أنفسهم.

*الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

9/8/2020

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى