يا بيروت قومي من حزنك.. أن الثورة تولد من رحم الأحزان

تتمزق أحشاء الوطن العربي ونحن سكارى
تخرج أكباده , ويمضغها الصهاينة جهارا نهارا
وأمريكا بكل قرون استشعارها تشعل أوطاننا نارا
والرجعية العربية تمول العملاء من ضغينتها شرارا
وحكام العار في كل ديارنا استح مارا
لكن ما يطير العقل من الرأس فيصير الجنان جنانا
أننا كشعب , ورغم الفاقة والجائحة , وسرقة أموالنا
واستعبادنا وانتهاك آدمياتنا ,ومص دمائنا
نطأطئ الجباه أمام جلادينا , ونحنى الظهور حتى يمتطى حكامنا
نختلف فيما بيننا حد تجريد السكين من غمده لنرشقه في جسد
أخواننا , وكأننا نلبى عن عمد أو عن جهل أو عن بصيرة هدف عدونا
ويغيب عن أبصارنا مستصغر الشرر , ليشعل معظم النار ويضحى الحريق
نارا .
تتوارد النار تسلم نار في كل الديار
لكننا عميان نُدمان , هل وصل الأمر إلى أن صرنا خصيانا ؟!
بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الشرير , أنك أمرت بتحويل الحجاز مُحَلل لهيكل سليمان , وهدم الأقصى بالمجان, وطالما لا يرضخون
وعلى المقاومة يعتمدون , فهم يهددون بني صهيون وهذا لن يكون !
كتائب من العملاء من أنطوان لحد إلى الآن , جستابو على شعب لبنان الأبي وعلى المقاومة ناضورجى , وقيادات لا تستكين عن إراقة الدماء منذ الحرب الأهلية اللبنانية , تستعر الآن مشخصة في جعجع و14 حمار , حتى البطريرك الماروني , يتجنى على الصليب ويلوح به بعيدا عن التعميد , وكلهم بإسرائيل ولهان , ومن المقاومة صاروا أعداء السلام .
حكايات للمقاومة ترتفع إلى عنان السماء , بعد أن جُسدت العمالة في كامب ديفيد , لتكون أخر الحروب مع إسرائيل لتنهى فلسطين – لكن المقاومة ولدت لحظة احتلال أول عاصمة عربية (بيروت ) بصمت عربي مقيت وعمالة من الخليج وجاسوسية آل جميل والشمعونين وجعجع وايلى حبيقة والمليشيات المارونية كلهم مهدوا للغزو الصهيوني لبيروت
ولدت المقاومة من يومها على يد المرابطون وكافة القوى الناصرية وحزب الله والشيوعيون والمقاومة الفلسطينية , وتم اندحار الصهاينة من بيروت – وتحرر كل لبنان , وفى 2006 جردت المقاومة اللبنانية إسرائيل من بعض أفراد جيشها وكانت حرب 2006 صمدت لبنان وانتصرت – فيما توقع مبارك وال سعود هزيمة المقاومة , فكان الغل والحقد وتأخير عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني .
من يومها تحاك المؤامرات وتطبخ الدسائس للإيقاع بالمقاومة في فخ الأسر ,والنهاية الدراماتيكية , لكن المقاومة بوعيها ونضالها وإيمانها بعدالة قضيتها وهدفها لتحرير الأقصى وفلسطين كانت دائما وابدأ مشمولة بعناية الله – وتحديا لإرادة الله , كان لابد للبنان أن يتحلل (لا قدر الله) , أثاروا الفتن وأوقدوا نارها بين السنة والشيعة – واعتقلوا رئيس وزراء لبنان وأهانوه ورغم ذلك استكان لما طلبوا .
حين تفرجوا على احتلال الصهاينة لبيروت – كان في الأذهان خطابهم لجونسون بأن يدفع إسرائيل لاحتلال سيناء والقضاء على جمال عبد الناصر وإنهاء فكرة القومية العربية – وحين انهزمت إسرائيل في لبنان مرتين – فالبديل الحرب غير المباشرة الدنيئة بالوكالة عن جنود إسرائيل الذين قضوا نحبهم على يد المقاومة اللبنانية – فكان العملاء والدخلاء والموالين للصهاينة الممولين من الرجعية العربية ليصنعوا الفوضى الخلاقة , وأخيرا ليشعلوا في بيروت النيران والحرائق- فكان التفجيرات الجبانة من زعماء الخيانة التي هزت بيروت ودمرت مرفأ بيروت وأشعلت فيه النيران , عن عمد وعن قصد , كما هم يشعلونها في سوريا والعراق وليبيا واليمن , ويهددون الأمن القومي المصري ويعطشون المصريين بانحسار مياه النيل جراء فعلهم الدنيء.
في أيام العز القومي الناصري أحتضن جمال عبد الناصر لبنان ونأى به بعيدا عن الأنواء – فلبنان كان في شرعته نافذة موزاييك العالم العربي –
ولأجله أضيء الهرم الأكبر في مصر بعلم لبنان – حمى الله لبنان شر الفتن , ويا نار كوني بردا وسلاما على شعبنا اللبناني – وعلى الشعب العربي أن يفيق من السبات .
ويا بيروت
قومي من تحت الردم
كزهرة لوز في نيسان
قومي من حزنك قومي
إن الثورة تولد من رحم الأحزان

÷كاتب ومحامي مصري

البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى