بغية الانفصال عن وطنهم.. اكراد سوريا يبيعون ارواحهم للشيطان الامريكي

أدانت سورية بأشد العبارات الاتفاق الموقع بين ميليشيا “قسد” وشركة نفط أمريكية لسرقة النفط السوري مؤكدة أنها تعتبره باطلا ولاغيا ولا أثر قانونيا له.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لوكالة سانا امس: تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات الاتفاق الموقع بين ميليشيا “قسد” وشركة نفط أمريكية لسرقة النفط السوري برعاية ودعم الإدارة الأمريكية.
وأكد المصدر أن هذا الاتفاق يعد سرقة موصوفة متكاملة الأركان ولا يمكن أن يوصف إلا بصفقة بين لصوص تسرق ولصوص تشتري ويشكل اعتداء على السيادة السورية واستمرارا للنهج العدائي الأمريكي تجاه سورية في سرقة ثروات الشعب السوري وإعاقة جهود الدولة السورية لإعادة إعمار ما دمره الإرهاب المدعوم بمعظمه من قبل الإدارة الأمريكية نفسها.
وأضاف المصدر: إن الجمهورية العربية السورية تعتبر هذا الاتفاق باطلاً ولاغياً ولا أثر قانونيا له وتحذر مجدداً بأن مثل هذه الأفعال الخسيسة تعبر عن نمط ونهج هذه الميليشيات العميلة التي ارتضت لنفسها أن تكون دمية رخيصة بيد الاحتلال الأمريكي.
وشدد المصدر أنه على هذه الميليشيات المأجورة أن تدرك أن الاحتلال الأمريكي الغاشم إلى زوال لا محالة وأنهم سيهزمون مثلهم مثل المجموعات الإرهابية التي استطاعت الدولة السورية هزيمتها.. فالسوريون الأصيلون قادرون على حماية ثرواتهم والحفاظ على وحدة بلادهم أرضاً وشعباً

وقد اثار هذا الاتفاق الذي جرى توقيعه قبل أيام بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وشركة نفط أميركية لتحسين وتطوير حقول النفط ضمن مناطق الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، جدلا واسعا لما يحمله من دلالات سياسية خطيرة.
ويقول مراقبون إن توقيع هذا الاتفاق يمكن قراءته على أنه تمهيد لاعتراف أميركي بالإدارة الذاتية الكردية في تلك الرقعة الجغرافية من سوريا، وهذا ما يضع العديد من الأطراف في الداخل كما القوى الإقليمية على غرار تركيا في موقف صعب.
وكان السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام قد أكد الخميس الماضي معلومات أوردتها وسائل إعلام أميركية عن توقيع قائد قوات سوريا الديمقراطية، عبدي مظلوم، اتفاقا مع شركة نفط أميركية لتحديث حقول النفط في شمال شرق سوريا.
وأوضح غراهام خلال جلسة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بحضور وزير الخارجية مايك بومبيو أن الجنرال مظلوم عبدي أبلغه “أن هذه أفضل وسيلة لمساعدة الجميع في هذه المنطقة”، في وقت أعرب بومبيو عن دعم الإدارة لهذا التوجه، قائلا “إن الاتفاق أخذ وقتا أكثر مما كان متوقعا”، مضيفا “نحن في إطار تطبيقه الآن”.
وبحسب مصادر تحدثت لموقع “مونيتور”، فإن الاتفاق يتضمن تأسيس مصفاتي نفط متنقلتين شرق الفرات بحيث تنتجان حوالي 20 ألف برميل يوميا ما يساهم في سد قسم من حاجة الاستهلاك المحلي.
ويثير الاتفاق مخاوف لدى دمشق من وجود نوايا دولية لتقسيم سوريا، أو أقله تمكين الأكراد من حكم ذاتي أسوة بما حصل في شمال العراق،
وتعد قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية حليفا أساسيا للولايات المتحدة وللتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، ولعبت هذه القوات دورا رئيسيا في الحرب على التنظيم الجهادي الذي كان في إحدى الفترات يضع يده على منابع النفط والغاز في سوريا، قبل أن يتم طرده.
وللتذكير فإن إنتاج سوريا من النفط كان يبلغ حوالي 360 ألف برميل يوميا قبل عام 2011، وانخفض إلى حدود 60 ألف برميل، ويقع حوالي 80 في المئة من النفط السوري ونصف الغاز في مناطق محافظتي الحسكة ودير الزور الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقب قرار سحبه القوات الأميركية من شمال شرق سوريا في 6 أكتوبر الماضي، أنّ “عددا قليلا من الجنود” الأميركيين سيبقون في سوريا، “في المناطق حيث يوجد النفط”.
ويرى محللون أن الاتفاق بين قسد وشركة النفط الأميركية ليس مفاجئا حيث أن الإدارة الأميركية ترى بأحقية المكون الكردي في التمتع بوضع خاص في شمال شرق سوريا، وهي لا تخفي دعمها له. على غرار رعايتها منذ أشهر مفاوضات لتوحيد صف القوى السياسية الكردية. ويشير المحللون إلى أن الحكومة السورية كما المعارضة لا تملكان عمليا القدرة على تغيير المعادلة الجارية في شمال شرق سوريا، في ظل حالة الضعف التي تعانيان منها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى