مفتي مصر يكشف “حكم الشرع” في تحويل الكنائس الى مساجد او العكس

لم تنته تبعات تحويل تركيا لمتحف آيا صوفيا إلى مسجد بعد، حيث علق مفتي الديار المصرية شوقي علام على الواقعة.

وقال علام في معرض إجابته عن سؤال جواز تحويل “كنيسة أو متحف آيا صوفيا إلى مسجد” والذي طرحه مقدم برنامج تلفزيوني محلي إنه “لا يجوز تحويل الكنيسة إلى مسجد”.

وأضاف علام في اللقاء الذي أذيع ضمن برنامج “نظرة” على قناة “صدى البلد” المحلية “يجب الحفاظ على الكنائس كما هي ولا تحول إلى مساجد، والحفاظ على المساجد كما هي ولا يجوز تحويلها إلى كنائس”.

واستدل علام في رأيه على عدد من الوقائع التاريخية والدينية، جاء في مقدمتها موقف الصحابي عمر بن الخطاب من كنيسة القيامة في القدس، حيث امتنع عن أداء الصلاة بداخلها، خوفا من تحويلها لاحقا إلى مسجد على يد المسلمين، ظنا منهم أنها حق لهم.

وقال علام “لقد أبى عمر بن الخطاب الصلاة في الكنيسة، حتى تستقر خصوصيتها في المجتمع، ولكي يستقر هذا المعنى”.

ورغم عدم تعليق علام بشكل مباشر على تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، فإنه ذكر التجربة المصرية في تجديد الكنائس والمعابد اليهودية، واصفا إياها “تجربة جديرة بالاحترام والتقدير، وتتفق مع الفهم السديد للنصوص الشرعية”.

وأضاف علام “لم نر في تاريخ المصريين أن حولت كنيسة إلى مسجد، أو حول مسجد إلى كنيسة، فكل يمارس عبادته في مكانه، وكان خير من أفتى بذلك هو فقيه مصر الليث بن سعد، الذي انطلق من موقف عمرو بن العاص، الذي اتفق مع فهم الرسول محمد”.

وتابع مفتي الديار المصرية قائلا إن “مفتي مصر الليث بن سعد (713م-791م)، ومحدث مصر آنذاك عبد الله بن لهيعة، كانا قد عرضا على والي مصر أموالا آنذاك لمنعه عن هدم الكنائس”.

وأوضح علام أن الليث بن سعد الذي يعتبر ضمن أهم الفقهاء في التاريخ الإسلامي، قال إن الكنائس في مصر سابقة لدخول المسلمين، بل قال إن عمارتها من عمارة الأرض.

كما أشار علام إلى موقف الرسول محمد في أوقات الحروب، والذي أمر صحابته بمنع هدم المعابد أو قتل الرهبان، أو الاعتداء على الأبرياء، مضيفا أنه لم يثبت ولا في رواية واحدة أن أحد صحابة النبي هدم (دار عبادة)، أو فكر في ذلك.

وكانت دار الإفتاء المصرية التي يرأسها علام، قد أثارت الجدل في يونيو الماضي، عندما نشرت منشورا على فيسبوك وصف سيطرة العثمانيين على مدينة إسطنبول بالاحتلال.

لكن عادت دار الإفتاء في منشور آخر لاحقا قالت فيه “فتح القسطنطينية هو فتح إسلامي عظيم بشر به النبي صلى الله عليه وسلم وتم على يد السلطان العثماني الصوفي العظيم محمد الفاتح أما أردوغان فلا صلة له بمحمد الفاتح”.

وتشهد العلاقات بين مصر وتركيا توترا متصاعدا، على خلفية النزاع الليبي، حيث يصطف كلا البلدين وراء طرفين متقاتلين هما قوات المشير خليفة حفتر بدعم من القاهرة، وقوات حكومة الوفاق بدعم من أنقرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى