الرائد المصري جلال الهريدي والحقيقية الغائبة

مازالت نكسة الخامس من حزيران يونيو 1967م  تحمل في طياتها الكثير الكثير من الأسرار والحقائق التي لم تكشف بعد، رغم ظهور الكثير من المؤشرات وأسرار تلك المعركة، ومنها رسالة ملك البترول فيصل لسيده الرئيس الأمريكي ليندن جونسون ،ومطالبته الواضحة بضرب مصر وإسقاط الزعيم جمال عبد الناصر، حتى قال أحد المقربين من أحد الملوك، أن الملوك العرب لم يشعروا بالاستقرار على مقاعدهم إلا بعد نكسة الخامس من حزيران عام 1967م، ولم يشعروا بالأمن والآمان ألا يوم رحيل الزعيم جمال عبد الناصر لجوار ربه في الــ28 من أيلول سبتمبر الحزين عام 1970م ،

ضحايا تلك النكسة أو المؤامرة بشكل أوضح كثيرون، وأبرزهم الزعيم جمال عبد الناصر ومشروعه القومي التحررين والمشير عبد الحكيم عامر نفسه الذي كان قائدا للجيش، حيث ثبت أن الأخير كان مخترقا من تنظيم الإسلام السياسي المرتبط بالسياسية الأمريكية بالمنطقة والعالم.

المعروف تاريخيا أن هناك محاكمات جرت بعد النكسة لرجال المشير عبد الحكيم عامر بعد انتحاره، ومن ابرز هؤلاء كان الرائد جلال هريدي الذي كان من أقرب رجال وأصدقاء المشير وأحبهم لقلبه، فالرجل وكلمة حق تقال أبلى بلاءا حسنا وقاتل قتال الرجال في حرب 1967، وبعدها انتحز للمشير عبد الحكيم عامر ورحل الزعيم جمال عبد الناصر، فيما كان كل رجال المشير بالسجن مثل شمس بدران وعباس رضوان والفريق محمود صدقي والرائد جلال الهريدي وغيرهم الكثير من الضباط وحتى الجنود الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية .

ولكن الغريب من ألأسرار التي لم تكشف تفاصيلها بعد، أن السادات قد أفرج عن كل هؤلاء الوزراء والضباط، بل أعطى الوزير شمس بدران جواز سفر دبلوماسيا وسمح له بالسفر والإقامة في لندن عاصمة الأسرار والمؤامرات والخفايا .

ومن هناك كتب الرجل مذكراته أو أكاذيبه التي حاول أن يضلل بها الناس، فالمعروف عن شمس بدران أنه رجل المشير المخلص،فيما كان السادات يدعي أنه ضد المشير عبد الحكيم عامر وضد وجوده على رأس القوات المسلحة ، فكيف أفرج السادات عن جميع رجال المشير، والأكثر غرابة عن جلال الهريدي الذي عرفناه برتبة رائد وسجن وهو بهذه الرتبة ، فكيف يرفع جلال الهريدي من رائد ليحصل على رتبة فريق ويتم تكريمه من قبل الرئيس الأخواني الراحل محمد مرسي الذي طالما ادعت جماعته أنهم أكثر من تعرض للتعذيب من المشير ورجاله ؟ وما هو السر في ذلك.. مليون علامة استفهام وتعجب ؟

وما هو السر أيضا في أن الرئيس ألإخواني مرسي بادر لتكريم اسمين متناقضين بأعلى الأوسمة المصرية (قلادة النيل) الفريق سعد الدين الشاذلي رحمه الله بطل وقائد حرب أكتوبر الحقيقي، والمقبور أنور السادات الذي كان أول من داس بقدميه الملوثتين على كل المحرمات والمقدسات، وجعل الخيانة تصبح وجهة نظر عندما ذهب للعدو، وادعى أن الحاجز بيننا وبين العدو حاجز نفسي، وأن 99 من حل قضيتنا الأولى فلسطين بيد الولايات المتحدة الأمريكية.. ومن يومها أصبحت الخيانة وجهة نظر كما نرى اليوم .

تكريم السادات من الإخوان معروفة أسبابه، أنه رسالة اطمئنان للأمريكان والصهاينة مفادها أن مرسي على نفس سياسة السادات، وسيحترم الاتفاقيات الدولية كما قال حرفيان أي كامب ديفيد، وفق ما ورد في رسالته الشهيرة الى “صديقه الوفي” شمعون بيريز.

ولكن ما هو السر في تكريم الرائد جلال الهريدي، وكيف أصبح يحمل رتبة فريق ومن رفعه ، وهو من أبرز رجال المشير عبد الحكيم عامر، ولا أرى لذلك إلا معنى واحدا ستكشفه الأيام، وهو ان الهريدي كان اخوانيا وقد نجح في اختراقالدائر الداخلية للمشير عبد الحكيم عامر، مثلما أن السادات كان اختراقا أمريكيا لصفوف ثورة 23 يوليو المجيدة، وقد بقي هذا العميل الأمريكي مستترا لم يُكتشف حتى حانت ساعة كشفه لنفسه بنفسه بعدما جلس على سدة الرئاسة المصرية، وباشر العمل في خدمة اسياده ومشغليه!!1

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى