كشفت دبلوماسية إسرائيلية؛ إن “رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي قد التقى الملك عبد الله الثاني، وتسليمه رسالة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في محاولة لاسترضائه بشأن خطة الضم لأجزاء واسعة من الضفة الغربية وغور الأردن، دون أن يتم كشف مضمون الرسالة في وسائل الإعلام، لكن يمكن للمرء أن يفترض أن نتنياهو يحاول طمأنة الملك الذي شارك في الأسابيع الأخيرة في حملة شاملة ضد الضم”.
وأضافت رينا باسيست، الموظفة السابقة بوزارة الخارجية الإسرائيلية، ومساعدة السفير الإسرائيلي في كولومبيا، في مقالها على موقع “المونيتور”، أن “المنشاورات الأخيرة تشير إلى أن نتنياهو قد لا يُدرج غور الأردن في المرحلة الأولى من خطته للضم، ومن المتوقع أن يقتصر التصويت في الأول من تموز/ يوليو على ضم رمزي لبعض الكتل الاستيطانية بالقرب من القدس، مع العلم أن الأردن ضاعف من جهوده في الساحة الدبلوماسية ضد خطة الضم”.
وأشارت إلى أن “الملك عبد الله قد حذر من أن ضم إسرائيل المخطط له سيهدد الاستقرار في الشرق الأوسط، وأكد في مؤتمر عبر الفيديو مع أعضاء الكونغرس الأمريكي، أن أي إجراء إسرائيلي أحادي الجانب لن يكون مقبولا، وسيقوض فرص تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وبعد ذلك بيومين، قام وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بزيارة غير متوقعة لرام الله، حيث التقى بالرئيس الفلسطيني محمود عباس”.
وأوضحت باسيست، الصحفية بالإذاعة الإسرائيلية، وتتنقل بين باريس وبروكسل ونيو أورلينز وبريتوريا، وتعمل بوكالة الأنباء الأمريكية وجيروزاليم بوست، أن “الصفدي خلال زيارته إلى الأراضي الفلسطينية حذر أن خطة إسرائيل ستشكل “خطرا غير مسبوق”، وستكون لها عواقب أوسع على السلام في المنطقة، مع العلم أن الحدود مع الأردن هي الأطول والأكثر هدوءا التي تمتلكها إسرائيل”.
وأكدت أنه “بصرف النظر عن التعاملالأمني بين عمّان وتل أبيب، تشارك المجموعات والمؤسسات الإسرائيلية والأردنية في أشكال مختلفة من التعاون، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على بيئة التنوع البيولوجي لنهر الأردن وإدارة المياه”.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب أن “خطة الضم يمكن أن تضر بعلاقات إسرائيل السلمية مع الأردن، بما في ذلك تقليص أو تجميد التعاون الأمني الثنائي، الذي من شأنه أن يهدد أمن أطول حدود إسرائيل، ويقوض استقرار المنطقة، كما أن المملكة الأردنية الهاشمية تمد إسرائيل بالعمق الاستراتيجي للشرق”.
وأضافت أن “نتنياهو قد يختار عدم تضمين خطته القيام بضم غور الأردن لتهدئة عمان، ومع ذلك، واستنادا إلى التصريحات الأردنية في الأسابيع الأخيرة، فإن المملكة لا تفصل في اعتراضها بين ضم غور الأردن وضم المستوطنات في الضفة الغربية”.
ونقلت عن هيئة البث العام الإسرائيلية-كان، زعمها أن “رئيس الموساد كوهين قد التقى أيضا مؤخرا برئيس المخابرات المصرية عباس كامل، وأن الاثنين اتفقا على أن مصر ستنشر بيانا قاسيا بعد التصويت على الضم، لكنها لن تتخذ أي خطوات ملموسة مثيرة، ولم ترد تل أبيب على أي من التقارير الأخيرة”.
ومن جانبه، قال مسؤول فلسطينيّ إن نتنياهو قد مرّر رسالة للسلطة الفلسطينيّة مفادها أن الضمّ لن يشمل الضفّة الغربيّة، بحسب ما ذكرت القناة 12 الإسرائيليّة، صباح امس الجمعة.
ووفقًا للقناة، فإنّ الرسالة الإسرائيليّة نُقلت عبر رئيس الموساد، يوسي كوهين، الذي التقى الملك عبد الله الثاني في عمّان، مؤخرًا.
و”سيقتصر الضمّ” وفق الرسالة على كتلتين أو ثلاث كتل استيطانيّة، ما تزال غير معروفة، رجّحت القناة أن تكون منها “غوش عتصيون” و”معاليه أدوميم”.
ويوم الأربعاء الماضي، قدّر وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، أن إسرائيل لن تقدم على ضمّ الأغوار، بحسب ما نقلت عنه هيئة البث الرسميّة.
وأضاف أشكنازي، في جلسات مغلقة، أنّ “الجميع يفهم ذلك”، بحسب القناة.
ونقلت القناة عن مصدر مطّلع على تفاصيل مخطّط الضمّ أن الخطّة الحاليّة “مقلّصة أكثر بكثير من رغبة اليمين”.
وتتقاطع تصريحات أشكنازي مع ما نقلته “رويترز”، الثلاثاء الماضي، عن مصدر أميركي مطلع على مداولات الإدارة الأميركية أن من بين الخيارات الرئيسية المتوقع بحثها، عملية تدريجية تعلن بموجبها إسرائيل “سيادتها مبدئيا” على عدة مستوطنات قريبة من القدس المحتلة، بدلا من 30% من الضفة الغربية الواردة في خطة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الأصلية.
وأضاف المصدر الأميركي: “لم تغلق الباب أمام عملية ضم أكبر، لكنها تخشى من أن السماح لإسرائيل بالتحرك بسرعة كبيرة قد يبدد أي آمال في أن يأتي الفلسطينيون في نهاية المطاف إلى الطاولة لمناقشة خطة ترامب للسلام” المعروفة باسم “صفقة القرن”.