هل اوعزت تركيا لـ “هيئة تحرير الشام” تصفية الفصائل الارهابية الاخرى في إدلب؟؟

اين تقف تركيا من المواجهات المسلحة الدائرة حاليا بين هيئة تحرير الشام من جهة، والفصائل الجهادية المنضوية ضمن غرفة “واثبتوا” من جهة أخرى؟؟
منذ بضعة ايام يشهد شمال غرب سوريا حالة انفلات على وقع تجدد الاشتباكات بين هيئة تحرير الشام، وتحالف جهادي تشكل حديثا، ويقوده تنظيم حراس الدين التابع تنظيميا للقاعدة والمنشق عن الهيئة.
وتضع الاشتباكات التي من المرجح أن تتطور في ظل عملية الحشد العسكري من كلا الطرفين، الإنجازات التي حققتها تركيا على المحك، لاسيما وأن أنقرة تراهن على الجماعات الجهادية في تنفيذ مخططاتها التوسعية في شمال سوريا وفرض نفسها رقما صعبا في المعادلة بهذا البلد الجار.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان امس الخميس، عن تفجر مواجهات جديدة بين هيئة تحرير الشام وفصائل جهادية منضوية ضمن غرفة عمليات “فاثبتوا” غربي إدلب، بعد هدوء نسبي شهدته المنطقة.
وكانت مصادر قد تحدثت في وقت سابق عن عودة الهدوء إلى محاور القتال بين الجانبين، حيث توقفت الاشتباكات بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس، إلا أن التوتر تواصل بين الجانبين، وسط استنفار واستعداد لاندلاع جولة اقتتال جديدة في أي لحظة.
وذكر المرصد الذي مقره لندن ويملك شبكة نشطاء واسعة في سوريا أن هيئة “تحرير الشام” تواصل تعزيز مواقعها وتدفع بتعزيزات عسكرية جديدة، بغية شن هجوم واسع على مواقع فصائل “فاثبتوا” المتمركزة أساسا في منطقة “عرب سعيد” غربي إدلب.
وسجل خلال الساعات الماضية مقتل 5 من تنظيم “حراس الدين” بينهم قيادي بارز من جنسية أجنبية، و4 عناصر من “هيئة تحرير الشام” في الاشتباكات على محاور غرب إدلب. وأدى الاقتتال إلى تقطع أوصال الطرقات في ريف إدلب الغربي، تزامنا مع التعزيزات العسكرية للفصائل المتقاتلة هناك، والانتشار الأمني الكثيف على الطرقات، حيث تقطعت طرقات مؤدية إلى مدينة إدلب من الجهة الغربية، وصولا إلى قرية عرب سعيد التي تشهد أعنف الاشتباكات، وانتشرت عناصر هيئة تحرير الشام على الطرقات عند عقدة سهل الروج وقطعوا الطريق إلى أرمناز شمالا، وعرب سعيد شرقا.
وشهدت قرية عرب سعيد نزوح عشرات العائلات إلى أماكن بعيدة عن القرية التي حولتها تلك الفصائل منطقة عسكرية تستخدم مختلف الأسلحة الثقيلة دون رادع، ما أدى إلى سقوط قتلى من المدنيين
وتفجرت المواجهات بين هيئة تحرير الشام التي تقودها (النصرة سابقا) وفصائل “فاثبتوا” عقب سلسلة مداهمات واعتقالات قامت بها عناصر من الهيئة كان ابرزها اعتقال القيادي الجهادي البارز أبومالك التلي، الذي كان انشق عن الأخيرة في أبريل الماضي وأسس فصيلا قتاليا جديدا تحت مسمى “لواء المقاتلين الأنصار” قبل أن ينضم إلى غرفة عمليات “فاثبتوا”. وتشكلت غرفة عمليات “فاثبتوا” في 12 من الشهر الجاري وتضم إلى جانب “لواء المقاتلين الأنصار” أربعة فصائل هي “تنسيقية الجهاد”، و”جماعة أنصار الدين”، و”أنصار الإسلام” و”حراس الدين”.
وبدا أن هذا التشكيل الجديد الهدف الأساس منه مواجهة هيئة تحرير الشام التي نعتبر أنها حادت عن أهدافها وباتت مجرد أداة في أيدي تركيا. وتفجر الخلاف بين القوى الجهادية على خلفية موقف كلّ منها من الاتفاق التركي الروسي الذي جرى التوصل إليه لوقف إطلاق النار في إدلب في مارس الماضي.
ويقول مراقبون إنه من غير المستبعد أن تكون هيئة تحرير الشام القوة الجهادية الأبرز في إدلب ومحيطها قد حصلت على ضوء أخضر تركي “لتأديب” و”إخضاع” تلك التنظيمات الجهادية “المعاندة”، والمتمردة على سلطتها، ولاسيما أن الأخيرة نجحت في استقطاب المئات من العناصر المقاتلة في الهيئة.
ويشير المراقبون إلى أن تركيا تحاول بالواضح ضمان سيطرة هيئة تحرير الشام على الوضع في إدلب، ولا تخفي نواياها في إعادة تعويمها من خلال التسويق لقتالها التنظيمات الأكثر تشددا وراديكالية.
وتواجه التنظيمات الجهادية ضمن غرفة عمليات “فاثبتوا” اختبارا قاسيا، ومن هنا يتوقع أن تستشرس في القتال للحفاظ على نفوذها، الأمر الذي قد ينتهي بحرب استنزاف طويلة بين الطرفين وسط شكوك في إمكانية أن تترك أنقرة الأمور تنساق نحو ذلك باعتبار أنها ستكون الخاسر الأكبر مما يحدث.
ويثير الاقتتال الدائر بين التنظيمات الجهادية مخاوف المدنيين في إدلب، حيث احتشد المئات منهم امس الخميس للتنديد بما يحصل، مطالبين بتحييد المناطق السكنية والمدنية وإبعادها عن التناحر الفصائلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى