المعارضة السورية.. عميلة منذ البداية، ولكنها لم تفضح حقيقتها الخيانية الا مؤخراً

 
علناً يُجاهر بعض المعارضين السوريين بخياناتهم وعمالتهم للكيان الإسرائيلي، بل تزيد وقاحتهم بمطالبة كل الشعب السوري باللحاق بركب خيانتهم، وهو الشعب الذي ظلّ صامداً لأكثر من خمسين عاماً في كل أوجه التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، ورافضاً عقد صلح أو سلام مع الكيان على حساب المبادئ والقيم والتخلي عن الحقوق العربية والفلسطينية التي أقرّتها الشرعية الدولية.
العميل كمال اللبواني الذي كثيراً ما تفاخر بعلاقاته بالكيان الإسرائيلي، خرج في الأمس مُطالباً مُتظاهري مدينة السويداء برفع شعارات بعيدة عن مطالبهم المعيشية المحقّة في ظلّ الظروف المعيشية الصعبة التي يمرُّ بها الشعب السوري، خرج اللبواني يطالبهم برفع شعارات من قبيل إخراج إيران من سوريا بهدف استجداء الدعم الغربي، وألّا يخاف المُتظاهرون فجيوش إقليمية “قد” تدخل الجنوب السوري لنُصرتهم في إشارةٍ إلى جيش الكيان الإسرائيلي، مُتناسياً هذا اللبواني أنّ أبناء جبل العرب هم أوّل من خاضوا المعارك في الجولان ورفعوا راية النصر على جبل الشيخ، وأنّ أبناء عمومتهم في الجولان السوري المُحتل لا يزالون ومنذ العام 1982 يرفضون جنسيّة الكيان الإسرائيلي ويؤكّدون انتماءهم للوطن الأم سوريا.

قانون قيصر
مُعتمداً على قانون قيصر الظالم بحقّ الشعب السوري، يؤكّد اللبواني أنّ لا حلّ أمام السوريين إلّا المُطالبة بخروج إيران لتفادي تلك العقوبات، مُتناسياً أنّ إيران ومنذ بدء الحرب التي تُشنُّ على سوريا وقفت إلى جانب الشعب السوري وأمدّته بكلِّ سبل الحياة، فلا نستطيع أن ننسى أنه ومنذ بدء تلك الحرب الظالمة على سوريا، كانت إيران من بين الدول القلائل التي أصرّت على دعم الشعب السوري والحكومة السورية، وعلى هذا الأساس وفي بداية الأمر أعلنت طهران عن اتفاقية تسهيلات ائتمانية بقيمة مليار دولار مع الحكومة السورية لتتكمن من تلبية احتياجات الشعب، وبعد خمسة أشهر أتبعتها طهران بخط ائتمان إضافي بقيمة 3.6 مليارات دولار لتمويل شراء البنزين والمنتجات المرتبطة، بعد أزمة المواد البترولية التي ضربت سوريا حينها.
أكثر من ذلك خرج اللبواني أيضاً ليُهدّد لبنان واللبنانيين بدفع الثمن إذا لم يُسلّم حزب الله سلاحه، وبذلك بات من الواضح أنّ اللبواني ليس هدفه لا السوريين ولا معاناتهم جرّاء ذلك القانون، بل إنّه ليس أكثر من أداة بيد الكيان الإسرائيلي، حيث يُحاول هذا المُعارض أن يلبّي المطالب الإسرائيلية عن طريق تخويف النّاس بعدما فشل الكيان وعن طريق القّوة العسكرية بتغيير النظام في سوريا، ليلجأ هذا الكيان إلى استخدام بعض المعارضين المأجورين لتنفيذ سياساته بطريقة الحرب النفسيّة.

إيدي كوهين
ليس اللبواني وحسب، بل خرج مُعارضٌ آخر يدعى فهد المصري ليُطالب بإخراج إيران من سوريا، ويعلن عن تشكيل “حرّاس العهد الوطني” الذي لا أحد يعرف مما يتكّون ولا أي شيء بخصوصه سوى بيانات المصري وهو الموجود في بريطانيا منذ أكثر من عشرين عاماً، وهدف هذا التشكيل بحسب المصري إخراج إيران من سوريا.
وإذا نظرنا بعمق إلى اللبواني والمصري نجد أنّ المحرك لهذين المعارضين هو السياسي في الكيان الإسرائيلي إيدي كوهين، الذي يُعتبر عرّاب خطاباتهم وطموحاتهم، فبعد أن تحدث بإحدى تغريداته أنّ فهد المصري سيكون الرئيس السوري في حزيران الماضي، خرج بعدها المصري ليعلن أنّه سيكون الرئيس في ذلك التاريخ.
واليوم وبعد أن انقضى حزيران وأقبل تمّوز، يجد المصري نفسه كالزوج المخدوع، فلا هو وصل إلى منصب الرئاسة ولا الكيان ساعده في ذلك، وبقي كوهين ينعق بأحلامه، وبقيت الحكومة السورية والرئيس الأسد على رأس عمله، فهم يعلمون علم اليقين أن تصريحات كوهين تلك ليست أكثر من أضغاث أحلام.
وفي النهاية؛ فإنّ إيران وطوال الحرب الدائرة في سوريا، ظلّت مؤيّداً ثابتاً للحكومة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد ومن خلفه الشعب السوري، كما أنّ المدهش في هذا التحالف أنّه لا يقوم على المصالح بل منبعه القيم الدينية الإسلامية، كما أنّه شراكة استراتيجية طويلة الأمد بين الدولتين، ويعود تاريخه إلى انتصار الثورة الإسلامية في إيران وانحياز السوريين في الحرب التي دارت بين نظام صدام حسين والإيرانيين إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ليتبيّن لاحقاً أنّ موقف الحكومة السورية حينها كان صائباً على الرغم من بعض الانتقادات التي تلقتها من بعض العرب كالسعودية ومصر حينها، وتالياً ساعد عداء الدولتين (سوريا وإيران) لأمريكا والكيان الإسرائيلي للحفاظ على تحالفهما، بل تقويته، وبدت قوّة هذا التحالف واضحة خلال الحرب التي تدور رحاها على الأرض السوريّة، وإمداد إيران للحكومة السورية والشعب السوري بكل سبل الحياة طوال عشر سنوات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى