صهينة على المكشوف.. الدبلوماسية الاماراتية تتكلم بلسان عبري، وتعتبر اسرائيل “فرصة وليست عدواً”

 

زعمت وزارة الخارجية الاسرائيلية، اليوم الجمعة، ان يد إسرائيل ممدودة للسلام مع جميع جيرانها منذ تأسيسها.

وقال الناطق بلسان الخارجية، ليؤور حياط، ان السلام هو فرصة كبيرة بالنسبة للشرق الأوسط برمته وان خطة السلام الامريكية  0صفقة القرن) هي نقطة انطلاق حقيقية تجاه هذه الرؤيا بالنسبة لنا جميعا.

جاء هذا الموقف تعقيبا على ما قاله السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العُتيْبة، انه من الاهمية بمكان التوجه مباشرة إلى الجمهور الإسرائيلي لتأكيد رفض دولة الإمارات وغيرها من الدول العربية لخطة ضم الأراضي.. محذرا من ان هذه الخطة قد تعرقل الجهود الرامية الى التطبيع مع الدول العربية.

ومن قبيل ” الحق الذي يُراد به باطل”، جاء هذا القول للجاسوس العتيبة في كتابة مقال خاص كتبه لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، التي نشرته اليوم على صدر صفحتها الأولى.

وأضاف العتيبة: “الضم سيقلب فورا بالقطع كل المطامح الإسرائيلية لعلاقات أمنية واقتصادية وثقافية أفضل مع العالم العربي ومع دولة الإمارات العربية المتحدة”. وتابع العتيبة في تسجيل فيديو مصاحب للمقال “كل التقدم الذي رأيناه والمواقف التي تشهد تغيرا باتجاه إسرائيل، حيث أصبح الناس أكثر تقبلا لها وأقل عداء تجاهها، كل ذلك قد ينسفه قرار بالضم”.

وأشار إلى أن خطط الضم تتناقض مع حديث “التطبيع”، الذي تفاخر به مسؤولون إسرائيليون بالآونة الأخيرة.

ورجح أن تؤدي الخطوة الإسرائيلية إلى موجات صادمة حول المنطقة، وتحديدا في الأردن الذي يفيد استقراره المنطقة بأكملها لاسيما (إسرائيل).

ولفت “العتيبة” إلى أن الإمارات ظلت لسنوات داعما ثابتا للسلام في الشرق الأوسط، وتصدرت لها مواقف مشتركة مع (إسرائيل)، منها وصف “حزب الله” اللبناني بأنه “منظمة إرهابية”، إلى جانب إدانة حركة “حماس” وشجب عملياتها ضد تل أبيب.

وشدد “العتيبة” على أن “الضم سيقوض التطلعات الإسرائيلية لتحسين العلاقات الأمنية والاقتصادية والثقافية مع العالم العربي والإمارات”.

وأشار إلى أن “الإمارات وإسرائيل يمكنهما تشكيل تعاون أمني وثيق وأكثر فعالية، في ظل المخاوف المشتركة بشأن الإرهاب”، بحسب تعبيره، مبينا أن بلاده يمكن أن “تكون بوابة مفتوحة تربط الإسرائيليين بالمنطقة والعالم”.

وتابع: “سيؤدي الضم إلى تشديد وجهات النظر العربية بشأن إسرائيل، عندما تفتح المبادرات الإماراتية المجال للتبادل الثقافي والفهم الأوسع لإسرائيل واليهودية”، منوها إلى أن الإمارات شجعت الإسرائيليين على فتح علاقات مفتوحة مع العرب.

وأوضح أن الإمارات أتاحت المشاركة الإسرائيلية في معرض دبي العالمي، المخطط له العام المقبل، إضافة إلى الوجود المستمر لدبلوماسيين إسرائيليين في أبوظبي، وتحديدا في مقر وكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة الدولية.

من جانبها علقت هند مانع العتيبة، مديرة الاتصال الاستراتيجي في وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الامارات، عبر حسابها على تويتر باللغة العبرية: “في الإمارات العربية المتحدة ومعظم العالم العربي، نود أن نعتقد أن إسرائيل هي فرصة وليست عدوا. نواجه الكثير من المخاطر المشتركة ونرى الإمكانات الهائلة لاتصالات أكثر قربا. قرار إسرائيل بالضم ستكون علامة لا لبس فيها، عما إذا كانت ترى الأشياء بالطريقة ذاتها”.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد اهلن في 28 كانون الثاني/يناير من واشنطن خطة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين تنص على أن تضمّ إسرائيل مستوطناتها في الضفة الغربية. وتشمل الخطة الإسرائيلية ضم منطقة غور الأردن الاستراتيجية التي تشكل ثلث مساحة الضفة الغربية.

ويعيش في الضفة الغربية نحو 450 ألف إسرائيلي في مستوطنات وسط 2,7 مليون فلسطيني. ورحبّ الإسرائيليون بخطة ترامب التي رفضها الفلسطينيون رفضا قاطعا.

وقد طالب الاتحاد الأوروبي الحكومة الإسرائيلية بالتراجع عن مخطط الضم، مذكرا إياها بأن الاستيطان مخالف للقانون الدولي، ومحذرا إياها من أن الاتحاد سيضطر لاتخاذ موقف “صعب” في حال مضت إسرائيل في مشروعها. الا انه لم يعلن الاتحاد الأوروبي عن كيفية الرد على مشروع الضم إذا ما أصبح واقعا، وأي عقوبة محتملة تحتاج موافقة الأعضاء السبعة والعشرون.

كما حذرت منظّمة التعاون الإسلامي، اول امس الأربعاء، من أن الخطة الإسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية تمثل “تصعيداً خطيراً” لإجراءات الدولة العبرية ضد الفلسطينيين و”إنهاء للتسوية التفاوضية”.

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، قد اعلن الثلاثاء الماضي أن السلطة الفلسطينية قدمت إلى اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط (الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة) “اقتراحا مضادا” للخطة الأميركية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى