الاتفاقيات العربية – الاسرائيلية.. هدنة بلا سلام

 

منذ معاهدة كامب ديفيد المشؤومة ومعاهدة اوسلو سيئة السمعة واتفاقية ووادي عربه الاكثر مرارةن وحكوماتنا العربية لا تتحدث إلا عن السلام مع العدو الصهيوني مع زركشة في الألفاظ تارة, والمسميات تارة أخرى حتى في لحظة “ما” تصورنا إن السلام قد أصبح حقيقة ماثلة إلى العيان، وإن الحروب والمآسي في المنطقة العربية قد ادبرت وطُلقت طلاق بينونة كبرى وأصبحت في عداد الماضي, وإن الخير والنعيم قادمان مع الأيام القليلة القادمة, وإن شعوب المنطقة العربية ستأكل الشهد والعسل وتشرب الماء المصفى !! خاصة الشعب العربي الفلسطيني الذي كابد وعاش الأمرين من أجل الحصول على حريته واستقلاله, وإن علم فلسطين أصبح يرفرف على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة, وأن جواز السفر الفلسطيني أصبح في متناول اليد بل اصبح أمنية لكل ثائر الحصول عليه أو مواطن ينشد العزة والحرية والكبرياء الوطني والثوري .

هذا الشعب العظيم الذي ناضل وما يزال يناضل منذ عشرات السنيين والاعوام ، وقدم خلال هذا النضال الطويل قوافل من الشهداء والجرحى والثكلى والأرواح والأنفس الطاهرة والزكية لقاء هذا اليوم التاريخي العظيم- الحصول على الإستقلال والحرية والانعتاق من الظلم والاستبداد الصهيوني .

ولكن يبدو أن هذه الأحلام والآمال العراض ما هي إلا – أحلام ليالي الصيف .

إن مايجري هذه الأيام من تلويح بما يسمى صفة القرن، وضم القدس واعتبارها عاصمة ابدية لدولة الكيان الصهيوني والتلويح والتصريح العلني والمبطن بضم اراضي الغور الاردني وجزء من اراضي الضفة الغربية والممارسات اليومية في باحات المسجد الأقصى والضفة الغربية وما جرى قبل أعوام في قطاع غزة، يؤكد بالدليل القاطع بأن السلام المزعوم مع العدو الصهيوني ما هو إلا كذبة كبرى روجتها بعض الحكومات المتدثرة بعباءات – البترودولار الأمريكي- واعوانها في المنطقة العربية، ومع الانظمة المتخاذلة الاخرى في المشرق والمغرب .

لقد مارس العدو الصهيوني في االماضي أعمالا نازية ووحشية دامية ضد الشعب العربي الفلسطيني، وهو ما يزال يمارس الهدم والتدمير بحق المقدسات الإسلامية بأبشع صورها، وبما في ذلك منع المواطنين من أداء صلواتهم التي كفلتها لهم كافة الشرائع والقوانين والاعراف الدولية.

وها هو يطلق الرصاص الحي على جموع المصلين يوميا في أبشع صور عرفها التاريخ الإنساني، ويحاول طمس الاثار الاسلامية والعربية في كافة الاراضي الفلسطينية على مدار سنوات الاحتلال، وبعد كل هذا وذاك لا زالت حكوماتنا العربية تتشدق بعملية السلام…فاي سلام تتحدثون عنه بالله عليكم !!!

يقول الزعيم القومي الراحل جمال عبد الناصر رحمه الله : ” ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ” .. ولذا فان طريقنا واضح المعالم إلى فلسطين – فلسطين بحاجة الآن إلى عقيدة وبندقية وغير هذا الكلام هو أكذوبة نيسانية عفى عليها الزمان والمكان، ولن تصدقها الاجيال القادمة بعد الأن .. فاعيدوا البنادق لاكتاف الرجال، فاما عظماء على هذه الارض او عظام في جوفها.. ولا نامت اعين الجبناء.

اللهم فاشهد فإنني قد بلغت.. وهذا – أضعف الإيمان.

البريد الإلكتروني: [email protected]

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى