وداعا للقائد المثقف رمضان شلح

 

فقدت أمتنا العربيةن وقلبها النابض فلسطين بشكل خاص، علما من أعلام النضال والكفاح والجهاد، وقنديلا أضاء ويضيء الطريق أمام كل من فقد بوصلته .
لقد كانت حياته وتجربته نموذجا عظيما لكل مناضل عربي وفلسطيني تحديدا، لان بوصلته كانت فلسطين لا غيرها.. انه الدكتور رمضان شلح، الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي، وخليفة القائد الشهيد فتحي الشقاقي أمين عام حركة الجهاد الإسلامي الذي تشرفت بالكتابة عن استشهاده في نفس هذا المنبر قبل نيف وعشرين عاما .
ويعتبر فقيدنا الكبير رمضان شلح لجانب الشهيد الشقاقي وشخص ثالث يقال أنه من شدة إنكار الذات اعتذر أن يعلن عن اسمه كمؤسس لحركة الجهاد الإسلامي،بمثابة كرب عظيم.. فهؤلاء الثلاثة هم من قدم للأمة العربية تنظيم الجهاد الإسلامي الذي جاء ليشكل صفحة مجيدة في تاريخ الحركة الإسلامية، بعد أن تاجر الكثير من التنظيمات بالإسلام واستغل أبشع استغلال بواسطة تلك التنظيمات ومشغليها بكل أسف لصالح أعداء الأمة، وقاتلوا معركة الأعداء في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا ومصر ونسوا وتناسوا المعركة الحقيقية مع الصهاينة أعداء الأمة مغتصبي فلسطين .
لقد جاء تأسيس الجهاد الإسلامي، وقبله حزب الله في لبنان، وحركة حماس في فلسطين ( رغم رفضنا لمواقفها من أحداث  سوريا ومصر )بمثابة تصحيح للمسار ونقد ذاتي لتلك المواقف من الأحداث لتكون هذه التنظيمات الثلاثة الإسلامية شيئا آخر مختلفا عن تجار الإسلام السياسي ، فكل تهذه الحركات الجهادية قدمت مؤسسيها وخيرة قادتهم شهداء في سبيل الله وتحرير فلسطين .
الحديث عن الجهاد الإسلامي وقادته يحتاج لمجلدات ودراسات كثيرة، فهو التنظيم الفلسطيني الوحيد الذي رفض كل إفرازات جريمة أوسلو ابنة كامب ديفيدن ولم يشارك كما أراد مؤسسوه العظام بكل ما أفرزته جريمة أوسلو من انتخابات بكل أشكالها النيابية والبلديات والنقابات، مقدما بذلك التفرغ للجهاد والكفاح المسلح على كل هذه الشكليات التي تبدوا وكأنها تبييض لوجه الاحتلال الصهيوني البشع القبيح .
ومع ذلك فقد أبقى تنظيم الجهاد الإسلامي، بقيادة الشقاقي وشلح والنخالة الذي يكمل المسيرة، العلاقات التنظيمية مفتوحة مع كل الفصائل الفلسطينية بما فيها جماعة أوسلو .
إنها السياسة الحكيمة وبعد النظر الذي آمن به فقدينا الكبير وسلفه الشقاقي وخلفه النخالة،حيث ابقوا العلاقات جيدة مع جمهورية إيران الإسلامية التي يقول شهيدنا الكبير الدكتور رمضان شلح إنها دعمتنا بلا مقابل ، وقدمت ولم تأخذ ( إلا إذا أراد البعض أن يحاسب على النيات التي هي في علم الغيب ) .
كما لا ننسى للفقيد الكبير إشادته بالزعيم العربي جمال عبد الناصر، وترديد شعاره ونسبه لقائله أمام الملايين (ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ) .
رحم الله فقيدنا الكبير الدكتور والمجاهد الكبير رمضان شلح الذي كانت وستبقى تجربته وكفاحه وجهاده مدرسة للأجيال، وعزائنا بما تركه من ارث سياسي وحركة مقاومة عظيمة، واملنا كبير في ان يكمل الاخ المجاهد زياد النخالة هذه المسيرة المظفرة حتى تعود فلسطين عربية من البحر للنهر .
ولا عزاء للخونة والمطبعين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى