رابع ناقلة نفط إيرانية تصل فنزويلا دون ان تجرؤ البحرية الامريكية على اعتراضها والـ 3 التي سبقتها/ فيديو

أعلنت القوات البحرية الفنزويلية، اليوم الجمعة، عن وصلول ناقلة النفط “فاكسون” الإيرانية إلى البلاد، وهي الرابعة من مجموعة الناقلات الإيرانية الخمس التي تنقل الوقود إلى فنزويلا.

ونشرت البحرية الفنزويلية صور مرافقة السفن الفنزويلية للناقلة الإيرانية في مياه البلاد.

وكانت الناقة الثالثة “بيتونيا” قد رست بميناء فنزويلي يوم امس الخميس، بينما يستمر تفريغ شحنة الناقلتين الأولى والثانية.

ولا تزال الناقلة الخامسة “كلافيل” في طريقها إلى فنزويلا.

يشار إلى أن الناقلات الإيرانية لم تواجه اعتراض السفن الأمريكية، على الرغم من تحذيرات واشنطن لإيران وفنزويلا. وقال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة تدرس اتخاذ إجراءات ردا على نقل الوقود الإيراني إلى فنزويلا.

ومن جانبها،تعد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو بجرعة من الانفراج مع وصول ناقلات نفط إيرانية إلى فنزويلا التي تعاني من نقص في الوقود، لكن ذلك يقحم كراكاس في وسط العلاقات الخلافية القائمة بين إيران والولايات المتحدة منذ أكثر من أربعين عاماً.

وكانتالصحافة المحلية قد افادت أن أسطولاً مؤلفاً من خمس ناقلات نفط إيرانية سيصل إلى فنزويلا خلال الأيام المقبلة، حاملا في المجمل 1,5 مليون برميل من المحروقات، في حين أن هذا البلد بأمس الحاجة إلى الوقود الذي بات مقطوعا منذ أكثر من شهرين مع انهيار إنتاجه النفطي وتوقف مصافيه عن العمل.

ولكن ما هي تداعيات وصول السفن الإيرانية الخمس إلى فنزويلا؟

يقول المحلل خوسيه تورو هاردي، الرئيس السابق لشركة النفط الحكومية في فنزويلا، إن إيران “تتحدى” الولايات المتحدة بإرسالها السفن النفطية عبر المحيط الأطلسي، مضيفاً أنه إذا تمكنت ناقلات النفط من الرسو بدون عقبات على السواحل الفنزويلية “فيمكن أن يُفهم ذلك على أنه مؤشر ضعف” لإدارة الرئيس دونالد ترامب.

في الأيام الأخيرة، حذّرت إيران، حليفة نكولاس مادورو، من “عواقب” في حال منعت الولايات المتحدة التي تنشر سفنا عسكرية في المنطقة، عملية تسليم المنتجات النفطية إلى فنزويلا.

وصرّح رئيس القيادة الأميركية الجنوبية في منقطة الكاريبي، الأدميرال كريغ فالر، أن واشنطن تتابع “بقلق” أعمال إيران المتعلقة بفنزويلا، من دون ذكر ناقلات النفط الإيرانية.

ويرى تورو هاردي أن في خضمّ المناوشات الكلامية، تجد فنزويلا نفسها “متورطة” في “مشكلة جيوسياسية”.

ولكن حكومة مادورو تقف بحزم إلى جانب الجمهورية الإسلامية ضد “الامبراطورية” الأميركية التي تنتقدها بشكل مستمرّ. وكان مادورو أوّل من ندد بالضربة الأميركية التي أدت إلى اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في يناير في بغداد.

وترزح فنزويلا وإيران تحت عقوبات اقتصادية أميركية تضرب قطاع انتاج النفط في البلدين. وتقول الخبيرة في العلاقات الدولية جيوفانا دو ميشال إن إرسال السفن الإيرانية إلى فنزويلا قد يعرض البلدين “لمزيد من العقوبات”.

وتتابع أن في نظر الولايات المتحدة، فإن فنزويلا هي “دولة فارّة” من وجه العدالة. وتؤكد الإدارة الأميركية أن مادورو يستضيف خلايا من حزب الله اللبناني، حليف إيران الذي تصنّفه واشنطن منظمة إرهابية، وأن أن وزير النفط الفنزويلي طارق العيسمي يقيم علاقات وثيقة مع الحزب، الأمر الذي تنفيه كراكاس.

ويضرب الحظر الأميركي على النفط الفنزويلي بقوة قطاعاً كان ينهار أصلاً. ولم تعد فنزويلا تنتج سوى 620 ألف برميل في اليوم مقابل ثلاثة ملايين برميل منذ عشر سنوات، وفق منظمة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).

يرى المحلل لويس أوليفيروس أن المحروقات الإيرانية ستعطي “متنفسا” لنيكولاس مادورو “لمدة شهر”، لكنها “لن توجد حلا (للأزمة) الخطيرة جداً”.

قبل العزل الذي فُرض في منتصف مارس بسبب تفشي فيروس كورونا المتسجدّ، كانت فنزويلا تستهلك بين 70 و80 ألف برميل يومياً، وفق تورو هاردي.

في الوقت الراهن تراجع العرض إلى خمس الكمية المذكورة أعلاه، وفق أوليفيروس.

وبالتالي فإن فنزويلا عالقة في حلقة مفرغة. وبما أن خزائنها فارغة بسبب انهيار انتاجها النفطي، ليس لديها المال لاستيراد المحروقات. ومن دون محروقات، النشاط الاقتصادي متعثّر.

توضح جيوفانا دو ميشال أن في حال تمكنت إيران من تسليم المحروقات لفنزويلا بشكل مستدام، سيكون هناك وجهات جديدة لمنتجاتها النفطية الخاضعة للعقوبات الأميركية.

لكن السؤال المطروح هو كيف تدفع كراكاس ثمن المحروقات وخزائنها فارغة؟

لم تعلن الحكومة الفنزويلية أي شيء بهذا الشأن. لكن المعارض خوان غوايدو يتهم نيكولاس مادورو بشراء الوقود الإيراني بواسطة الذهب المستخرج من المناطق الغنية بالمعادن في جنوب البلاد. وهي اتهامات تدعمها واشنطن.

تشير جيوفانا دو ميشال إلى أن إرسال السفن الإيرانية يشكل “بلبلة” بالنسبة لدونالد ترامب الذي يحتاج إلى تصويت الأميركيين من أصول كوبية وفنزويلية في ولاية فلوريدا، ومعظمهم ضد مادورو، لإعادة انتخابه رئيساً في نوفمبر.

ورغم ذلك، لا تتوقع المحللة تصعيداً عسكرياً. وختمت بالقول إن في خضمّ أزمة تفشي فيروس كورونا المستجدّ وقبل أقلّ من ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية، “إنها اللحظة الأقلّ ملائمةً لتفتح واشنطن جبهة جديدة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى