هجمات الإرهابيين في شمال سوريا تستهدف تمكين نظرائهم بالجنوب من استئناف نشاطاتهم التخريبية

خلال الأيام الأخيرة، انتهكت الجماعات الإرهابية مراراً وتكراراً اتفاق وقف إطلاق النار في سهل “الغاب” الواقع في الجزء الشمالي الغربي لمحافظة حماة وبالقرب من الجزء الجنوبي لمحافظة إدلب، وشنت عدة هجمات على مواقع الجيش السوري. وحاولت العناصر الإرهابية التسلل والتقدم في بعض المناطق، لكنهم قوبلوا برد فعل مناسب من قبل قوات الجيش السوري الذين كانوا لهم بالمرصاد وبالفعل فشلت تلك العناصر الإرهابية وسقط منهم عشرات القتلى والجرحى ومنيوا بخسائر فادحة في ساحة المعركة. وعلى الرغم من الهزائم العديدة والمرة، قام الإرهابيون مرة أخرى باختبار فرصتهم في شمال غرب سوريا، وفي مساء يوم الجمعة الماضي، شنوا عملية عسكرية واسعة النطاق ضد القوات السورية من محور جبل “الأربعين”.

ووفقاً لعدداً من المصادر الاخبارية، فلقد نفذت عناصر إرهابية هجمات ضد مواقع لقوات الجيش السوري على محور منطقة “حرش البارة” الواقعة جنوب محافظة إدلب، لكن القوات المتمركزة في تلك المنطقة، والتي كانت في حالة تأهب قصوى، لاحظت تحركات تلك العناصر الإرهابية وقامت بالتعامل معها ودحرها. وبحسب مصادر ميدانية، تمكنت القوات السورية من صد الهجمات الإرهابية على هذا المحور بعد عدة ساعات من القتال العنيف. ولفتت تلك المصادر الميدانية إلى أنه قتل وجرح عدد من العناصر الإرهابية خلال تلك الاشتباكات، ولحقت أيضا أضرار بالغة بمعداتهم العسكرية.

ومن ناحية أخرى، استهدفت وحدات المدفعية والصواريخ التابعة للجيش السوري مواقع إرهابية على أطراف منطقة “حرش البارة” وفي نفس الوقت قامت أيضا بتوجيه ضربات موجعة لتلك العناصر الإرهابية المتمركزة في محور “معرة نعمان” وخلال تلك الاشتباكات قتل وجرح ما لا يقل عن 10 إرهابيين. ومنطقة “حرش البارة” هي منطقة إستراتيجية وتعتبر إحدى المناطق التابعة لـ”جبل الزاوية” وتقع في شمال الطريق المهم والاستراتيجي “معرة نعمان – عنكافي” وهذه المنطقة هي البوابة الغربية لبلدة “معرة نعمان” التي تضاعفت أهميتها كثيراً خلال الفترة الماضية.

ووفقاً للمعلومات التي تم الحصول عليها، تحاول الجماعات الإرهابية احتلال بلدة “حرش البارة” وذلك من أجل تأمين بلدة “معرة النعمان” من المحور الغربي، وقطع اتصال قوات الجيش السوري على طريق “معرة النعمان – عنكاوي”.
ولفتت تلك المعلومات إلى انتشار عدد من المجموعات والكتائب التابعة لقوات الجيش السوري في المناطق الشمالية لمحافظة “درعا”، لاحتواء حالة انعدام الأمن الجديدة وهذا الامر زاد من حركة وهجمات العناصر الإرهابية في شمال غرب محافظة حماة وجنوب محافظة إدلب.

وفي سياق متصل، ذكرت بعض التقارير الاخبارية، أن هذه العناصر الإرهابية شنت صباح يوم الأحد 10 مايو جولة جديدة من الهجمات على مواقع الجيش السوري. وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها، فإن عناصر ما يسمى بإرهابيي الحزب الاسلامي التركستاني، قد انتهكوا وقف إطلاق النار على محور سهل الغاب شمال غرب محافظة حماة ونفذوا هجمات عن طريق مركبات انتحارية إلى مواقع القواتالسورية.

وبحسب مصادر ميدانية، فقد أرسلت هذه العصابة انتحاريين اثنين إلى مواقع قوات الجيش السوري عند مدخل بلدة فورو لفتح الطريق أمام تقدم وتسلل قواتهم، حيث تم رصد تحركاتهما في الوقت المحدد من قبل أفراد الجيش وقوبلوا برد حاسم. وتمكنت القوات السورية بذكاء عالٍ من التعرف على المركبات الانتحارية واستهدافها قبل الوصول إلى مداخل مدينة “فورو”، وكان الإرهابيون قد أتوا بهذه المركبات الانتحارية من محور “الزيارة” إلى البلدة. وتمكنت قوات الجيش السوري أخيراً من صد هجمات العناصر الإرهابية بالكامل على هذا المحور، مما أحبط محاولتها دخول بلدة “فورو” في شمال غرب محافظة حماة وبالقرب من الحدود مع محافظة إدلب الجنوبية الغربية.

وفي الوقت نفسه، صدت القوات السورية هجومًا شنته مجموعة أخرى من عناصر “حراس الدين” الإرهابية، بعد اشتباكات عنيفة على مشارف قرية الطنجرة في محافظة حماة الشمالية الغربية، ما دفعهم على التراجع. وبحسب مصادر ميدانية، وقعت اشتباكات عنيفة على مشارف قرية المنارة في سهل الغاب شمال غرب محافظة حماة، ولم تسمح قوات الجيش السوري للإرهابيين بالتقدم نحوهم، وقد حوصروا في هذا المحور وشنت ضدهم هجمات عنيفة.

وعلى صعيد متصل، كشفت بعض المصادر الميدانية، أن الجماعات الإرهابية أصبحت أكثر نشاطًا في تلك المناطق وذلك من أجل تخفيف الضغط على نظيراتها المتمركزة في الاجزاء الشمالية لمحافظة درعا، ولهذا فلقد زادت تلك العناصر الإرهابية من هجماتها الإرهابية على مواقع الجيش السوري في محافظتي حماة وإدلب. ولقد أدى نشر الفرقة الرابعة التابعة للجيش السوري في محافظة “درعا” التي ذهبت لاحتواء التمرد الجديد في تلك المنطقة، إلى زيادة نشاط الإرهابيين في المناطق الشمالية وتكثيف هجماتهم الإرهابية في المناطق الشمالية الغربية لمحافظة حماة والمناطق الجنوبية لمحافظة إدلب.

يذكر أن المحور “الغربي العبري التركي” يدرك جيدًا أن قوات الجيش السوري ستصبح آمنة تمامًا قريبًا في محافظة درعا ولن تتاح لها فرصة لإغرائها مرة أخرى، وهذا هو سبب محاولتها إشعال الاشتباكات في المناطق الشمالية وتكثيفها. وعندما يتمكن الجيش السوري من تأمين المناطق الجنوبية (محافظتي درعا والقنيطرة)، سيركز كل جهوده على تطهير الأراضي المحتلة في المحافظات الشمالية وسيضرب المسمار الأخير في نعش الجماعات الإرهابية.

الجدير بالذكر، أنه في آب / أغسطس 2019، وبعدما تمكنت القوات السورية من تحقيق الكثير من الانتصارات الواسعة في المناطق الوسطى والشمالية، أدركت الجماعات الإرهابية أنها لا تستطيع منع هذا التقدم في محافظة “درعا”، وتوصلت في النهاية إلى توافق بشأن المصالحة مع الحكومة السورية، وبناءً على هذا الاتفاق تم التوصل إلى انتقال العناصر المسلحة من الأراضي المحتلة في محافظة إدلب إلى شمال سوريا ، لكن العديد من الجماعات المسلحة بقيت في المحافظة بشرط عدم حمل السلاح وبعد ذلك استأنفت العناصر المسلحة التي تعهدت بعدم الاشتباك مع قوات الجيش السوري، عملياتها وهجماتها الإرهابية منذ أواخر الصيف الماضي، مما أسفر عن مقتل العشرات من أفراد الجيش السوري في محافظة “درعا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى