النخالة: المطلوب من السلطةِ خطوة كبيرة باتجاهِ وحدةِ الصفِّ الفلسطينيّ، ولا تكتفي بخطابٍ سياسيّ يترك بواباتِ التفاهمِ مع العدوِّ مفتوحةً

 

غزة – وكالات
أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، المجاهد زياد النخالة، أن ما أعلنه الرئيس محمود عباس من موقفٍ تجاه الاحتلالِ مؤخراً، سنأخذه على محملِ الجدِّ، ونريد أنْ نراه واقعيًّا على الأرضِ، داعياً إلى تراجعِ المرجفين والمرتجفين والمرتعشين، وأن يتقدم أبناء الشعبِ الفلسطيني في الضفةِ الباسلةِ، ليأخذوا زمام المبادرةِ، ويعيدوا مجد المقاومةِ، في جنين وطولكرمِ ونابلس ورام الله والقدسِ والخليلِ، وفي كلِّ مدنِ الضفةِ وقراها.

وقال الامين العام في كلمة متلفزة بعد ظهر اليوم، بمناسبة يوم القدس العالمي: ” هذا يوم اختبارٍ جديدٍ، ومنْ حسنِ الحظِّ يأتي خطاب الأخ أبومازن في ظلالِ يومِ القدسِ. فليكنْ هذا اليوم فاصلاً بين مرحلتينِ، ولتتوحدْ قوى شعبِنا تحت شعارِ “القدس عاصمة فلسطين”، ولنستنهضْ أمتنا مرةً أخرى باتجاهِ القدسِ، وباتجاهِ فلسطين”.

وأضاف “وهذا يحتاج إلى خطواتٍ عمليةٍ من الجميعِ، فلا يكفي أنْ تطلق السلطة النار في الهواءِ.. وإنّ فصائل المقاومةِ جاهزة لأوسعِ مروحةِ تفاهماتٍ، على قاعدةِ المقاومةِ، وعلى قاعدةِ الوحدةِ الوطنيةِ، في مواجهةِ الاحتلالِ”.

وشدد النخالة على أنّ المطلوب من السلطةِ الفلسطينيةِ خطوة كبيرة باتجاهِ وحدةِ الصفِّ الفلسطينيّ، وأنْ لا تكتفي بخطابٍ سياسيّ، يترك بواباتِ التفاهمِ مع العدوِّ مفتوحةً، ويغلق بواباتِ الانفتاحِ على الشعبِ الفلسطينيّ وقواه المقاومةِ.

ودعا بهذه المناسبةِ، “الأخ أبو مازن وحركة فتح إلى أنْ ترى غزة بمنظارٍ مختلفٍ، بعيدًا عنِ الحساسياتِ الحزبيةِ، والخلافاتِ السياسيةِ، فقطاع غزة اليوم بكلِّ قواه، يشكل المنطقة الأعظم إشراقًا وصحوةً ونهوضًا، في مواجهةِ إسرائيل”.

ولفت النخالة إلى أنّ أي خطواتٍ عمليةً باتجاهِ الوحدةِ الوطنيةِ، ستكون دليلاً ساطعًا على أنّ هناك تغيرًا جديًّا قدْ حدث، وقناعةً جديدةً قدْ حصلتْ، وإلاّ فلا معنى ولا قيمة لخطاب وإعلانِ أبي مازن الانسحاب منْ كلِّ الاتفاقياتِ مع العدوِّ الصهيونيّ.

وأشار إلى أن الجميع منْ حولِنا يفهم مخاطر الخطوةِ الأمريكيةِ التي سمّيتْ “صفقة القرن”، وكأنّ الأمر لا يعنيهم، ويمارسون عاداتِهم وطقوسهم واحتفالاتِهم، وأكثر منْ ذلك أنّ التعاطف الرسميّ هو للأسفِ، دومًا دون قامةِ الشعبِ الفلسطينيّ، وأكثر منْ ذلك أنّ هناك منْ أصبح معاديًا لنا، ومنحازًا للموقفِ المعادي للمقاومةِ.

وتساءل: ألمْ يدركْ هؤلاءِ أنّ المقاومة ومواجهة إسرائيل هي التي تحمي المنطقة من الهيمنةِ الصهيونيةِ التي تمتدّ يومًا بعد يومٍ إلى هذِهِ الدولِ في كلِّ مجالاتِ الحياةِ؟!.

كما تساءل النخالة: ألا يكفي التحدي الذي تفرضه إسرائيل على الأمةِ بالسيطرةِ على القدسِ، ليجعل البعض يتراجع عنْ سياساتِهِ، أو يراجع حساباتِهِ؟!.. فهي معركة فاصلة بين الحقِّ والباطلِ. وهذه المعركة فاصلة بين المقدسِ الذي تحمله القدس منْ كلِّ معاني الإجلالِ للإسلامِ، وبين منْ يحملون معاني الظلمِ والقهرِ والموتِ.

وخاطب أنظمة الأمة التي تهرول نحو التطبيع مع العدو، قائلاً :” إنّ دولكم واقتصادكم وإمكانياتِكم ستكون هباءً، ولاقيمة لها، أمام انتصارِ العدوِّ عليكم، وستدفعونها عنْ يدٍ وأنتمْ صاغرون”.

وتابع يقول :”إنّ مرحلةً جديدةً تبدأ الآن مع المشروعِ الصهيونيّ، ومعركةً جديدةً متجسدةً في “صفقةِ القرنِ”، وما سيترتب عليها منْ سيطرةٍ على كاملِ فلسطين، بما فيها القدس… فلنقفْ جميعًا، عربًا ومسلمين وأحرارًا منْ كلِّ العالمِ، في مواجهةِ هذا الطغيانِ الزاحفِ، بلا ترددٍ ولا ارتجافٍ”.

واستطرد النخالة :”إنّ التأييد اللغويّ، إنْ كان دوليًّا أو عربيًّا، يسقط أمام غطرسةِ إسرائيل، وغطرسةِ أمريكا. فلا أحد يستطيع أنْ يوقف هذا الطغيان إلاّ قوة المجاهدين، ودم المجاهدين، وصمود المجاهدين”.

ونوه إلى أنه لذلك كان كافيًا، لكلِّ الذين راهنوا على خطاباتِ النفاقِ السياسيّ، أنْ يتوقفوا، ويدركوا أنْ لا عاصم لهم اليوم أمام اللهِ، وأمام الناسِ، إلاّ وقوفهم في وجهِ أمريكا وإسرائيل.

وبيّن أنّ “صفقة القرن” هي الصفقة الأسوأ منذ وعدِ بلفور، وإنّها كلمة السرِّ التي سيحملها بنو إسرائيل ليمروا إلى كلِّ العواصمِ، بصورةٍ رسميةٍ، وبجوازِ سفرٍ إسرائيليّ. وهذا يأتي بعد أكثر منْ عشرين عامًا من الترويضِ الفلسطينيّ الفلسطينيّ، والعربيّ الفلسطينيّ، لصالحِ إسرائيل.

وأشار النخالة إلى أن إرادة الأمةِ، وإرادة شعبِ فلسطين، أقوى منْ أوهامِهم، وأصدق منْ أحلامِهم. هم يتحدثون عنْ “صفقةِ القرنِ”، والسيطرةِ على القدسِ، ونحن نتحدث عنْ زوالِ هذا الكيانِ الطارئِ واللقيطِ.

وشدد على أنّها معركة مفتوحة بيننا وبينهم، وإنّ مفرداتِ القوةِ في أمتِنا أكبر، وإرادة الحياةِ أبقى، مستشهداً بالآية القرآنية (الّذِين قال لهم النّاس إِنّ النّاس قدْ جمعوا لكمْ فاخْشوْهمْ، فزادهمْ إِيمانًا، وقالوا حسْبنا اللّه ونِعْم الْوكِيل).

ولفت إلى أنّ القدس، فرض صلاتِنا اليوميّ، وواجبنا اليوميّ، إنّها الإسلام كلّه في هذه اللحظةِ، وفي هذا اليومِ، وفي هذه السنةِ، وحتى ندخل المسجد فاتحين إنْ شاء الله.

وقال النخالة في كلمته :” إن شعب فلسطين في هذه المعركةِ المصيريةِ لنْ يخسر إلاّ قيده، والذين يخذلونه سيضعون قيدًا جديدًا في أعناقِهم، وإلى الأبدِ”.

ومضى يقول :” لا أمةً عربيةً بدونِ القدسِ، ولا أمةً إسلاميةً بدونِ القدسِ. سيصبحون بقايا دولٍ، وبقايا ممالك، تخدم في مملكةِ إسرائيل…دول بلا روحٍ، وبلا مستقبلٍ”.

وتساءل النخالة من جديد: أليس النموذج الذي قدمتْه إسرائيل طوال احتلالِها للضفةِ كافيًا، ليريكم كيف استعبدتِ الصهيونية شعبنا تحت الاحتلالِ، وحولتْه إلى عمالةٍ في وطنِهِ، وفي أرضِهِ؟!.

وتابع قائلاً :”صدقوني سيفعلون بالعربِ ذلك وأكثر، وسيجعلون الجميع في خدمتِهم”.

وتحدث النخالة عن يوم القدس العالمي، الذي أطلقه الإمام الخمينيّ قبل أكثر منْ أربعين عامًا، في الجمعة الأخيرة من رمضان، موضحاً أننا اليوم نحتفل بهذا اليومِ المجيدِ، فيما الوضع العربيّ يعيش حالةً من التمزقِ والشتاتِ والتبعيةِ.

ونوه إلى أن رغم كل ذلك لمْ نفقدِ الأمل، بلْ إنّنا اليوم أقوى منْ أيّ وقتٍ مضى، ونستطيع أنْ نصمد ونقاتل، وأنْ نفهم أكثر، وأنْ نقاوم بطريقةٍ أفضل، حتى تسقط أسماؤهم وراياتهم وأوهامهم.

ولم ينس الإشارة إلى أن يوم القدسِ جاء هذا العام متزامنًا مع ذكرى النكبةِ، ومتزامنًا مع ازديادِ الحملةِ الصهيونيةِ الأمريكيةِ التي تستهدف الاستيلاء على المزيدِ من الأرضِ، وتستهدف السيطرة على القدسِ، لتصبح عاصمةً لإسرائيل، ورغم كلِّ ذلك يقف الشعب الفلسطينيّ الجريح والمقهور، يقاوم ويقاتل بأقل الامكانيات، وهنا من واجبي أن أؤكد على تقدير شعبنا للموقف المبدئي لإيران الإسلام في تأييدها السياسي والمعنوي والعملي، ووقوفها بصلابة معجزة في مواجهة هذا الطغيان الأمريكي الصهيوني الوقح.

وبحسبه فإن “ما تواجهّه الجمهورية الإسلامية من تحديات وعقوبات، هو بسبب دعمها وتأييدها للشعب الفلسطيني في جهاده ومقاومته”، مشدداً على أنه رغم ذلك فإنها تزداد انحيازاً لفلسطين والقدس.

ودعا النخالة أن يكون يوم القدسِ يومًا للوحدةِ في مواجهةِ “صفقةِ القرنِ”، ويكون يومًا لنا جميعًا، نعيد فيهِ وحدتنا التي مزقتْها أوهام السلامِ، وأوهام التعايشِ مع الذين يريدون لنا الموت والشتات.

وأضاف الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي: “في يومِ القدسِ ننحي إجلالاً واحترامًا لأرواحِ شهداءِ شعبِنا العظيمِ، ولأرواحِ الشهداءِ جميعًا الذين ارتقوْا على هذه الطريقِ، طريقِ الحريةِ والعدلِ والسلامِ… وأخصّ بالذكرِ الإمام الخمينيّ الذي جعل من القدسِ عنوانًا لوحدةِ الأمةِ في مواجهةِ إسرائيل، والحاج قاسم سليماني، والحاج عماد مغنية، والمطران كابوتشي، بما يمثلون منْ قيمةٍ معنويةٍ عاليةٍ في مسيرتِنا نحو القدسِ، ونحو فلسطين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى