“هارتس” تكشف ان الأردن نقل لجهاز الأمن الإسرائيلي وغانتس تحذيرات “شديدة للغاية” من عواقب الضم

 

القدس المحتلة – سما
شكلت أقوال الملك عبد الله الثاني خلال مقابلة معه نشرتها مجلة “دير شبيغل”، وحذر فيها إسرائيل من “صدام كبير”، في حال أقدمت على تنفيذ مخطط الضم في الضفة الغربية، شكلت ذروة رسائل تحذيرية بعثها الأردن إلى إسرائيل، خلال الأشهر الأخيرة، حسبما ذكر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، اليوم الأحد.

وكتب هرئيل أنه خلال الأشهر الأخيرة بعث الأردن إلى إسرائيل “تحذيرات مفصلة وشديدة للغاية” حول تخوفه من فرض “سيادة” إسرائيل على المستوطنات وغور الأردن، ووصلت رسائل كهذه إلى جهاز الأمن الإسرائيلي وبضمنها محادثات مع مقربين من رئيس حزب “كاحول لافان”، بيني غانتس، الشريك المركزي في الحكومة الجديدة التي تم تشكيلها برئاسة بنيامين نتنياهو.

ويعتقد مسؤولون في جهاز الأمن أنه “في ظروف متطرفة، قد تؤدي الضغوط الداخلية على الملك إلى إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل أيضا”.

وأشار هرئيل إلى أن السلطات الأردنية تتخوف من مظاهرات عارمة في أنحاء الأردن، ومن احتجاجات منظمة للإخوان المسلمين. ورغم أن الأردن واجه انتشار فيروس كورونا بشكل جيد، إلا أن الوضع الاقتصادي صع حتى قبل انتشار الفيروس في العالم”.

وكان نتنياهو قد طرح إمكانية الضم قبيل انتخابات الكنيست، في أيلول/سبتمبر الماضي، لكنه تراجع عن ذلك في أعقاب تحذيرات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، ورئيس الشاباك، ناداف أرغمان، من تأثير خطوة كهذه على علاقات إسرائيل مع الأردن والسلطة الفلسطينية واحتمال حدوث تصعيد أمني في الضفة الغربية خصوصا.

وطُرح مخطط الضم مرة أخرى في أعقاب الإعلان عن “صفقة القرن”، بداية العام الحالي، كما أن الاتفاق الائتلافي بين نتنياهو وغانتس على تشكيل حكومة شمل بندا، تحدث عن بدء تنفيذ إجراءات الضم بحلول تموز/يوليو المقبل. وحسب هرئيل، فإن الإدارة الأميركية تلمح في الأيام الأخيرة إلى أنه ينبغي تنفيذ الضم في إطار مداولات حول “صفقة القرن” وبالتنسيق مع واشنطن. كما أن الاتحاد الأوروبي يبحث تجميد مشاريع مشتركة مع إسرائيل بحال تنفيذ الضم.

ونقل هرئيل عن رئيس مؤتمر هرتسيليا والرئيس السابق للدائرة السياسية – الأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية، عاموس غلعاد، قوله إن المس بالعلاقات مع الأردن “ستشكل ضربة للأمن القومي الإسرائيلي. فالأردن يمنحنا هدوءا عند الحدود الشرقية ويبعد التهديدات عن إسرائيل. والضم سيؤدي إلى تراجع في علاقاتننا معه. وهذه ستكونن خطوة سياسية من دون أي فائدة إستراتيجية. وأنا متأكد من أن قيادة الجيش الإسرائيلي تدرك ذلك أيضا”.

واعتبر هرئيل أنه لا توجد علاقة مباشرة بين الحديث في إسرائيل عن مخطط الضم وبين تصاعد العمليات والمواجهات في الضفة الغربية، الأسبوع الماضي، لكنه عزا التصعيد إلى عدة أسباب، ورجح أن أحدها يتعلق بتراجع الانشغال بكورونا ولجم الفيروس بنجاح نسبي في السلطة الفلسطينية وإسرائيل والأردن، وبسبب الوضع الاقتصادي في الضفة أيضا، اضافة الى تجميد إسرائيل تحويل أموال الضرائب التي تجبيها لصالح السلطة الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى