في ذكرى النكبة.. الأحزاب العربية تؤكد مقولة عبد الناصر: ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة

في الذكرى الثانية والسبعين للنكبة، اصدرت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية البيان التالي الذي حمل توقيع الامين العام، قاسم صالح.. 

**تحل الذكرى الثانية والسبعون لقرار تقسيم فلسطين (يوم النكبة) والعالم يعيش في فوضى عارمة نتيجة جائحة كورونا التي اجتاحت الدول مخلفة أزمات اجتماعية واقتصادية معقدة، جعلت كيان الاحتلال الصهيوني يحسن انتهازها بشكل بشع مستغلاً انشغال العالم لتحقيق ما عجز عنه طوال سنوات النكبة السبعين ونيف.
فها هي البؤر الاستيطانية تشهد تسارعاً ملفتاً، ونشهد تحركات مدانة لفرض واقع جديد على الأرض خاصة في مدينة القدس عموماً وشرقي القدس خصوصاً وفي منطقة الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة خليل الرحمن، في محاولة لضم أجزاء من الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان وصولاً إلى تهويد القدس استكمالاً واستناداً لخطط الإدارة الأميركية وتواطئها المقيت مع مخططات الاحتلال، إنفاذًا لما يسمى بصفقة القرن التي تشمل غور الأردن وشمال البحر الميت بالإضافة إلى فلسطين والجولان.
كل ذلك يجري في ظل صمت عربي ودولي مريب، ينبئ بحجم التحديات التي تواجهها الأمة ما يحملنا شعوباً وهيئات وأحزاباً وقوى مسؤولية توحيد الجهود ومضاعفتها متجاوزين صمت معظم الأنظمة العربية ولهاثها وراء التطبيع العار الذي لن تنساه الشعوب.
إن احياءنا لذكرى النكبة في هذا العام هو لنجدد فيه الوعد والعهد لأهلنا في فلسطين والجولان بأننا متمسكون بحقوقنا مهما اشتدت الانواء وتعاظمت التحديات.
إننا في الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية نجدد ما أعلناه مراراً عن رفضنا المطلق لما يسمى بصفقة القرن وندين عموم الاجراءات التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني والتي تتناقض مع الشرعية الدولية ومن هنا ندعو السلطة الفلسطينية والمجلسين المركزي والوطني الفلسطيني بوجوب الانسحاب الفوري من كل الاتفاقيات التي عقدت مع عدو ليس له أي شرعية ولا يجب الاعتراف به بأي شكل من الأشكال.
كما نستغرب وندين التواطؤ الذي نشهده والسكوت عن الجرائم المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، ونتوجه بالتحية إلى شعبنا الفلسطيني المرابط على أرضه المدافع عنها وعن مقدساته الرافض للتفريط بذرة تراب واحدة من أرضه ووطنه، وكلنا ثقة في أن شعبنا العظيم بأبنائه وفصائله سيواصل مسيرته النضالية ويعمل على إنهاء الانقسام، رفضاً للخنوع والذل والمهانة ودفاعاً عن حريته وكرامته وهو الذي يدافع عن كرامة الأمة جمعاء.
إننا في هذه المناسبة نتوجه إلى شعوبنا وأحزابنا وهيئاتنا واتحاداتنا وقوانا الحية بضرورة القيام بالواجب القومي لنصرة فلسطين وشعبها المكافح على مدى عقود وعلينا النهوض جميعاً للوقوف أمام لحظة حقيقة متجاوزين طقوس الاستنكار والإدانة لهذا الإرهاب الصهيوني البشع الذي تجاوز كل الحدود وأمام التعسف والاضطهاد الذي تمارسه قوات الاحتلال الأكثر تطرفاً وعنصرية والتي تتماهى مع الإجرام والبلطجة الأميركية تجاه شعبنا.
وعلينا أن نتحمل، كل في موقعه، مسؤوليتنا الوطنية والقومية والأخلاقية تجاه أسمى وأعدل قضايا العصر.
وعلينا أن نطالب ونضغط على مؤسسات المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية للوقوف عند مسؤولياته القانونية والأخلاقية انتصاراً للحقوق الفلسطينية التي يضمنها التاريخ وأقرها المجتمع الدولي، ومطالبة صناع القرار الدولي بإنهاء الظلم التاريخي الذي يعاني منه شعبنا في فلسطين منذ مطلع القرن الماضي ومؤامرة سايكس بيكو ووعد بلفور المشؤوم وما ترتب عليهما من جرائم.
كما أننا ملزمون بمواجهة كل خطوات التطبيع التي نشهدها وما تمثله من خيانة بحق نضالنا وحقوقنا لن نسمح بها ابداً، إن المؤتمر العام للأحزاب العربية ومن خلال أحزابه لن يوفر جهداً أو منبراً لإحقاق هذه الحقائق والذود عن فلسطين مؤكدين أن المقاومة هي الحل لاستئصال هذا العدو الجاثم على صدورنا، ونؤكد دعمنا لكل حركات وفصائل المقاومة بكل الوسائل المتاحة.
إن الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية وأمام ما تقدم تؤكد الآتي:
1. إن رهاننا الأول على شعبنا الفلسطيني العظيم الذي عبّر عن تمسكه بحرية أرضه وخياره الوحيد المتمثل بمقاومة هذا العدو، وما مسيرات العودة المستمرة منذ سنة وشهرين والمواجهات المباشرة مع العدو في كل يوم جمعة والتي انطلقت في ذكرى يوم الأرض وارتقى خلالها عشرات الشهداء ومئات الجرحى إلا تأكيد على عظمة هذا الشعب وتمسكه باستعادة حقوقه وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.
2. نجدد رفضنا قرار الرئيس الأميركي ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس وكل الإجراءات المتعلقة بصفقة القرن التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وندين كل ما يتعلق بذلك وندعو إلى رفض هذا القرار ومقاومته بالوسائل كافة، كما ونرفض القرار الأميركي المتعلق بالجولان السوري المحتل ونعتبره غير ذي أثر قانوني.
3. ندين خطوات التطبيع المسعورة والتعبير والسلوك الواضح عن دعم العدوان والقصف الصهيوني على غزة وكل اللقاءات والاجتماعات التي يعقدها وزراء وسفراء وعدد كبير من المسؤولين الخليجيين مع الصهاينة والتصريحات التي صدرت وتصدر عنهم ومحاولة خلق عدو وهمي للأمة يتمثل في إيران التي تقف وتدعم قضايا أمتنا وإسقاط الصراع القومي ضد الصهاينة الأعداء الحقيقيين لأن حربنا معهم هي حرب وجود لا حرب حدود.
4. ندين ونرفض الإجراءات الأميركية كافة المتمثلة في فرض الحصار الاقتصادي على سورية وإيران وحزب الله وسائر دول وقوى محور المقاومة بهدف إضعافها والحفاظ على أمن الكيان الصهيوني.
5. نؤكد ضرورة تنفيذ القرارات الدولية التي تنص على حق عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه ودياره سيما القرار 194، وندعو المجتمع الدولي ومؤسساته إلى تحمل مسؤولياته القانونية تجاه ذلك.
6. نجدد دعوة أحرار الأمة والعالم وأحزابها وقواها إلى العمل الجاد لمواجهة التطبيع وإلى دعم قوى ودول محور المقاومة وإلى القيام بتحركات وفعاليات في جميع الأقطار العربية وفي العالم لمساندة الشعب الفلسطيني في نضاله المستمر منذ ما يزيد على الثمانين عاماً دون هوادة وبإصرار وإباء يقدم الشهداء ويروي كل ذرة من تراب وطنه دماً زكياً.
إننا وفي هذه المناسبة الأليمة في تاريخ الأمة وحاضرها ومستقبلها نؤكد أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وأن العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة الحديد والنار ونصّر على التمسك بخيار المقاومة وتحقيق الوحدة الوطنية والعودة إلى الميثاق الوطني الفلسطيني وتحرير الأرض والمقدسات وعودة اللاجئين إلى ديارهم ورفض التوطين والوطن البديل وصفقة القرن التي أعدّها نتنياهو وتبناها ترامب الذي يسعى إلى عقد مؤتمر إقليمي بمشاركة عدد من الأنظمة الرجعية العربية وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية لتصفية القضية الفلسطينية وإقامة علاقات مع العدو استكمالاً لموجة التطبيع المسعورة التي تقودها هذه الأنظمة المشبوهة والمتآمرة.
والنصر دائماً وأبداً للشعوب المناضلة.
عاشت فلسطين حرّة أبية.
المجد والخلود لشهداء أمتنا الأبطال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى