ماذا بقي من الأول من أيار ؟؟

مؤكد أن الأول من أيار ، عيد العمال يأتي هذا العام ثقيلاً وحزينا على ما وصل إليه العمّال في يومهم الأممي، فقد عادوا للمربع الأول في ظل نظام امبريالي قمعي متوحش لا يهمه إلا معادلة الربح وبأي ثمن، حيث ضاعت مكتسبات العمال وجرى التجاوز على حقوقهم التي اكتسبوها في كفاحهم ونضالهم عبر التاريخ، واستحدثت القوانين التي لا تخدم للأسف إلا رأس المال وضاعت حقوق هذه الطبقة التي توصف بأنها صانعة التاريخ والحضارة الإنسانية ، ووفق ذلك فان العالم اليوم محتاج لإعادة تعريف العامل بغير التعريف الفضفاض المتبع الذي يقول كل من يعمل مقابل الأجر هو عامل، وهذا غير صحيح.
وسط هذا الظلام والقهر الذي يعاني منه العمال وفي هذه الظروف تحديداً يأتي ما يسمى بفيروس كورونا الذي زاد الآلام والمآسي وغياب الحقوق التي يعاني منها العمال أصلاً، ويزداد التغول الإمبريالي توحشاً على العمال وحقوقهم وسمع العالم كله ما قاله قادة الامبريالية العالمية، ومنهم الصهيوني هنري كيسنجر، بأن العالم لن يكون كما هو قبل فيروس كورونا ، كما رأينا في كل دول العالم كيف جرى تسريح ملايين العمال أو تخفيض أجورهم بشكل مآساوي حتى أن هناك مؤسسات كبرى خفضت أجور العمال لـ20% وبعضها بدون أجر في ظل غلاء معيشة وارتفاع في جميع السلع بشكل جنوني لا يرحم .
وقبل هذا الوباء، أي منذ نهاية الحرب الباردة، جرى التغول على حقوق العمال وحرمانهم من كل حقوقهم التي حصلوا عليها بفضل نضالهم ضد مستغليهم مستفيدين من ظروف الحرب الباردة والمحاولات الامبريالية التي نجحت من خلال إعطاء العمال بعض حقوقهم في إبعادهم عن دولتهم الأولى الاتحاد السوفيتي، ومع نهاية الحرب الباردة عاد التغول والتوحش الإمبريالي الذي لا يرحم وأصبح نظام السوق هو المصطلح الرائج ورأى العالم كله آثار السلب والنهب الذي عرف بالخصخصة حتى أصبحت بعض الدول لا تملك سلطة على أراضيها التي أصبحت ملك الشركات العابرة للقارات، وضعف تحكم الدول لصالح تلك الشركات وبالطبع كان العمال هم الوقود والضحية لتلك السياسة البشعة .
ومع الأول من أيار/مايو فان العالم اليوم مطالب أن يكون أكثر إنسانية وعدالة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الأغلبية من سكان كوكب الأرض هم من الطبقة العاملة، وإن العالم إذا بقي كما هو فإن الثورات ستحدث وأرواح كثيرة ستزهق، ولعل أخطر ما سمعناه بعد انتشار فيروس كورونا تلك العبارات الامبريالية التي مفادها أن هناك حكومة واحدة ستحكم هذا العالم بعد تقليل الكثير من سكانه ، طبعاً عن طريق تجار الحروب والموت والدمار ، ولهذه الحكومة الجديدة وكلائها وهم أكثر تابعية من سابقيهم وهذا شيء خطير جداً .
وفي هذه المناسبة الأول من أيار يحتاج العالم وقادة عماله تحديداً أن يفكروا بصوت عالٍ إلى أين يأخذنا تجار الموت والحروب وهم القلة التي تملك للأسف كل شيء .. إن العالم اليوم كما تقول المناضلة الألمانية لورا لوكسمبورغ (أمام طريقين لا ثالث لهما الاشتراكية ذات البعد الإنساني أو الهمجية) كما نراها اليوم في هذا النظام العالمي المتوحش ولا عزاء للصامتين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى