كيسنجر.. وعالم ما بعد الحجر الصحي!!

 

من أعراض الجائحة الكورونية إطلالة غير مستغربة للكوبرا الكيسنجرية من وكر أعوامها المختزن لدهاءٍ معهودٍ شارف تعتيق سمومه على المئة عام.. إذ بينما العالم بأسره يرسف تحت طائلة حالة “خليك بالبيت”، خف الداهية، كعادته آن تسنح له السوانح ويدفعه لزوم الأمر، للتنظير لعالم ما بعد الحجر الصحي.. دافعه في هذه المرة حرصه المتذاكي على ترميم جدران النيوليبرالية البادئة في التشقق على وقع ضربات الجائحة الكونية العابرة للحدود، هذه المنفلتة التي تجول على هواها فلا تعوقها اعتي قوة ولا توقفها شواهق من سدود.
المفارقة أن كيسنجر، إذ يدعو لحمايتها، وليس محاسبتها، أو محاولة إخراج العالم من تحت طائلة براثنها، يطرح وصفةً خبيثة ومراوغة قد تبدو نقيضة لمعهود تلك الجلبة المروّجة لتمكينها من رقاب مستضعفي العالم، أو كل ما هم خارج جنة زمرة أباطرة الرأسمالية المالية، التي وعلى بساط العولمة، سبق وأن جالت غوائلها العالم على طريقة كورونا، بعد أن هجَّرت جدتها الرأسمالية الإنتاجية وتمكنت من وراثتها والحلول مكانها.. كيف؟!
تتلخَّص دعوة كيسنجر في: “مدينة مسوَّرة يحميها حكام أقوياء، أحياناً مستبدون، وأحياناً خيّرون، لكنها قوية دائماً بما يكفي لحماية الأفراد من أي عدو خارجي”.
فحيح المكر الكيسنجري، يحاول إيقاف دق المسامير في نعش النيوليبرالية المترنحة.. يضيف لمسات نغمية مراوغة لإخفاء النشازات الفجَّة في متن النوتة الترامبوية، أو هوبرة محاولة إيقاف الأفول الإمبراطوري بالرقص على إيقاعات معزوفة أميركا أولاً.. هذه التي بدأت لم تعد أولا، اللهم إلا في اجتيازها للرقم القياسي في ضحايا كورونا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى