برفضها اغلاق المساجد ووقف صلوات الجمعة.. الجماعات الارهابية تنشر الكورونا في إدلب

الجميع أصبح يعلم أن تركيا تودع آخر ورقاتها الرابحة في سوريا، لاسيما بعد تقدم الجيش السوري في محيط محافظة ادلب وسيطرته على أغلب مساحة البلاد، وها هو تحرير ادلب يلوح في الأفق وكاد ان يكون قاب قوسين او أدنى لولا الاتفاق الذي ابرمته روسيا مع تركيا بخصوص ادلب، ومع ان هذا الاتفاق يساعد تركيا على اعادة هيكلة جيشها ومليشياتها بعد ان فشلوا مجتمعين في صد الهجوم السوري عليهم، إلا هذا الاتفاق لن يدوم طويلا خاصة وان مليشيات تركيا تتعمد خرق هذا الاتفاق، وما ان تم توقيع هذا الاتفاق في مطلع شهر مارس الماضي حتى قامت تنظيمات مسلحة بإعاقة عمل دوريات تركية – روسية مشتركة على طريق M4 بين اللاذقية وحلب، ليتبعها اشتباك بين الاتراك وهؤلاء المسلحين نتج عنه مقتل جنديين اتراك، الأمر الذي عقّد المشهد في ادلب وجعله اكثر ضبابية بالنسبة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الذي اصبح عالقاً في ادلب يبحث عن طريق للخروج لكن دون جدوى.
انتشار فيروس كورونا خلال الاشهر الماضية أثر على تركيا بشكل مباشر وعلى اقتصادها بالتحديد، خاصة وان اقتصادها قائم على السياحة بقسم كبير منه، وهذا الامر غير متاح بالمدى المنظور، في ظل تفشي الفيروس في تركيا وبقية دول العالم، وهذا سيضغط بطبيعة الحال على اقتصاد تركيا ويشل حركته، وهنا يبرز مستقبل ادلب وسط هذه التحديات، اذ تعمد اردوغان قبل تفشي كورونا بقليل الضغط على الدول الاوروبية وفتح الحدود امام اللاجئين السوريين للضغط على اوروبا واجبارها على مساندته في حرب ادلب، لكن دون جدوى، وحاليا يحضر اردوغان لعملية قذرة في ادلب، تتمثل في نقل فيروس كورونا إلى ادلب وخلط الاوراق هناك في محاولة للفت الانظار مجددا ومنع الجيش السوري من التفكير بالتقدم نحو المحافظة في ظل انتشار هذا الوباء فيها.
خبر هذا المخطط جاء على لسان عضو مجلس الشعب السوري عبدالله الوردي، الذي صرّح لجريدة “الدستور” بالقول: ” أن الاستخبارات التركية تخطط لعمل وبائي فيروسي في إدلب بعد الفشل العسكري الذي منيت به مع مرتزقتها من الإرهابيين”.
وأكد “الوردي”، ردّاً على تورط تركيا في نشر فيروس “كورونا” بسوريا أن حكومة أردوغان جزء من الوباء الأمريكي الصهيوني العالمي وشريك في مخططات إذلال العالم والهيمنة واستهداف الأمن والاستقرار الدولي أن بفيروساتهم البشرية او الجرثومية.
ويذكر أن سوريا سجلت 19 حالة مصابة بفيروس “كورونا”، وسط تأكيدات بوجود إصابات شمالي البلاد بسبب المرتزقة والإرهابيين الذين تدعمهم تركيا شمالي البلاد، حيث سجلت تركيا حوالي 40 ألف إصابة بالوباء.
وتحدث في الامس نشطاء عن دخول شخص مشتبه بإصابته بفيروس كورونا، بطريقة غير شرعية من تركيا إلى محافظة إدلب شمال سوريا.

كورونا وصراع الفصائل في ادلب
خلافات واسعة وكبيرة تنتشر بين الفصائل المسلحة حول كيفية ادارة “أزمة كورونا” وما هو المسموح وما هو الممنوع، حيث ابدى مجموعة كبيرة من القياديين البارزين في ما يسمى “هيئة تحرير الشام” اعتراضهم على قرارات الهيئة لمكافحة الفيروس، ولايزال الجدال مستمراً فيما بينهم ولا نستبعد ان تحدث انقلابات جديدة خلال الفترة المقبلة بين هذه الفصائل.
ومنذ ان بدأ الحديث عن وجود إصابات مؤكدة بفيروس كورونا في كل من سوريا وتركية، بدأت الخلافات تطفو على السطح بين قيادات “هيئة تحرير الشام” حول طريقة تعامل ما يسمى “حكومة الإنقاذ” في إدلب مع الفيروس المستجد، بعدما أثار قرار “الإنقاذ” التابع للهيئة جدلاً في صفوف الأخيرة، وهو تعليق صلاة الجمعة في مساجد إدلب لمنع تفشّي “كورونا”، في حين أن التجمّعات والاعتصامات مستمرة، كما أن حركة الأسواق هي نفسها، وفق تنسيقيات المسلحين.
ونُقل عن أحد المسؤولين البارزين في “تحرير الشام”، أبو مالك التلي، قوله إن “الأمة الإسلامية ابتليت بتعطيل الجمعة والجماعات في المساجد دون ضبط الأسواق بحجة الوباء”، مطالباً بـ”منع التجمعات… قبل إغلاق المساجد”، في إشارة إلى الاعتصامات التي تنظمها الهيئة على طريق M4. وقبل أيام، قالت تنسيقيات المسلحين إن الشرعي السابق في “تحرير الشام” المدعو أبا اليقظان المصري اعتلى منبراً في مسجد بإدلب، وتضمن حديثه “إصدار فتوى بتحريم تعليق الصلاة بسبب كورونا”، تموضحة أن المصري استهل خطبته متسائلاً عن “كيفية إغلاق المساجد في وقت البلاء”. لكنه نبّه إلى “إمكانية منع الناس من الجمعة والجماعات… بشرط انتشار الفيروس في إدلب”، مشدداً على ألّا تغلق المساجد، وأن “يبقى الأئمة لطلب العلم فيها”، مع وجود “المفتي… لقيامه على شؤون الناس”.
ويرى متابعون لشؤون هذه الفصائل أنّ خروج أبو اليقظان الأخير ينذر بتجدّد الخلافات وتصاعدها بين صفوف “حكومة الإنقاذ” التي قرّرت تعليق الصلاة في المساجد كإجراء وقائي.
ميدانياً، دخل رتل عسكري تركي جديد إلى المحافظة عبر معبر كفرلوسين الحدودي في ريف إدلب الشمالي، فيما أنشأ الجيش التركي نقطة مراقبة جديدة في قرية فريكة الواقعة على M4 جنوب شرق مدينة جسر الشغور في الريف الجنوبي الغربي، كما أنشأ نقطتين أخريين بين قريتي الزعينية وبكسريا غربي المدينة.
في شأن متصل، أكد السفير الأمريكي لدى “الناتو”، بيلي هاتشيسون، استعداد بلاده لدعم تركيا في مواجهة التحديات في إدلب، لكنه اشترط عليها أن تمتنع عن نشر أنظمة الدفاع الجوي “إس 400” الروسية، على أن يتكفّل الأمريكيون بوقف “هجمات النظام السوري”. وقال هاتشيسون: “نأمل ألا تنشر تركيا المنظومة الروسية، لكونها تمنع بعض الدعم المحتمل الذي يمكننا تقديمه إليها… (ثمة) رغبة كبيرة لدى واشنطن في حماية إدلب التي تضم أكثر من أربعة ملايين نسمة، تماماً كما تريد الحكومة التركية ذلك”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى