بفضل قيادة ترامب الحمقاء.. 1480 وفاة في الولايات المتحدة بفيروس كورونا خلال 24 ساعة والحبل على الجرار

أحصت الولايات المتحدة بينَ الخميس ومساء الجمعة 1480 حالة وفاة إضافيّة جرّاء فيروس كورونا المستجدّ، استنادا إلى جامعة جونز هوبكنز، في أسوأ حصيلة يوميّة تُسجّل في أيّ بلاد.

ومع 1480 حالة وفاة بين الساعة 8,30 مساءً بالتوقيت المحلّي الخميس، والساعة نفسها من مساء الجمعة، بات إجماليّ عدد الوفيّات منذ بدء الوباء في الولايات المتحدة يبلغ حاليا 7406 حالات وفاة، وفق إحصاءات الجامعة.

وبالاستناد إلى أرقام البيت الأبيض، يُتوقّع أن يودي كوفيد-19 بحياة ما بين 100 و240 ألف شخص في الولايات المتحدة.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امس الجمعة توصية حكوميّة جديدة لجميع الأمريكيين، تتمثل بارتداء كمامات لدى خروجهم إلى الأماكن العامة، وذلك في محاولة لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.

وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، إن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تحض الناس على وضع أي غطاء على الوجه كالمناديل على سبيل المثال، وذلك من أجل إبقاء الأقنعة الطبية متوافرة للعاملين في مجال الصحة.

ولكن كيف للولايات المتحدة ان تنجو من الوباء في ظل رئيس يصفه المفكرون الاميركيون بالمعتوه وهم ربما اكثر من محقين في ذلك. لكن المعتوه يتصرف بسبب الغباء بما يضر الناس بينما دونالد ترامب بسبب حرصه على مصالح الاقتصاديين وهو منهم اراد انهاء العزل الاجباري وفتح المرافق العامة والاعمال قبل الثاني عشر من نيسان قبل ان يجبره فريقه الطبي على تغيير رأيه.

فمن يحكم واشنطن في حال كان رئيسها غبيا او معتوها بسبب اولوياته المصلحية، لا لانه فقط فاقد للذكاء والحكمة

لا يوجد في الولايات المتحدة ديكتاتور فرد، بل هي ديكتاتورية المؤسسة الحاكمة التي سنسميها ” ديكتاتورية بالاقناع والرضا” واليات أتخاذ القرارات تتوزع بين افرع الحكومة التشريعية والرئاسية التي تعمل بموجب دستور من القرن الثامن عشر يعطي صلاحيات تشبه صلاحيات الاباطرة للرئيس ولكن مع رقابة متبادلة وفيتوات متوازنة تمنح الكونغرس حق اسقاط الميزانيات اللازمة لمشاريع الرئيس وفي الوقت عينه تعطي الرئيس حق اسقاط قرارات الكونغرس.

واستنادا الى تجارب العديد من الرؤساء الذين وصفهم هنري كيسنجر بالاغبياء والجهلة وسمى منهم الرؤساء فورد وريغان،كما لا يجب ان ننسى جورج بوش الابن الذي كان جاهلا وغبيا فعلا وقولا، فأن موقع الرئيس ليس دائما منصبا يحتله الكفؤ بل احيانا يصل اليه الجهلة وليس من المنطقي ان نصدق بأن شخصية لم تعرف اين تقع بعض دول العالم او اسم الرئيس اليوغسلافي كما حصل مع جورج بوش الابن في احدى المناظرات (قال انه تيتو ووصفه بالصديق) هي من تحكم وتتخذ القرارات.

ومن المتفق عليه بين اغلب الخبراء بالشأن الاميركي الداخلي، بأن اللوبي المالي والنفطي والصناعي هو من يشكل في قوة نفوذه المالي الشخصية المعنوية التي يمثلها اعضاء نادي ملاك عدد محدود من الشركات الاميركية العابرة للقارات والتي تستحوذ على ثلاثة ارباع الاقتصاد الاميركي وعلى اثنان وخمسون بالمئة من التجارة العالمية ، وهذه القوة الخفية التي تحكم واشنطن بقوة المال والنفوذ هي التي سنطلق عليها اسم ” المحفل الحاكم”.

وهي التي تساهم من خلال الدعم المالي في ايصال الرؤساء واعضاء الكونغرس ، وهي التي تمول الاعلام الخاص في اميركا وتسيطر بالنفوذ على منافذ الاعلام الرسمي.

وهي التي تمول الجمعيات والمراكز والمعاهد البحثية والمراكز والجمعيات والمؤسسات الاهلية الخاصة بالصالح العام التي تهتم بتأمين الدراسات والاقتراحات التي يستعين بها صناع القرار مثل اعضاء الكونغرس والوزراء (يسمى الوزير سكرتير في واشنطن) والرؤساء. وتلعب هذه المراكز البحثية دورا شديد الخطورة فهي بيوت الخبرة التي تقدم الاقتراحات التي تعتمدها الاحزاب والشخصيات الرسمية والمؤسسات . ويندرج في هذا الاطار كل قسم من اقسام الحكومة الاميركية. وحتى في الفروع البحثية الملحقة بالتمويل الحكومي فالعاملون فيها هم اصحاب مصالح مع جامعات ومؤسسات اخرى ممولة من القطاع الخاص ما يجعل من توجيه نتائج بحوث ودراسات تلك المواقع البحثية الى ما فيه مصلحة ” المحفل الحاكم ” امرا بديهيا وليس الى ما فيه مصلحة الشعب الاميركي. لذا حتى حين اتخذ الرئيس قرارا اخرقا بوقف العزل الاجباري اجبرته القوى الخفية على تبديل رأيه لانه وضع مصالحها في خطر وجرى اخراج تراجع الرئيس بصيغة ساذجة هي اقتناعه بمعطيات علمية قدمها اليه فريق الازمة الصحية في البيت الابيض. والسؤال اين كان ذلك الفريق والرئيس يتحدث يوميا عن قراره المشين والخطير؟؟

موقع الرئيس في الولايات المتحدة حجر رحى في الحياة الدستورية في واشنطن لكن هناك دوما من له قدرة على تصحيح الامور في الوقت المناسب حين يهدد الرئيس مصالح اصحاب المصالح الكبرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى