كورونا بدأ سياسيا وانتهى بمأساة إنسانية

 

عرف العالم فيروسات كثيرة غزت هذا الكوكب، من فيروس جنون البقر إلى الخنازير وحتى الطيور ، ولكن فيروس كورونا يستحق أن يوصف بامتياز انه جنون البشر .
فقد بدأ هذا الفيروس اللعين، بداية سياسية أي أنه كان بفعل فاعل، والهدف ضرب التنين الأصفر الصيني اقتصاديا، الأمر الذي تؤكده الكثير من المؤشرات التي رجحت ان يكون هذا القرن صينيا وروسيا بامتياز، على حساب الولايات المتحدة الأمريكية .
فهناك دلائل على تورط أمريكا، ولا ننسى مختبر لوغار في جمهورية جورجيا الذي أكتشف عام 2015م ، فهو ليس بعيدا عن ما يحدث اليوم.. وهذا المختبر موجود قبل سبعون عاما وبداخله مدرج طائرات مسيره تحمل الجراثيم لضرب الدول المستهدفة إضافة لقاعدة صواريخ تحمل نفس الهدف ، وهذه الدول هي الصين وروسيا اللذان لهما حدود مع جورجيا .
ولكن هذا الفيروس الذي أصبح حديث العالم أشبه بالمارد الذي أخرج من قمقمه وفقدت السيطرة عليه، وإذا به يصبح وباءا حتى على منتجيه ويهدد العالم كله حيث ذهب ضحيته حتى الآن مئات الآلاف من البشر ما بين مصاب وضحية ، ناهيك عن الخسائر الاقتصادية التي تكبدها العالم كله بما فيها الولايات المتحدة ذاتها .
والضحية الأكبر هم فقراء العالم، فضلاً عن الضربة الموجعة للتعليم على مستوى العالم حيث أغلقت المدارس والجامعات والمعاهد ووووالخ .
عالم اليوم لم يعد به أسرار وخفايا بفضل ثورة المعلومات والتقدم التكنولوجي ، والذي لأمريكا الدور الأكبر في انجازه ،ولكن ما ميز الصين بهذه الثورة العلمية أنها جعلت التكنولوجيا ملكا لجميع الدول الغنية والفقيرة على السواء .
إن العالم اليوم يواجه حرب مصير قد تفني ملايين البشر، والعبث السياسي الذي تقوم به أمريكا قد يعود بالوباء عليها كما حدث في هذا الفيروس اللعين الذي أثبت ما هو مؤكد، لجهة أن الحضارات الإنسانية تتلاقى وتكمل بعضها البعض كإبداع إنساني، فقد تتقاطع حسب مصالح الدول، ولكنها حضارة واحدة متصلة للإنسان .
وما أريد له أن يكون ضربه للصين وحدها وصل لكل دول العالم، وأول دولة تعافت منه هي الصين التي أخذت مع روسيا وكوبا تقدم مساعداتها للعالم أجمع ، ورأينا بالصورة والصوت كيف قام الايطاليون وهم أكثر دول العالم تضررا بإنزال علم الاتحاد الأوروبي ورفع علم الصين مكانه، اعترافا بفضلها وما قدمته للشعب الايطالي في ظل صمت وفزع أوروبي وأمريكي .

إن هذه الأزمة أظهرت حقيقة الدول الامبريالية وأنانيتها، كما أظهرت الوجه الإنساني الجميل لروسيا والصين وكوبا المحاصرة .

وبقي أن نقول أن أفضل ما يمكن تقديمه من أي إنسان لوطنه وأمته وحتى الإنسانية، أن يلتزم بيته حتى يتم اكتشاف الترياق المناسب لهذا الغول الاسطوري الخطير .

حمى الله وطننا وأمتنا والإنسانية جمعاء .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى