الازمات هي المقياس الحقيقي لبيان شخصية الانسان، فالازمات افران تصهر معادن الرجال فيبرز لنا المعدن الخالص النقي من المعدن المصدي الحاقد اللامنتمي للوطن والامة، لهذا ونحن الان في هذا الحمى العربي القابض على جمر العروبة والاسلام نتعرض لازمة كونية طبيعية لسنا السبب في نشوئها انما نحن احد ضحاياها، فانه يتعيّن علينا جميعا الالتفاف حول الوطن كما يلتف السوار حول المعصم نتناسى فيه خلافاتنا السياسية الداخلية الضيقة ونظرتنا الى السلطة ومن يدير دفتها في الوقت الحالي، فليس هذا هو المهم في هذا الوقت انما الاهم من ذلك هو هذا الكيان ككل وهذا الوطن الذي نستظل به وتحت علمه، فهو المظلة الضافية لنا جميعا، والمطلوب الان تغليب العقل على العاطفة و العمل على القول والتنظير، والوقوف جدارا صلبا متماسكا مع الوطن و ضد هذا الفيروس القاتل الذي بدأت ظلاله تحوم حول وطننا العزيز.
لهذا فالإنتماء لثرى الأردن الان ليس بالشعارات الرنانة و لا في الخطب العصماء ولا في الأغاني الحماسية.. بل حب الوطن و الإنتماء له يكون بالعمل المنتج بزيادة “مداميك البناء” و بالمحافظة على الممتلكات العامة من عبث العابثين .. حب الوطن يتحقق بالمحافظة على كل شجرة تزرع و كل لمبة تضيء الدرب في الليل المعتم .. حب الوطن و الإنتماء إلية بالتضحية الحقه له في السراء و الضراء وعند المنشط و المكره.. حب الوطن و الإنتماء إليه عندما يسأل كل واحد منا ماذا سنقدم للوطن في هذا الظرف الصعب , وان لا نسأل ماذا قدم الوطن لنا ؟ حب الوطن و الإنتماء لثراه الطهور بالعمل و تحقيق الإنجاز تلو الإنجاز و كما نراه ماثلاَ أمامنا في كل يوم فالتضحية الحقة للوطن ليست خرافة و لا هي أسطورة، ولكنها ” ممارسة و عمل ” أعتنقها أناس من البشر مثلنا عرفوها و مارسوها و لا يزالون يمارسونها إلى يومنا هذا. فارتفع البنيان عندهم و برزت الإنجازات لدولهم بأبهى الصور وأجملها.
التضحية التياعنيها ليست مقصورة على شعب دون آخر، ولا أناس يملكون المعجزات دون غيرهم، وانما الامر الذي أعنيه أنهم على إستعداد أن يضحوا بالمال, بالوقت, في المصنع, في الخندق, في المكتب لزيادة الإنتاج ورفع أعمدة البناء والتخفيف ما امكن من اضرار هذه الفيروس الذي يحاول نهش المواطن والوطن معا و بدون رحمة او شفقة، فحماية الوطن والدفاع عنه والتضحية من اجله هو اقل واجب (فللاوطان في دم كل حر.. يد سلفت ودين مستحق) وليست ثمة مكان اغلى من الوطن، وصدق القائل: عندما يكون الوطن في خطر فكل ابنائه جنود.. وهذا هو المطلوب منا جميعا امام هذا الفيروسي الكاروني اللعين .
البريد الإلكتروني: zaid.mا1954@hotmail.com