الخبير العسكري أمين حطيط : تركيا عاجزة عن تنفيذ تهديداتها للجيش السوري

أكد الخبير في الشؤون العسكرية الاستراتيجية العمید “امين حطيط”، أن تركيا عاجزة عن تنفيذ تهديدها ضد الجيش السوري، منوها الى ان أنقرة تحاول ان تنتزع شيئاً يحفظ لها ماء الوجه.
وحول العملية العسكرية للجيش السوري في إدلب، قال العمید حطيط، في تصريح لموقع الوقت التحليلي، “في سبتمبر عام 2018 كان الجيش العربي السوري يحشد من أجل إنهاء الوجود الإرهابي في منطقة إدلب والتي تبلغ مساحتها تقريباً 14 ألف كلم مربع وفي هذه المساحة تجمع حوال 65 الف ارهابياً وتدعمهم تركيا بشكل مباشر أو تمتلك السيطرة على قرار بعض الفصائل الإرهابية.
واضاف، قبل ان تنطلق العملية في 17 أيلول سبتمبر 2018 توصل اردوغان مع بوتين إلى اتفاق في سوتشي كلف بموجبه اردوغان بتسوية وضع ادلب عبر مراحل تبدأ بإنشاء مناطق خفض التصعيد وتركيز نقاط مراقبة تركية وتتواصل لفرز الارهابيين عمن هم يوافقون على الحل السياسي وتنتهي بعملية بسط السيطرة وتسليمها للقوات الشرعية. لكن تركيا نكثت بهذه الوعود ولم تنفذ شيئا ما اضطر الجيش العربي السوري بالقيام بمطلع العام 2019 بعملية عسكرية محدودة هدفها الضغط على تركيا حتى تقوم بما عليها. لجأت تركيا الى روسيا لوقف اطلاق النار ووقف العملية فاستجابت روسيا للمرة الاولى وتكرر الامر في المرة الثانية والثالثة ودائما كان يتم وقف اطلاق النار وتركيا لا تستجيب.
وتابع، هذه المرة كان الأمر مختلفاً خاصة بعد ارتكاب الإرهابيين مجازر في حلب. عند ذلك اطلقت سوريا عملية تهدف الى تحقيق الامن لحلب وفتح الطرق المؤدية إليها خاصة الطريق باتجاه دمشق والطريق باتجاه اللاذقية ام 4 وام5 . حاولت تركيا ان تقوم بوقف اطلاق النار مرة جديدة لكنها هذه المرة فشلت واستطاعت سوريا خلال الاسابيع الثلاثة الماضية ان تحقق انجازا عسكريا فوق المتوقع وان تحقق ما تريد. فاستطاعت ان تطهر مناطق مساحتها تزيد عن 3000 كلم مربع هذه المرة.

الإرهابيون تراجعوا بعيداً عن حلب
وأردف قائلا، باتت سوريا تسيطر على المنطقة التي يشغلها الارهابيون على مساحة تعادل 40 بالمئة من المساحة الخطرة وتؤمن الامن التام لمدينة حلب لذلك اُعلنت مدينة حلب مدينة آمنة وانهار الارهابيين وتراجعوا عن حلب مسافة تتراوح بين 12 الى 18 كلم وفتح الطريق الأم 4 من حلب الى دمشق بشكل آمن كما فتحت كافة الطرقات الرئيسية والفرعية المحيطة بحلب وبمسافة تتراوح بين 10 و12 كلم فاعتبر هذا الانجاز بمثابة التنفيذ الميداني والعسكري لاتفاق سوتشي الذي تخلفت تركيا عن القيام به.

تركيا ضفدع يصرخ ثم لا يفعل شيئاً
وحول جدية تهديدات تركيا للجيش السوري، قال العميد حطيط، ان الضفدع دائماً يأتي الى بركة الماء ويصرخ و يصرخ ثم لا يفعل شيئاً وتركيا الآن تمارس هذه السياسية هي تهدد وهي تعرف أن ليس لها حق ان تفعل شيء في الأرض السورية وليس بمقدورها ان تفعل شيئاً ايضاً هي استعملت عملية التهويل العسكري وجاءت بأكثر من 8500 جندي وحوالي 500 آلية مدرعة ونصف مدرعة وعادية للضغط على الجيش العربي السوري حتى يتوقف فلم يعبأ الجيش السوري بها.

تركيا عاجزة عن تنفيذ تهديداتها الجوفاء
وأضاف، ان تركيا تهدد بما ليس لها حق به وهي عاجزة عن تنفيذ تهديدها لأن وجودها في سوريا بـ8500 عسكريا و500 آلية هو وجود عدواني وغير مشروع هو احتلال. هي خرجت عن اتفاقية اضنة وخرجت عن اتفاقية سوتشي وخرجت عن مخرجات أستانة وبالتالي هي تتصرف بتصرفات احادية الجانب وتمارس عدوناً على سوريا وتحتل. وعندما تهدد بأنها تتابع اعمالها وتضرب الجيش العربي السوري فإنها تهدد بارتكاب عدوان جديد ولا اعتقد ان تركيا سيكون بمقدورها تنفيذ تهديدها او أنها ستكون بمأمن عن الرد السوري مع الحلفاء لذلك اعتقد ان التهديد التركية هي تهديدات جوفاء لا قيمة لها وهي غير قابلة للتنفيذ.

تحاول ان تنتزع شيئا يحفظ ماء وجهها
وعن المباحثات الروسية التركية ونتائج الزيارة الأخيرة للوفد التركي إلى موسكو والاتصال الهاتفي بين اردوغان وبوتين، قال العميد حطيط، ان روسيا ضاقت ذرعاً بتركيا وكذبها وتقلبها واحتيالها. تحاول تركيا الان اصلاح وضع العلاقات البينية بينها وبين روسيا وتحاول ان تنتزع شيئا يحفظ لها ماء الوجه لكن لا اعتقد ان تركيا سوف تنجح هذه المرة خاصة بعد ان ارتكبت الاعمال السيئة بحق سوريا وبحق روسيا لهذا السبب ستكون محاولتها فاشلة ولن تستطيع ان تحصل على وقف اطلاق نار كما يحصل في السابق.

سوريا متمسكة بتحرير أرضها بكل الوسائل
وحول التوقعات للمرحلة القادمة، قال العميد حطيط، ان الذي نجح في تحقيقه الجيش السوري هو العلامة الفارقة في الحاضر والتي يبنى عليها في المستقبل، لذلك على الجميع التعامل مع هذه الحقيقة القائمة بأن سوريا عازمة على تحرير أرضها، فإما ان تحرر هذه الأرض بالوسائل السلمية والدبلوماسية او ان تحرر بالطريقة العسكرية، وسوريا جاهزة للعمل وتقبل النتائج في الحالتين.
ورأى الخبير العسكري ان الكرة الان في الملعب التركي، فإذا استوعبت تركيا الدرس الذي لقنها إياه الجيش السوري فيمكن ان تتراجع خطوتين الى الوراء وتفسح في المجال لتطبيق سوتشي، واذا عجزت عن التعاون فان الجيش السوري سيتولى تنفيذ الاتفاقات بشكل عسكري وطرد الإرهابيين من ادلب.
المستقبل ووجهته وطبيعة الاعمال التي ستتم فيه رهن بالقرار التركي، فإما عقلنة تركية وحل سياسي وإما حمق تركي وحل عسكري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى