جبهتان في سورية وليبيا ولكن العدو واحد.. تركيا اردوغان

التقدم الذي أحرزه الجيش السوري مؤخرا في مدينة إدلب، رافقه الكثير من “الضجيج” الدولي، والذي لا ينتج عادة، إلا عن تضارب في المصالح والقوى، أو ممثليها على الأض، لكن أزمة إدلب توسعت بشكل غير معتاد وأخذت أبعادا دولية وإقليمية تصل تبعاتها إلى ليبيا.
ومن العروف ان ادلب تمثل المعقل الأخير للمعارضة السورية، بمختلف تسمياتها، وستشكل خسارتها “الشعرة التي ستقصم ظهر البعير” بالنسبة للمعارضة، بالرغم من وجود منطقة أخرى في الشمال “منطقة نبع السلام”، ذلك لأن إدلب مثلت على سنوات الأزمة السورية، مرتكزا للكثير من المجموعات المسلحة والمقاتلة، والتي غيرت تسمياتها وتبعياتها مع اختلاف توازن القوى الدولية أو التصريحات الأممية.
من الصعب إحصاء عدد وحجم المجموعات المسلحة المنتشرة في إدلب، خصوصا مع تغيير مسمياتها بشكل مستمر، وتقدم إحداها وتراجع الأخرى أو انحلال بعضها، لكن يمكن الإشارة إلى أهم هذه المجموعات، والتي يصنف معظمها على أنه إرهابي في أغلب دول العالم.
تعتبر جماعة “هيئة تحرير الشام أو جبهة النصرة” من أكبر المجموعات المقاتلة حاليا، والتي سميت سابقا “جبهة النصرة” فرع “تنظيم القاعدة” الذي غير اسمه إلى هيئة تحرير الشام، والتي تعد الأقوى حاليا في إدلب، والتي فرضت سيطرتها على المنطقة عام 2017 بعد أن أقصت قوى المعارضة الأخرى، لتنشق هي الأخرى على أثر خلافات مع “القاعدة” وتتفكك إلى مجموعتين، بحسب “بي بي سي”، “جيش البادية والملاحم”، وهما فصيلان ولاؤهما لتنظيم “القاعدة”.
ويقاتل أيضا في إدلب “الحزب التركستاني الإسلامي”، والذي نشأ في شينجيانغ الصينية، والذي يعتبر من أتباع “القاعدة”، بالإضافة إلى تنظيم “داعش” والذي سيطر على بعض القرى عام 2018 وسيطر على مطار أبو الظهور، بالإضافة إلى مجموعات “نور الدين زنكي، جيش الأحرار؛ فيلق الشام؛ وجيش العزة (جزء من الجيش السوري الحر) بالإضافة لفصائل أصغر، والتي تصنف جميعها إرهابية ومحظورة في روسيا وأغلب دول العالم.
كل تلك المجموعات وغيرها جعلت من إدلب مركزا لأكبر التجمعات المسلحة، الخارجة عن إطار الحكومات، ومركزا لتدريب وتوريد المقاتلين، وكشفت المشاهد التي نشرتها وكالات الأنباء عن تحويل مناطق واسعة لمراكز تدريب، منها منطقة إبلا الأثرية.
مئات المقاتلين من إدلب إلى ليبيا
قال الوزير الروسي خلال لقاء صحفي مع جريدة “روسيسكايا غازيتا” الروسية، الاسبوع الفائت متحدثا عن المخاطر التي يشكلها وضع إدلب الحالي على المنطقة بشكل عام “الجانب الثاني، المتعلق بالمخاطر والتهديدات الناشئة عن منطقة خفض التصعيد في إدلب، هو نقل مئات المقاتلين، بما في ذلك مقاتلو النصرة وهيئة تحرير الشام، إلى ليبيا للمشاركة في الأعمال القتالية في ذلك البلد”.
وأشار لافروف إلى أن روسيا لا يمكنها حل هذه المشاكل بمفردها ولكن “يمكنها تحقيق التنفيذ غير المشروط الكامل للاتفاقات الموجودة في إدلب”، منوها إلى أن موسكو “تتحدث عن هذا مع الشركاء الأتراك”.
الجيش الوطني الليبي يتهم
ومن جهته أكد الناطق باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري، في وقت سابق، أن تركيا تقوم بنقل عناصر “جبهة النصرة” من سوريا إلى ليبيا بوتيرة عالية.
وأشار المسماري في مؤتمر صحفي، إلى أن “عدد المسلحين الذين تسعى تركيا لنقلهم من سوريا إلى ليبيا يصل إلى 8 آلاف”.
تحركات دولية..
التحركات الأخيرة للجيش السوري رافقها حملة دولية كبيرة بهدف إيقاف تقدمه، أولها كان تحركا دوليا في مجلس الأمن، حيث دعت كل من فرنسا وأمريكا وبريطانيا لعقد اجتماع على خلفية الأحداث، وبالرغم من التصريحات النارية للأعضاء والتي ارتدى أغلبها الطابع الإنساني، متجاهلا كل تلك الفصائل التي صنفت دوليا على أنها إرهابية، بالرغم من كل ذلك لم يستطع المجلس، والذي قاطع رئيسه كلمة مندوب سوريا، أن يقاطع عمليات الجيش السوري على الأرض، لكن التخوف الأكبر هو من الحشود التركية المتزايدة والتي دخلت مؤخرا محافظة إدلب السورية، والتي كان آخرها قافلة دبابات دخلت اليوم.
جبهتان وعدو واحد
بالرغم من التباعد الجغرافي، بين سوريا وليبيا، إلا أن الجيشين السوري والليبي في اللحظة الحالية يقاتلان فصيلا واحدا، ودخول الجيش السوري إلى إدلب سيجفف الخزان الأكبر للمسلحين في المنطقة، والذي بدأ ينشر مقاتليه في دول عده منها ليبيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى