تحرير سراقب يشكل ضربة موجعة للارهابيين ويرغم تركيا على اخلاء نقاط مراقبتها الاربع فيها

اسطمبول – عربي21

كشفت صحيفة تركية، اليوم الجمعة، عن مصير نقاط المراقبة التركية في مدينة سراقب، التي سيطر الجيش السوري عليها ليل امس الخميس.

وذكرت “يني شفق” في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، أن “القوات التركية اضطرت لإخلاء نقاط المراقبة الأربع التي أنشأتها في سراقب، بسبب القصف العنيف من الجيش السوري وروسيا في تلك المنطقة”.

وبحسب الصحيفة، فإن التصعيد ما يزال متواصلا بين القوات التركية والجيش السوري، ففي حين أن الأخير تقدم في سراقب، قام الجيش التركي بقصف مواقع الجيش السوري في تل رفعت وريفي إدلب وحلب.

وأشارت الصحيفة إلى أنه “على الرغم من أن الجيش حقق تقدما في مدينة سراقب، وسيطر على قرى صغيرة عدة، لكن المدفعية التركية قامت بقصف قواته بشدة الليلة الماضية”.

وكشفت الصحيفة عن أن القوات التركية أطلقت النار بشكل مباشر على المليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني، التي كانت تستعد للهجوم على قرية النيرب.

وأشارت إلى أن من بين القتلى في صفوف النظام، كل من اللواء أسامة محمود إبراهيم القيادي في الحرس الجمهوري، وباسل حسن يونس وآخرين.

ولفتت إلى أنه مع استمرار المعارك في إدلب، قامت القوات التركية بتحويل المطار القديم تفتناز إلى قاعدة عسكرية لها، ونشرت عددا كبيرا من الدبابات والمدافع والمدرعات فيها.

وأشارت إلى أن وحدات “الكوماندوز” التركية بدأت عملها بشكل فعلي في المنطقة.

يشار إلى أن اجتماعا حصل بين وفد من فصائل المعارضة السورية ووفد تركي في ريف إدلب الشمالي في القاعدة المذكورة ذاتها، لبحث تقدم قوات النظام السوري في ريف إدلب.
وأكدت مواقع معارضة، أن الاجتماع جرى، امس الخميس، في مطار تفتناز بريف إدلب الشمالي.

في حين نفى المتحدث باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، ناجي مصطفى، وجود “اجتماع”، وإنما هو “حضور عسكريين من الجبهة الوطنية مع الأتراك بشأن الترتيب لإنشاء نقطة مراقبة جديدة”.

ومع سيطرة قوات الجيش  السوري، على بلدة سراقب الاسترانيجية في ريف محافظة إدلب شمال غربي البلاد، تثار تساؤلات حول تداعيات الأمر، وكذلك الأهداف المقبلة للنظام السوري بعد إحرازه انتصارا حاسما في الشمال السوري.

ويعد سقوط سراقب “ضربة موجعة” للمعارضة السورية، وفق ما أجمع عليه النشطاء السوريون، الذين عبروا عن إحباطهم بعد سيطرة النظام السوري على المدينة.

الأهمية الاستراتيجية

وتعد مدينة سراقب، وفق ما رصدته “عربي21″، عقدة مواصلات بين دمشق وحلب من جهة، وحلب واللاذقية من جهة أخرى، كما أنها تتحكم بطرق مهمة عدة، وتعد كذلك بوابة لمدن مهمة في الشمال السوري مستعصية على النظام السوري.

وسبق أن قال القيادي في “الجيش الحر” النقيب عبد السلام عبد الرزاق لـ”عربي21″، إن “سراقب تعد منطقة مهمة جدا واستراتيجية، فهي صلة الوصل بين جنوب حلب وريف ادلب، وبوابة مدينة ادلب الشرقية”، كما أن سقوطها يعني تهديدا لمناطق عدة صمدت في وجه الجيش السوري لسنوات.

الأهداف المقبلة بعد سراقب

وبحسب محللين وصحفيين سوريين تحدثوا لـ”عربي21″، فإن جبل الزاوية وأريحا وكذلك تل الكبينة ومركز إدلب، جميعها باتت مهددة بشكل كبير بعد سيطرة النظام السوري على سراقب.

وكان الصحفي الميداني قيس الأحمد، قد أوضح لـ”عربي21″، أن “معركة سراقب تختلف عن معركة معرة النعمان لأسباب عدة، منها عسكرية وأخرى سياسية، فخسارة سراقب تعني إمكانية تقدمالجيش باتجاه أريحا ومحاصرة منطقة جبل الزاوية، التي يخشى الجيش من التقدم إليها من جهة معرة النعمان لوعورتها وشدة تحصينها”.

وأضاف: “بل على المدى البعيد يمكن للجيش من خلال سراقب، الالتفاف حتى على تل الكبينة الذي صمد في وجه النظام”..

أسباب سقوط سراقب

وقال الصحفي سالم عمران في حديث لـ”عربي21″: “النظام سير معركته كما رسم للأسف، بسبب قوته وتخطيطه، وبسبب ضعف إمكانيات الفصائل وتخبطها، فالنظام وروسيا يريدان السيطرة على سراقب لأهميتها، فهي تفوق معرة النعمان بالأهمية كونها قريبة جدا من إدلب، وكذلك من ريف حلب الجنوبي الغربي”.

وأضاف: “عندما سيطرالجيش وتقدم على محور خان طومان، فقد أسقط مناطق واسعة بريف حلب الجنوبي والجنوبي الغربي، كما أنه يقترب من مطار تفتناز، ولأن سراقب بوابة إدلب الشرقية، فان من سيطر عليها يهدد إدلب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى