الصهاينة يخططون لاستهداف الأردن لكن شعبه سيقلب الطاولة على رؤوسهم

كشفت الولايات المتحدة وإسرائيل عن” صفقة القرن ” أو مؤامرة القرن التي تضمّنت نواياهما العدوانية ومخططاتهما لتهويد كل شبر من أرض فلسطين، ومنع الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة القابلة للحياة، والعمل على الغاء حقهم في العودة إلى وطنهم، وتوطينهم في دول الشتات، وتهجيرهم إلى مناطق مختلفة من العالم، وتصفية قضيتهم.
هذه الصفقة ” ليست سوى وثيقة استسلام عربية للإرادة الصهيونية كتب بنودها بنيامين نتنياهو، وطرحها للتداول وخداع العرب والعالم صديقة وحليف إسرائيل الوفي دونالد ترامب، وكانت نتيجة مباشرة لتراجع المقاومة المسلحة والسلمية، وللانقسام البغيض، وفشل الفلسطينيين في الاتفاق على استراتيجية موحدة للتصدي للاحتلال، وتدمير العراق وسوريا، وإلغاء دور مصر القيادي للوطن العربي، وازدياد الانقسامات والخلافات البينية العربية، واستسلام معظم الحكام العرب للإرادة الأمريكية الصهيونية.
الصهاينة يخططون لاحتلال الأردن وتشريد شعبه كما فعلوا مع الفلسطينيين؛ إنهم يعملون سرا وعلانية لطرد الفلسطينيين جماعيا، أو على الأقل معظمهم إلى الأردن، ولن يترددوا في زعزعة استقراره وإشغاله بنزاعات داخلية لتمزيق نسيجه الاجتماعي واضعافه خدمة لأهدافهم، فمع إعلان صفقة ترامب ونتنياهو المسمومة ازداد قادة دولة الاحتلال صلفا وتحديا للأمة العربية شعوبا وحكاما، وتعالت دعواتهم لضم غور الأردن والمستوطنات رسميا للدولة الصهيونية، وتعاظمت أصوات قادة الاستيطان المطالبة بالتخلص من الفلسطينيين وطردهم إلى الأردن!
قادة الدولة الصهيونية وقادة الاستيطان ورجال الدين ينسقون كل خطوة يخطونها، ويشتركون في الأهداف ومنهج تحقيقها، ولا يخفون نواياهم ومخططاتهم للتوسع شرقا، وأعلنوا بوضوح إن مدينة البتراء تعود لحقبتهم التاريخية القديمة، وان وعد بلفور ينصّ على احتلال ضفتي نهر الأردن وليس فلسطين فقط، وان واجبهم القومي والديني يدعوهم لاحتلال الأردن وضمه لدولتهم الصهيونية، أي إنهم يسيرون على فلسفة “الخطوة خطوة” التي ابتكرها تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية، وطبّقها هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية الأسبق لتغيير الحقائق الجغرافية والديموغرافية والتوسع في الوطن العربي … اليوم فلسطين، وغدا الأردن، وبعد غد العراق … حتى يتمكنوا من بناء دولتهم من الفرات إلى النيل كما يخططون؛ وإن اتفاقية ” سلام ” وادي عربة ” بينهم وبين الأردن ليست إلا تكتيكا لكسب الوقت، والتغلغل في الأردن والتحضير للانقضاض عليه؛ ولهذا فإنه من الأفضل للأردن إن يلغي تلك الاتفاقية التي رفضها الشعب، ولم تجلب له ولقيادته سوى المزيد من المشاكل والاقتصادية والاجتماعية!
هذه الأطماع الصهيونية في الأردن يعرفها القاصي والداني، والصهاينة أنفسهم عبّروا عنها بوضوح مرات عديدة، وقالوا صراحة إن حلّهم المفضل للخلاص من الفلسطينيين وقضيتهم هو ” الوطن البديل “، أي تهجيرهم جماعيا إلى الأردن! فما الذي يخطط لتحقيقه الصهاينة بترويج هذه الفكرة المسمومة؟ أليس الهدف من ترويجها هو ضرب التلاحم الشعبي الأخوي الأردني الفلسطيني وزعزعة استقرار الأردن للانقضاض عليه؟ وهل يقبل الفلسطينيون الإساءة لإخوانهم الأردنيين؟
الجواب هو قطعا لا، والنوايا الصهيونية العدوانية ضدّ الأردن ستفشل لأسباب عديدة من أهمها: إن الشعب الفلسطيني لن يساوم، ولن يستسلم، ويرفض التهجير للأردن وغيرها من الدول، وسيظل متمسكا بأرضه ومؤمنا بتحريرها وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، ويعتبر فكرة ” الوطن البديل ” مؤامرة صهيونية مرفوضة فلسطينيا وأردنيا رفضا باتا؛ وإن وحدة الشعب الأردني عصية على الكسر، فهو شعب عربي عريق معروف بولائه لأمته، ودفاعه عن ترابه الوطني، وتضحياته من أجل فلسطين وأهلها. ولهذا نحن على ثقة بأن الشعب الأردني سيقلب الطاولة على رؤوس الصهاينة، وسيتمكن هو والشعب الفلسطيني من إفشال المؤامرة الصهيونية بوعيهما وتلاحمهما وتضحياتها المشتركة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى