ردود عربية بائسة على “لعنة العصر” فيما تعلن القوى الوطنية بقطاع غزة الإضراب الشامل ورفع الأعلام السوداء اليوم

أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب امس يوم الثلاثاء، “خطة السلام” المقترحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، المعروفة إعلاميا بـ”صفقة القرن”، وذلك بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسفراء عمان والإمارات والبحرين.

وفور إعلان الخطة الأمريكية علق عدد من الدول العربية على الإعلان الأمريكي، والتي كان أغلبها داعما للموقف الأمريكي وداعيا الفلسطينيين والإسرائيليين لمفاوضات جدية من أجل سلام دائم.

أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية

أعلن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، اليوم الأربعاء، أن خطة السلام التي أعلن عنها ترامب تعكس رؤية غير ملزمة والقراءة الأولى لها تشير لإهدار كبير لحقوق الفلسطينيين.

وقال أبو الغيط في تصريح صحفي إن ” تحقيق السلام العادل والدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين مرهونٌ بإرادة الطرفين وليس بإرادة طرف دون الآخر… وخطة السلام التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي تعكس رؤية أمريكيةً غير ملزمة”.

وأوضح الأمين العام ” إننا نعكف على دراسة الرؤية الأمريكية بشكل مدقق.. ونحن منفتحون على أي جهدٍ جاد يُبذل من أجل تحقيق السلام.. غير أن القراءة الأولي من خلال الإعلان تشير إلي إهدار كبير لحقوق الفلسطينيين المشروعة في أرضهم وعدم ملاءمة الكثير من الأفكار التوفيقية المطروحة”.

وتابع أن “أن السلام العادل والقابل للاستدامة لا يُمكن تحقيقه بتجاهل حقيقة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967، أو بالعمل على شرعنة هذا الاحتلال”.

وأكد أبو الغيط أن ” الموقف الفلسطيني بطبيعة الحال هو الفيصل في تشكيل الموقف العربي الجماعي من خطة السلام الأميركية، مُشيراً إلى اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري السبت لبلورة هذا الموقف العربي”.

مصر تقدر جهود الإدارة الأمريكية

دعت مصر الفلسطينيين والإسرائيليين، إلى دراسة خطة السلام التي أعلنها ترامب بشكل متأن وفتح قنوات لاستئناف المفاوضات برعاية أمريكية.

وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية، “تدعو مصر الطرفين المعنيين بالدراسة المتأنية للرؤية الأمريكية لتحقيق السلام، والوقوف على كافة أبعادها، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أمريكية”.

وأضاف البيان: “وترى مصر أهمية النظر لمبادرة الإدارة الأمريكية من منطلق أهمية التوصل لتسوية القضية الفلسطينية بما يعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة من خلال إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفقاً للشرعية الدولية ومقرراتها”.

الإمارات بإمكان الطرفين تحقيق سلام دائم

وقال يوسف العتيبي سفير دولة الإمارات بواشنطن في بيان، إن دولة الإمارات تعتقد أن بإمكان الفلسطينيين والإسرائيليين تحقيق سلام دائم وتعايش حقيقي بدعم من المجتمع الدولي.

وأعلن العتيبي أيضا تقدير دولة الإمارات لجهود الولايات المتحدة المستمرة للتوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

السعودية تدعم الجهود الأمريكية

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان على موقع “تويتر”، “اطلعت وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية على إعلان الإدارة الأمريكية وفي ضوء ما تم الإعلان عنه فإن المملكة تجدد التأكيد على دعمها لكافة الجهود الرامية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية”.

وأضافت، “وقد بذلت المملكة منذ عهد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وحتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود جهودا كبيرة رائدة في نصرة الشعب الفلسطيني الشقيق، والوقوف إلى جانبه في كافة المحافل الدولية لنيل حقوقه المشروعة”.

بينما زعم الملك سلمان بن عبد العزيز في اتصال هاتفي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن “موقف المملكة لن يتغير من القضية الفلسطينية حفاظا على حقوق الشعب الفلسطيني”.

وقال الملك سلمان: “قضيتكم هي قضيتنا وقضية العرب والمسلمين، ونحن معكم”.

قطر ترحب بالجهود الرامية لتحقيق السلام

وقالت الخارجية القطرية، إن “قطر ترحب بجميع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام العادل والمستدام في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

وأعربت قطر عن تقديرها لمساعي الإدارة الأمريكية الحالية لإيجاد حلول للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، طالما كان ذلك في إطار الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وقالت وزارة الخارجية، في بيان امس “إنه من الضرورة بمكان التأكيد على أن نجاح أية مبادرة قائمة أو مستقبلية لحل هذا الصراع الذي دام لأكثر من سبعة عقود يبقى منوطا بانخراط طرفي الصراع الأساسيين في مفاوضات جدّية ومباشرة على أساس الشرعية الدولية، وما كان متناسبا في مختلف المبادرات الأمريكية التي جاءت في سياق الوساطة مع تلك الشرعية”.

وأضاف البيان، “لقد سبق لجميع الدول العربية تبني المبادرة العربية للسلام، من خلال الجامعة العربية والتي وضعت مجموعة من الأسس لإحلال السلام العادل”.

وأكدت دولة قطر في هذا السياق استعدادها لتقديم الدعم المطلوب لأية مساع ضمن هذه الأسس لحلّ القضية الفلسطينية، موضحة أنه لا يمكن للسلام أن يكون مستداما ما لم تتم صيانة حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة على حدود 1967 ، بما في ذلك القدس الشرقية وفي العودة إلى أراضيه.

كما أكد البيان، أن رفاه الشعب الفلسطيني مشروط بتحقيق السلام العادل، وأن دولة قطر لن تتأخر عن تقديم العون لمؤسسات دولته واقتصاده”.

فلسطين: القدس ليست للبيع

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، “أقول لترامب ونتنياهو إن القدس ليست للبيع وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة وصفقة المؤامرة لن تمر”.

وأضاف عباس: “سنواصل كفاحنا لإنهاء الاحتلال لإعلان دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية”.
وتابع، “نحن رفضنا الصفقة الأمريكية منذ البداية لأنها تطرح دولة فلسطينية بدون القدس عاصمة لها”.

وأكد “متمسكون بقرارات الشرعية الدولية لمواجهة الخطة الأمريكية”.

وتابع: “وحدتنا وبدعم من أحرار العالم ستسقط المؤامرات والاحتلال الفاشي”.
وقال عباس: “لن أقبل بالولايات المتحدة وحدها لرعاية أي مفاوضات، بل أقبل برباعية دولية، ولن نفاوض على أساس صفقة ترامب بل على أساس القرارات الدولية”.

ورفض عباس وصف الشعب الفلسطيني بالإرهابي وقال: “نحن لسنا شعبا إرهابيا ولم نكن أبدا وملتزمون بمحاربة الإرهاب”.
وأوضح الرئيس أن “التحرك الشعبي السلمي أول أسلحة التحرك ضد الصفقة الأمريكية”.

وقال :”تحدثت مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وسنبدأ مرحلة جديدة من العمل الفلسطيني المشترك. وإذا وقفنا صفا واحدًا بالتأكيد العالم سيقف ويؤدي لنا التحية”.أشار إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة حاولتا حرمان الفلسطينيين من أموالهم لوقف دفع المخصصات للأسرى والشهداء.

الأردن تحذرمن التبعات الخطيرة 

وحذر وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، من “التبعات الخطيرة” لأي إجراءات آحادية من الجانب الإسرائيلي، داعيا لبدء مفاوضات جادة ومباشرة لمعالجة الوضع الراهن.

وقال الصفدي، في بيان مساء الثلاثاء: “نحذر من التبعات الخطيرة لأي إجراءات أحادية إسرائيلية تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض، مثل ضم الأراضي وتوسعة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وانتهاك المقدسات في القدس”.

وأكد الصفدي، أن الأردن سينسق مع “الأشقاء في فلسطين” والدول العربية الأخرى للتعامل مع المرحلة القادمة في إطار الإجماع العربي، داعيا لإطلاق مفاوضات جادة ومباشرة تعالج الوضع في إطار شامل وضروري لاستقرار المنطقة وأمنها.

رفع الأعلام السوداء في قطاع غزة 
وفي غزة قررت لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية الإعلان عن إضراب شامل اليوم الأربعاء، يشمل كل مرافق الحياة في قطاع غزة ما عدا وزارة الصحة، لتوجيه رسائل واضحة للعدو الصهيوأمريكي أن هذه الصفقة المشؤومة لن تمر، وسيقاومها شعبنا بكل الأشكال والأساليب حتى يسقطها.
كما طالبت القوى عبر بيان لها امس الثلاثاء، رفع الأعلام السوداء على أسطح المباني والمؤسسات الرسمية والحكومية، تعبيراً عن حالة الغضب الشعبي الرافضة للصفقة.

وجاء قي البيان..

 

يا أبناء شعبنا الفلسطيني البطل،،،
جماهير شعبنا في القطاع الصامد،،،
ها أنتم اليوم تُعبّرون بكل عنفوان وتصعيد نضالي وحشد جماهيري رفضكم لمؤامرة صفقة العار الأمريكية، وتؤكدون إصراركم الراسخ على مواجهة الإدارة الأمريكية بقيادة المجرم ” ترامب” ، والنضال الدؤوب سوياً وفي مختلف أشكال النضال من أجل قبر هذه الصفقة المشؤومة التي سيتم الإعلان عنها مساء اليوم والتي تؤكد فيها هذه الإدارة الأمريكية المجرمة عدائها المطلق لحقوقنا ومشاركتها في جرائم الاحتلال على الأرض.
إننا في لجنة المتابعة للقوى الوطنيه والإسلامية ونحن نعتز بالوحدة الوطنية التي تجسدت بموقف الإجماع الوطني الرافض للصفقة، فإننا ندعو أبناء شعبنا أينما وجدوا في مختلف الساحات إلى مواصلة رص الصفوف وتوحيد الجهود للتصدي للصفقة، وتصعيد الاشتباك المفتوح والانتفاضة في وجه الاحتلال الصهيوني.
جماهير شعبنا،،،
إن الإعلان الأمريكي عن صفقة القرن يمثل حلقة جديدة من حلقات المخططات الأمريكية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، بل وتصفية الوجود الفلسطيني على أرضه والهوية الوطنية الفلسطينية، لذا وفي ظل هذا المخطط الخطير نجدد دعواتنا لكل شعبنا بمختلف قطاعاته ومشاربه السياسية والمجتمعية بالوقوف وقفة رجل واحد للدفاع عن حقوق وثوابت شعبنا، غير القابلة للمساومة أو التصرف.
إننا في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية وفي ظل هذه اللحظة السياسية الخطيرة من إعلان الإدارة الأمريكية المجرمة عن صفقة العار، نؤكد على القرارات التالية:-
أولاً: قررت لجنة المتابعة الإعلان غداً الأربعاء عن إضراب شامل يشمل كل مرافق الحياة في قطاع غزة ما عدا وزارة الصحة، لتوجيه رسائل واضحة للعدو الصهيوأمريكي أن هذه الصفقة المشؤومة لن تمر، وسيقاومها شعبنا بكل الأشكال والأساليب حتى يسقطها.
ثانياً: رفع الأعلام السوداء على أسطح المباني والمؤسسات الرسمية والحكومية، تعبيراً عن حالة الغضب الشعبي الرافضة للصفقة.
ثالثاً: تجدد اللجنة تأكيدها على استمرار الفعاليات والأنشطة وحالة الاشتباك المفتوح مع الاحتلال من أجل إسقاط الصفقة.
تسقط صفقة القرن… الهزيمة المؤكدة لأمريكا .. الهزيمة للكيان الصهيوني .. والنصر لشعبنا الصامد المناضل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى