الخطوط العريضة لـ “لعنة القرن”

 

واشنطن – وكالات

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب امس الثلاثاء تفاصيل خطته للسلام في الشرق الأوسط، والتي تضمنت جوانب عدة تتعلق بالقدس ودولة فلسطينية جديدة والاستثمارات التي ستضخ فيها.

وقال في مؤتمر صحفي إن “اليوم يمثل خطوة كبيرة نحو السلام والشباب في كل الشرق الأوسط مستعدون لمستقبل أكثر أملا، والحكومات في المنطقة تعلم أن الإرهاب والتطرف الإسلامي هم العدو المشترك للجميع”.

ولفت النظر إلى أنه “صمم على أن يتبع مسارًا بناء لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي”.

وتابع ترمب: “بناء السلام بينهم (فلسطين والاحتلال) قد يكون التحدي الأصعب، والإدارات السابقة حاولت وفشلت فشلًا ذريعًا، لكنني لم أنتخب للقيام بأمور صغيرة أو الابتعاد عن القضايا الشائكة الكبرى”.

وأردف: “اليوم نخطو خطوة كبيرة نحو السلام وبهرت بما وصلت إليه إسرائيل وهي مركزًا للديمقراطية والتجارة وهي ضوء يعم العالم وهي مكان مقدس ووعد غليظ للشعب اليهودي”.

وأوضح: “صفقتنا تمتد على 80 صفحة؛ وهي مفصلة أكثر من أي صفقة أخرى. وكما رأيت مشاكل شتى وهي تحتاج إلى حلول تكتيكية لنجعل الفلسطينيين والإسرائيليين ينعمون في منطقة أكثر أمنًا وازدهارًا وهي ترضي كافة الأطراف ويحل مشكلة الدولة الفلسطينية وتنعم إسرائيل بالأمن”.

وبيّن: “رؤيتنا سوف تنهي دوامة اعتماد الفلسطينيين على المساعدات الأجنبية، وسنساعد على تمكين الفلسطينيين لكي يزهروا بأنفسهم فيستمتعوا بالكرامة”.

ونوه إلى أن “هذه الخطة ستبقى مفتوحة لمدة 4 سنوات، ويستطيع الفلسطينيون التعرف عليها، ومن ثم التفاوض مع إسرائيل”. مستدركًا: “أبو مازن إذا اخترت السلام الآن، سنكون بجوارك لنساعدك بكافة الخطوات”.

ولفت النظر: “أرسلت رسالة لأبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس)، وأخبرته فيها عن صفقة القرن، وجدولها الزمني”.

واستطرد: “هذه ستكون الفرصة الأخيرة للفلسطينيين، لأنه لن يكون هناك فريق كفريقنا يحب إسرائيل ويحبنا وهم يعرفون من أين تؤكل الكتف”.

وأشار الرئيس ترمب: “قمت بالكثير من أجل إسرائيل؛ أهمها الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني السيء واعترفت بالقدس عاصمة لها وبأن الجولان أرض إسرائيلية”. مؤكدًا: “أمريكا ستعترف بالسيادة الإسرائيلية على المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل”.

وذكر في تصريحات أن “الشعب الفلسطيني يستحق فرصة أفضل لحياته وهم عانوا من الإرهاب. وأنا أحاول بناء سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ أقترح حلولاً مفصلة لتقديم بيئة أكثر سلاماً لمختلف الأطراف”.

وتابع: “سيتم خلق فرص عمل للفلسطينيين وسيتم القضاء على الفقر للوصول إلى ازدهار حياتهم، سنساعد الفلسطينيين من أجل الوصول إلى استقلالهم ولمواجهة تحديات التعايش السلمي”.

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن صفقة القرن “تمنح الفلسطينيين الوقت للاستعداد الكامل لتحقيق دولة قائمة ومزدهرة. الصفقة ستسمح بوضع حد لأنشطة حماس والجهاد الإسلامي”.

وصرح: “أريد أن أشكر الإمارات والبحرين وعُمان على العمل الرائع الذي قاموا به وإرسال سفرائهم للاحتفال معنا اليوم”.

وشدد على أن “الأراضي المقدسة يجب أن تكون رمزاً للسلام لا ميداناً للنزاع”. مردفًا: “إسرائيل ستعمل مع الشخص الرائع ملك الأردن للتأكد من بقاء المسجد الأقصى كما هو، ولاستمرار زيارة المسلمين إلى المكان”.

وزعم: “آن الأوان للعالم الإسلامي أن يصحح الخطأ الذي ارتكبته عام 1948 بمهاجمة إسرائيل. مستعدون للتعاون مع كل الأطراف لتحقيق هذه الرؤية (صفقة القرن) والعديد من الدول مستعدة للتعاون معنا”.

وتابع: “العديد من الدول تريد المشاركة في توفير 50 مليار دولار لمشاريع جديدة في الدولة الفلسطينية الجديدة”. مضيفًا: “خطتي ستمنح للفلسطينيين عاصمة في القدس الشرقية حيث سنقوم بافتتاح سفارة لنا هناك”.

واستدرك: “خطتي قد تكون الفرصة الأخيرة للفلسطينيين للحصول على دولة فلسطينية. سنشكل لجنة مشتركة لتحويل خريطة الطريق الخاصة بالسلام وفق خطتي إلى خطة تفصيلية”.

وجدد التأكيد: “ستضمن خطة السلام دولة فلسطينية متصلة الأراضي وستبقى القدس العاصمة الموحدة لإسرائيل”.

وأشار إلى أن “المرحلة الانتقالية المقترحة لحل الدولتين لن تمثل خطورة كبيرة على دولة إسرائيل بأي شكل من الأشكال، ولن نسمح بالعودة إلى أيام سفك الدماء والمتفجرات والهجوم على الملاهي”.

وقال إن “السلام يتطلب الحلول الوسط والتنازلات لكننا لن نطالب إسرائيل أبدا أن تتنازل عن أمنها”.

ونوه إلى أن “الشعب الفلسطيني أصبح لا يثق بعد سنوات من الوعود التي لم يوف بها، وتعرضوا لاختبارات كثيرة، وعلينا أن نتخلص من الأساليب الفاشلة للأمس”.

وزعم بأن “الخطة ستضاعف الأراضي الفلسطينية وتمنح الفلسطينيين عاصمة في القدس الشرقية، وستفتتح الولايات المتحدة سفارة لها هناك. الفلسطينيون يستحقون فرصة لتحقيق إمكاناتهم الرائعة والعظيمة وهناك من يستغلهم كبيادق للترويج للإرهاب والتطرف”.

وجاء في المؤتمر الصحفي أن “الخطة نجعل فلسطين وإسرائيل والمنطقة أكثر أمانا، وتمثل حل حقيقي وواقعي للدولتين بما يحقق حلم الفلسطينيين وأمن إسرائيل”.

يُشار إلى أنه كان من المقرر أن يعلن ترمب عن خطته في البيت الأبيض منذ عام 2017 مع حليفه الوطيد بنيامين نتانياهو الذي يواجه تهمًا بالفساد، ويسعى للبقاء في منصبه بخوضه انتخابات تشريعية في الثاني من مارس/ آذار القادم.

ويأتي إعلان الخطة في حين يعقد مجلس الشيوخ الأميركي جلسات استماع حول اتهام ترامب بإساءة استخدام منصبه.

كما يواجه نتنياهو إجراءات محاكمة وشيكة، بعد إسقاط طلبه للحصول على حصانة برلمانية من تهم الفساد في خطوة مفاجئة الثلاثاء.

وقام الرئيس الأميركي بعدة خطوات تكشف عن مدى دعمه لإسرائيل التي تصفه بأنه “أعظم صديق”، ولطالما تباهى هو نفسه بتأييده لإسرائيل.

ففي 6 ديسمبر/ كانون الأول 2017 خرج عن عقود من الإجماع الدولي واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، سددت الإدارة الأميركية ضربة جديدة للتوافق الدولي حول النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين بإعلانها أن واشنطن لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة غير شرعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى