ثورة 25 يناير المجيدة في ذكراها التاسعة

 

قلبي معك يا مصر الشعب العزيزة علينا وأنت تحاولين لملمة جراحك وتصحيح مسار تاريخك الذي هو تاريخنا، ثم العودة إلى الطريق الصحيح الذي توقف برحيل الزعيم جمال عبد الناصر .
وان كانت الأصالة تعبّر عن ذاتها في مصر بين الحين والآخر، وأبلغ هذا التعبير هو الرفض الشعبي للتطبيع مع العدو ، وكان كل مطبّع مهما علا منصبه يحرق نفسه بنفسه إذا أقدم على هذه الجريمة التي تعني الانتحار السياسي في مصر .

لقد وصل هذا التعبير عن روح مصر القائدة والرائدة بتتويج ثورة 25 يناير المجيدة عام 2011م ، التي نحتفل بذكراها العطرة اليوم ، وكانت أول متنفس حقيقي لمصر الشعب بالتعبير عن الذات بعد أن طفح الكيل بنظام كامب ديفيد العميل من السادات لمبارك بعد اخفاق ثورة 18 و 19 يناير الأولى عام 1977م ، على يد المرتد الخائن أنور السادات في آخر أيامه ، وربما جاءت نهايته الدرامية بتلك الصورة حتى لا يموت بالأحذية قبل الرصاص، ولا سيما بعد انتهاء دوره من قبل مشغليه .

وأصبح المطلب الصهيو أمريكي استمرار نظامه ولكن بدون وجوده ، وهكذا جاء اللا مبارك حسني وتجنب في البداية بعض غرور وخطايا سلفه ولا سيما الجهر بالتطبيع على الأقل في الثمانية أعوام الأولى من حكمه ، ولكن ما لبث أن تفوق على سلفه في القهر والاستبداد والعمالة بأبشع صورها حتى وصل الأمر به واستهانتة بشعب مصر لمحاولة توريث الحكم وكأن مصر قد خلت من الرجال والقامات العظيمة، ولم يبق منها الا اللامبارك وأسرته .

وكان التطبيع والزيارات السرية للمخلوع من تحت الطاولة حتى طفح الكيل بمصر الشعب، وهكذا ولدت ثورة 25 يناير في موعدها مع القدر وكانت الحدث الأكبر والأهم الذي هز المنطقة والعالم ، ومصر ليست كغيرها من الدول العربية الشقيقة مع الاحترام لكل شعوب تلك الدول .

وهرعت أمريكا الصهيونية وعملاؤها في المنطقة والعالم باستحداث انتفاضات مأجورة مدفوعة الثمن ضد كل معارض أو معترض على سياستها ، وهكذا كانت الأحداث المؤسفة في ليبيا واحتلالها وإسقاط نظامها القومي كما حدث في العراق تماما ، ودعم الإرهاب المجرم لضرب الدولة السورية وقيادتها الشجاعة ، وبالفعل اختلط الحابل بالنابل وتم اختطاف ثورة 25 يناير في مصر بوساطة تجار التأسلم الذين أثبتوا أنهم لا يختلفون عن نظام كامب ديفيد إلا بالذقون .

الم يعلن محمد مرسي رحمه الله وقبل وصوله للسلطة بأنه لن يعارض جريمة كامب ديفيد وسيحافظ عليها كاتفاقية دولية كما زعم ، ولكن تبقى قيمة ثورة يناير الثانية حتى لو اختطفت بأنها رسالة لكل نظام قادم لمصر بأن الشعب موجود ولن يسمح أن يمر حكامه عبر البوابة الأمريكية والرضا الصهيوني، كما قال أحد أبرز صبيان كامب ديفيد ويدعى مصطفى الفقهي.

لقد توقفت كثيرا أمام الرئيس السيسي وهو يشيد بمناقب ثورة 25 يناير خلافا لما أعلنه سابقا، ولكن ما كان ملفتا للانتباه بعض الإعلام المحسوب على الدولة المصرية والخاص الذي انقلب بشكل عجيب من وصفها قبل ذلك بثورة اللصوص ومحاولة تدمير مصر إلى اعتبارها ثورة شعب وكأن التاريخ يكرر نفسه عندما وصف المقتول أنور السادات ثورة 18 و 19 يناير بثورة أو انتفاضة الحرامية مسجلا العار على نفسه بأنه أول حاكم يصف شعبه باللصوص والحرامية .

ولكن كتبة كل العصور لا قيمة ولا اعتبار لهم وما يكتبون والشعب يعرفهم جيدا، ولكن تبقى ثورة 25 يناير حدثا عظيما وذكرى خالدة حتى وان لم تحقق مطالب الشعب، ولكنها ستظل بمثابة رسالة لكل قادم لحكم مصر، مفادها بأن الشعب هنا، ولن يقبل بحاكم يحكم للأبد ويقترف عملية التوريث للأبناء والاحفاد .

المجد والخلود لأرواح شهدائها الأبرار، وكل عام ومصر أرضا وشعبا وأمتها العربية بألف خير ؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى