فى ذكرى ميلاد عبد الناصر..بالعربى الفصحيح

عام جديد أستقبلناه بتفاؤل على الرغم من كل المحاذير , متخذين من أنتصارات حققها الجيش السورى على كل التنظيمات الأرهابيه , ومن المد الشعبى فى العراق والجزائر والسودان , من أجل مزيد من الحرية ومن رئيس تونسى جاء بالديمقراطية , نقطة ضوء أنبعثت فى نهاية العام المنصرم لعلها تنتشر فتضىء عام جديد- وعلى مدى الأعوام كانت وماتزال “العروبة” همنا وأملنا فى آن واحد ,أردنا لها أن تنتفض وتنتصر على المؤامرة الكونية التى تتعرض لها الكثير من بلداننا العربية بفعل الصهيونية والأمبريالية والمخالب الرجعية فى دول الخليج وتركيا .
فى منتصف الشهر الأول من كل عام يكتمل البدر ويصير قمراً ينتصف السماء , ويظل على مدى التاريخ ميلاد “جمال عبد الناصر” فى 15 يناير الضوء الذى يحرك فينا الأراده وتجاوز المحن والأخطار والتطلع الى أفق رحب أملاً فى الوثوب الى نقطة الأنطلاق والهدف الأسمى تحرير فلسطين من الأستيطان الصهيونى وتبعاً وحدة الشعب العربى من الخليج الى المحيط , ومن يريد – فالنقد الذاتى بداية الطريق – والتيار الناصرى محتاج فى يوم ذكرى الميلاد الى مراجعات ووقفات مع النفس “أولها” أن نطرح السؤال على أنفسنا , أما يكفى هذا التشرذم والبُعاد؟ هذا الذى جعلنا نستنزف الذات ونترك الأرض لقوى الأرهاب والفساد تمتص دماء الوطن وتسرق عرق العمال والفلاحين وتقضى على مكتسباتهم منذ وفاة الزعيم الخالد “جمال عبد الناصر” الى الآن !!.
اذا كان هدفنا الأستراتيجى – نحن الناصريين- هو الوحدة العربية , فما أحوجنا الى وحدة صف القوى الناصرية بكل فصائلها فى مصر أولا لترفرف على كل القوى الناصرية فى كل بلداننا العربية تصهرها فى بوتقة واحدة لتضحى قادرة على مواجهة الأستعمار الحديث وقوى الرجعية العربية والقوى الأقليمية الطامحة فينا.
بالعربى الفصيح: وحدة الصف هى الطريق الوحيد لمواجهة أعداء الداخل فى كل قطر من أقطار عالمنا العربى وكذا أعداء الخارج من خارج عالمنا العربى .
وفصحانا العربيه تتبرأ من ناصريتنا اِن لم نعد الى ثوابتنا ونوحد كلمتنا الناصرية ونُجمع على عدونا الوجودى اٍسرائيل – لنؤكد من جديد على أن الصراع العربى الصهيونى صراع وجود وليس صراع حدود , وأنه لا يمكن الأنجرار الى الهدف الاستعمارى الرجعى العربى بأستبدال أيران كعدو وهمى بديلا عن أسرائيل وأعتبار الأخيره صديق حدود – لينبثق عن وحدة الصف الناصرى تأييد سوريا وجيشها العربى لتنهض من جديد كجيش ودوله محوريه بدونها لاتقوم الوحدة العربية – وأعتبار المقاومة هى الضوء الذى يجب أن نحافظ على استمرار شعاعه والوقوف فى وجه قوى الرجعية العربية الخليجية التى تحاول أطفائه – ومساندة الشعب اليمنى ضد ذراع الأمبرياليه والحيلوله دون تدمير اليمن – ولا ننسى أن الرجعية فى السعودية هم من وقفوا ضد جمال عبد الناصر وفعله الوحدوى القومى التحررى فى اليمن .
بالعربى الفصيح: لابد لكل قوانا الناصرية فى الداخل المصرى أن تنتفض لتطهر ذاتها من سوء أداء بعض الرموز المحسوبة على التيار الناصرى وأنجرارها الى التمويه الممارس على شعبنا وثورته , وتبرير الفساد والتعتيم على سوء أداء الأدارة , من أجل تضخيم الذات واللهث وراء بريق الشهرة والأضواء الزائفة – وعلى سبيل المثال – فاِن نقيب المحامين المصريين فى تجبيهه من أجل الفوز بمقعد النقيب وقد تحالف مع بعض رموز الحزب الوطنى – أس الفساد على مدار 35 عام – ليساهم فى أنفاذهم الى جسد النقابه، وهو مايمثل تدميرا لأعرق النقابات فى مصر والتى رفعت مشعل الحريات على مدار نضال الشعب المصرى , ويبقى أن نفاذ أحد هؤلاء الى المكتب الدائم لأتحاد المحامين العرب بل وأمانته العامة نذير بأن يُقضى على دوره القومى والوحدوى — وفى السياق ذاته فأن رئيس تحرير أحدى الجرائد الأسبوعية المصريه فى ترشحه على قائمة أنتخابات تجمع رموز الحزب الوطنى لتكون مخلب قط يبرر لمجلس النواب ويشرعن لكل الفساد, لهو عار لابد أن يتطهر منه كل ناصرى بالأغتسال سبع مرات منهم مره بالتراب , ليعود الى رشده وتاريخه وناصريته التى لاتنساها الحركه الطلابيه فى الستينات والسبعينات من القرن الماضى وهى تبلور لحركه ناصرية كانت مشعلا للنضال ,حين قاومت التطبيع وتصدت للسادات .
بل الأسوءوالعار أن يسير الحزب العربى الديمقراطى الناصرى فى دائرة الفساد وبوتقة قتل الحريات التى تنتظمها الحياة الهلامية السياسية الرسمية فى مصر – ليصير الحزب محللا لكل فساد السلطه والقضاءعلى منجزات الزعيم جمال عبد الناصر.
بالعربى الفصيح: اِن لم تقف كل الرموز الناصرية فى صف واحد فى مواجهة الفساد المتغلغل فى البنية المصرية , وأن تدافع بكل ما أُوتيت من قوه عن كافة الرموز المناضله التى تواجه الفساد وتتعرض للتشويه والتخويف وتلفيق الأتهام بهدف بث الرعب فى نفوس كل من ينضال ويكشف مافيا الفساد ,فأنها تضحى شريكه لهذا الفساد , لذا يتحتم على التيار الناصرى أن يتوحد ليتكسر على شاطئه كل أمواج رجال الأعمال الفاسدين وسارقى قوت الشعب المسكين.
بالعربى الفصيح: فأن نضال الناصريين من أجل أنتخابات تعبر عن أرادة حقيقيه للشعب لابد أن يتواصل ليكون صندوق الأنتخابات هو أخر آليه لتحقيق الديمقراطيه يسبقه آليات تحقق الحرية الأجتماعية وتنقذ شعبنا من الجهل والفقر والمرض حتى تتحقق الحرية السياسية بأنتاج برلمان يشرع من أجل حقوق الطبقات الدُنيا والوسطى فى المجتمع – ولذلك فلابد من النضال وفضح كافة الممارسات التى أنشىء من أجلها أنتخابات قاطعها الشعب وسيرها المال السياسى , الذى أفرز نواب تُخَدِم على مصالح رجال الأعمال وتهين ثورة الشعب فى 25 يناير على فساد دولة مبارك..
وأخيرا- بكل عروبتنا الفصحى : لابد لكل قوانا الناصريه أن تستعيد فكرها وعقلها وتحول ايمانها بمبادئها الى فعل وحركة , وتعيد أدراكها لشعبها , أنه هو القائد – والمعلم – والخالد أبداً , هكذا كان ايمان الزعيم الخالد جمال عبد الناصر بشعبه العربى .
كاتب ومحامىي– مصري

البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى