رام الله – الشرق الاوسط
قالت مصادر فلسطينية مطلعة في قطاع غزة، إن حركة حماس تؤكد أنها “غير معنية” بأي تصعيد في القطاع على خلفية قتل الولايات المتحدة قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بضربة جوية في بغداد فجر يوم الجمعة (بالتوقيت المحلي).
وأضافت المصادر لـ”الشرق الأوسط” اللندنية، أن حماس اتفقت مع مصر على الإبقاء على حالة الهدوء الحالية والمضي قدماً في تفاهمات التهدئة.
وتابعت ،أن حماس أبلغت جميع من تواصل معها أنها لن تسمح بتحويل غزة إلى ساحة لصراعات خارجية أو استخدامها لتصفية حسابات.
وقالت المصادر ذاتها، إن الحركة أبلغت مصر والفصائل موقفها هذا، مشيرة إلى أنها تنطلق من حقيقة أن القطاع لا يحتمل أي حرب في هذا الوقت، وهي لا تريد جرّه إلى مواجهة ضمن حرب أوسع وأكبر وأكثر كلفة وغير معروفة التبعات إن حصلت، في إشارة إلى إمكان لجوء إيران إلى تحريك جماعات مرتبطة بها للانتقام من قتل سليماني.
وجاء موقف حماس في وقت قال فيه نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد علي فدوي، إن “الثأر لسليماني من أميركا ليس منوطاً بإيران فقط بل بكل محور المقاومة”، مشدداً على أن قتل الجنرال الإيراني “عمل جبان” وسيتبعه “رد قاسٍ” ضد الأميركيين.
وتعتبر إيران حماس والجهاد الإسلامي ضمن «محور المقاومة» المسؤولة عنه في المنطقة، إلى جانب «حزب الله» اللبناني ومجموعات شيعية في العراق واليمن وسوريا.
ونعت حماس سليماني وأشادت “كتائب القسام” التابعة للحركة بما قدمه من دعم لها في القطاع.
وفتحت حماس و«الجهاد الإسلامي» أمس، بيت عزاء لسليماني في ساحة الجندي المجهول في مدينة غزة من الساعة الحادية عشرة صباحاً وحتى الثانية بعد الظهر.
وشاركت إلى جانب حماس والجهاد فصائل مقرها دمشق أو تحظى بعلاقات جيدة مع دمشق. ورفعت صور سليماني في مقر العزاء فيما أحرق مشاركون أعلام الولايات المتحدة.
ونشر المعلومات عن موقف حماس ورغبتها في عدم حصول تصعيد في غزة جاء على خلفية تسريبات حول تهديد إسرائيلي للقطاع.
ونشرت وسائل إعلام عبرية تقارير عن وصول وفد أمني إسرائيلي رفيع المستوى على متن طائرة خاصة إلى القاهرة، يوم الجمعة، للقاء رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، من أجل التدخل لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، خصوصاً حماس والجهاد الإسلامي، لثنيها عن مهاجمة إسرائيل إذا طلبت منها ذلك رداً على اغتيال سليماني.
وتخشى إسرائيل من أن يجر تدخل الفصائل في غزة في قضية “الثأر” لسليماني، إلى تصعيد ميداني مع جنودها، وهي لا تريد الانشغال بجبهة قطاع غزة حالياً، نتيجة انشغالها على الجبهة الشمالية في سوريا ولبنان.
وقال المحلل العسكري في موقع “واللا” العبري، أمير بوخبوط، إن إسرائيل حذّرت حركتي حماس والجهاد الإسلامي بغزة من الرد على اغتيال قاسم سليماني انطلاقاً من قطاع غزة. وأضاف أن إسرائيل بعثت رسالة التحذير للحركتين من خلال مصر.
1 تعليق
Pingback: التداعيات الأمنية لاغتيال قاسم سليمانى على إسرائيل - المركز الديمقراطي العربي