حقق المحافظون بزعامة جونسون انتصاراً غير مسبوق منذ عهد مارغريت تاتشر ، وفق ما اعلنته وكالة رويترز.
فقد حقق حزب المحافظين البريطاني انتصاراً ساحقاً في الانتخابات بحصوله على أغلبية مطلقة في مجلس العموم المقبل. في حين عزز رئيس الوزراء بوريس جونسون رصيده الشعبي، في الانتخابات النيابية المبكرة التي جرت الخميس 11 ديسمبر (كانون الأول)، بالمقارنة مع الانتخابات السابقة في 2017، وتمكن من الاحتفاظ بمقعده النيابي عن دائرة أوكسبريدج في شرق لندن.
فقد صوّت الناخبون البريطانيون بأغلبية كبيرة لجونسون. ما يعني أن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي سيتم في 31 يناير (كانون الثاني) بعد أكثر من ثلاثة أعوام من الانقسامات والتردد في هذا الشأن.
وأكدت النتائج الأولية التي نشرت صباح الجمعة 12 ديسمبر، توجه التقديرات الأولية التي أشارت إلى فوز المحافظين بأغلبية ساحقة بعدما فقدوا هيمنتهم بهذا الشكل على البرلمان البريطاني منذ عهد مارغريت تاتشر.
وبعد انتزاعهم الدوائر العمالية التي يسيطر عليها العماليون منذ عقود، بات المحافظون يملكون الصلاحية المطلقة لتنفيذ بريكست الذي وافق عليه 52 في المئة من البريطانيين في استفتاء 2016 لكنه لم يحقق تقدماً عملياً.
وبعد فرز النتائج في 624 دائرة من أصل 650، حصد حزب جونسون 345 مقعداً في مجلس العموم تؤمن له أغلبية مطلقة مريحة كانت تنقصه حتى الآن. وتشير هذه الأرقام إلى أن العماليين حصلوا على مئتي مقعد ومقعدين.
قفزة الجنيه الإسترليني
ورحّب جونسون بحصوله على اعتبره “تفويضاً قوياً جديداً” لإنجاز بريكست بعد تحقيق حزبه المحافظ فوزاً ساحقاً في الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت الخميس واحتفاظه هو شخصياً بمقعده في مجلس العموم.
وقال جونسون إن الـ”تفويض ليس لإنجاز بريكست فحسب إنما لتوحيد البلاد والنهوض بها”.
أضاف “أعتقد أن هذه ستصبح انتخابات تاريخية ستمنحنا الآن، في هذه الحكومة الجديدة، فرصة احترام الإرادة الديمقراطية للشعب البريطاني… لتغيير هذه البلاد للأفضل ولإطلاق إمكانات شعب هذا بالبلد بأكمله”.
وما أن شاع نبأ فوز جونسون حتى قفز سعر الجنيه الإسترليني بنسبة زادت عن 2% مقابل الدولار وقاربت 2% مقابل اليورو.
هزيمة العمال والليبرالي
في المقابل، أعلن زعيم حزب العمّال البريطاني، جيريمي كوربين، الجمعة، أنّه يشعر بـ”خيبة أمل شديدة” نتيجة الانتخابات ومني فيها حزبه بهزيمة نكراء، مؤكّداً أنه “لن يقود الحزب في الانتخابات المقبلة”.
وقال كوربين بعد الإعلان عن إعادة انتخابه في دائرته الانتخابية ايسلينغتون نورث إنّه يريد أن يبدأ العمّال “تفكيراً في نتيجة الانتخابات وسياستهم المستقبلية” بعدما خسر حزبهم، بحسب استطلاع لآراء المقترعين، عشرات المقاعد النيابية.
كذلك خسرت زعيمة الحزب الليبرالي الديموقراطي المؤيّد للاتحاد الأوروبي، جو سوينسون، مقعدها النيابي في الانتخابات.
وحلّت سوينسون، التي بنت حملتها الانتخابية على وعد بإلغاء بريكست في حال انتخابها، في المركز الثاني خلف مرشّح الحزب الوطني الاسكتلندي في دائرتها الانتخابية إيست دنبارتونشاير في غرب اسكتلندا.
وعد جونسون
وكان استطلاع لآراء المقترعين في الانتخابات أظهر أنّ حزب المحافظين سيفوز بأغلبية مطلقة في مجلس العموم المقبل، ما يسمح لجونسون بتنفيذ وعده بإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في أواخر يناير (كانون الثاني) 2020.
ووفق الاستطلاع الذي أجراه معهد إيبسوس- موري لحساب وسائل الإعلام البريطانية، يحصل حزب المحافظين على 368 مقعداً من أصل 650 في مجلس العموم، مقابل 191 مقعداً لحزب العمّال.
وبحسب نتيجة الاستطلاع فإن حصّة حزب العمال في مجلس العموم ستتراجع من 262 مقعداً إلى 191 مقعداً، بعدما كان الحزب يأمل أن يحقّق انتصاراً يمكّنه من إعادة التفاوض على اتفاق الطلاق بين لندن وبروكسل وطرح هذا الاتفاق في استفتاء يتضمن خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي.
وكان جونسون وعد خلال الحملة الانتخابية بعرض اتفاق خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي على مجلس العموم الجديد قبل عيد الميلاد، وذلك بهدف تنفيذ الطلاق، بعدما أرجئ هذا الموعد ثلاث مرات.
ترمب يدعو جونسون للاحتفال
خارجيّاً، هنأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب جونسون على فوزه “الرائع” في الانتخابات التشريعية البريطانية، معتبراً أن ذلك سيفتح المجال لإبرام اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة.
وكتب ترمب في تغريدة “بريطانيا والولايات المتحدة ستصبحان الآن حرّتين في إبرام اتفاق تجاري جديد وهائل بعد بريكست”، مؤكداً أن “هذا الاتفاق يمكن أن يكون أكبر بكثير ومربحاً أكثر من أي اتفاق آخر يمكن أن يُبرم مع الاتحاد الأوروبي. احتفل يا بوريس!”.
وفي الإطار ذاته، أكد المفوّض الأوروبي الجديد للسوق الموحّدة والرقمية تييري بروتون رغبة المفوضية الأوروبي في “إعادة بناء” العلاقات مع لندن، خصوصاً في القطاع التجاري، بعد فوز جونسون. ما يعني أن بريكست سيتم.
وأمل بروتون عبر إذاعة “ار تي ال” مباشرةً من بروكسل “عقد” مفاوضات تجارية “متوازنة” مع لندن.