غزة – خدمة قدس برس
أكدت حركة “حماس”، أن الفشل في تشكيل حكومة إسرائيلية؛ يعكس حالة التشرذم والتفكك في المجتمع الإسرائيلي.
وقال المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع تعقيبا على حل البرلمان الإسرائيلي الـ “كنيست” والدعوة الى انتخابات ثالثة خلال عام: “إن عمق الانقسام السياسي والفكري والاستراتيجي بين مكونات المجتمع الإسرائيلي حول المصالح والنفوذ؛ سيُبقي إسرائيل عاجزة عن حل أزمتها الوجودية”.
وأضاف هذا الأمر يؤكد أن “هذا الاحتلال إلى زوال ولا مستقبل له على أرضنا الفلسطينية”.
هذا وستخوض تل أبيب معركة انتخابية ثالثة في أقل من عام، بعد أن صادقت الهيئة العامة للبرلمان “كنيست”، عند منتصف ليلة الأربعاء/الخميس، على القانونين القاضيين بحلها وبإجراء انتخابات جديدة في الثاني من آذار/مارس المقبل، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ السياسة الإسرائيلية.
وجاء القرار بعد أن وصلت مساعي الأحزاب الإسرائيلية، لتشكيل حكومة فيما بينها إلى طريق مسدود، لتتجه للاحتكام لصناديق الاقتراع، بعد أن صوت الـ “كنيست” بالقراءات الثلاث، على قانون يحله من جهة، وتعيين الثاني من آذار/مارس موعدا للانتخابات المبكّرة من جهة أخرى.
وانتهت في منتصف الليلة الماضية، المُهلة الممنوحة لـ “كنيست”، لإيجاد نائب قادر على تشكيل الحكومة، في آخر محاولة يمنحها القانون الإسرائيلي لمُنتخبي الجمهور لتحقيق هذا الهدف، قبل حله والتوجه لانتخابات جديدة.
وجاء ذلك بعد أن فشل زعيما أكبر كُتلتين برلمانيتين في الـ “كنيست”، بنيامين نتنياهو “ليكود”، وبيني غانتس (تحالف أزرق – أبيض)، اللذان يقفان على رأس الفريقين السياسيين الأكبر في البلاد: اليمين المُتدين المُتشدد، والوسط اليسار المُعتدل، من تشكيل حكومة، بما في ذلك حكومة وحدة وطنية بينهما.
وبدأ الشلل السياسي في “إسرائيل”، منذ أن انسحب حزب “إسرائيل بيتنا” بزعامة وزير الجيش السابق أفيغدور ليبرمان، من حكومة نتنياهو في تشرين ثاني/نوفمبر من العام 2018 الماضي، بسبب “تنامي الخطاب الديني اليهودي في إسرائيل، وضعف “إسرائيل” أمام الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة”، على حد قول ليبرمان.
وبعد ذلك بخمسة أشهر، حل الـ “كنيست” نفسه وتوجه لانتخابات في نيسان/أبريل 2019، فاز بأكبر عدد من المقاعد حزب نتنياهو “الليكود”، ولكنه فشل بتشكيل الحكومة.
وبدلا من إعادة كتاب التكليف إلى الرئيس الإسرائيلي، دفع نتنياهو نحو حل الـ “كنيست” المُنتخب حديثا، والدعوة إلى انتخابات ثانية في أيلول/سبتمبر 2019. ولكن تلك الانتخابات لم تُسفر عن فائز قادر على تشكيل الحكومة المنشودة. وتبادلت الأحزاب الإسرائيلية الاتهامات وتحميل المسؤولية، عن الوضع الراهن.
وقال رئيس “القائمة العربية المشتركة”، التي تمثل فلسطينيي الداخل، النائب أيمن عودة: “لولا المقاعد الثلاثة التي حصلنا علينا في الانتخابات الأخيرة، لكانت كتلة اليمين قد شكلت حكومة، إذا حصلنا على 15 مقعدًا، فسنستبعد احتمال أن يكون نتنياهو رئيسًا للوزراء في الانتخابات القادمة”.
في حين اعتبر يائير لابيد، الشخصية الثانية في تحالف “أزرق أبيض”، إن انتخابات الـ “كنيست” الـ 23 “ستكون مهرجانًا للكراهية والعنف”.
وأضاف لابيد في إطار الجلسة الكاملة لـ “كنيست” التي بدأت قبل فترة، بعد المصادقة على قانون حله الـ 22 بالقراءة الأولى، إن هذه الانتخابات لها ثلاثة أسباب: “الرشوة والاحتيال وخرق الثقة”.
ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، على أقوال لابيد من خلال فيديو تم نشره عبر موقع “تويتر” قائلًا: “هذه الانتخابات لها ثلاثة أسباب فقط: لابيد، وأشكنازي ويعلون، الذين منعوا بيني غانتس من تشكيل حكومة وحدة وطنية”.
وأضاف “تحالف (أزرق – أبيض) فرض علينا انتخابات جديدة علينا، لمنع حدوث ذلك مرة أخرى، هناك شيء واحد فقط يجب القيام به: الفوز الكبير، وهذا بالضبط ما سنفعله”.
وتشير استطلاعات الرأي العام في إسرائيل إلى انه حتى لو جرت انتخابات، فإن الخارطة الحزبية في إسرائيل لن تتغير وستبقى أزمة تشكيل الحكومة قائمة.