اردغان يستعير لغة الزعران وليس الزعماء للرد بفظاظة على ماكرون واشعال ازمة مع فرنسا

اسطنبول- وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، امس الجمعة، انتقادات حادة لنظيره الفرنسي امانويل ماكرون من شأنها أن تسمم الأجواء المتوترة أصلا خلال القمة المرتقبة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) التي من المقرر أن تعقد وشيكا في لندن.

فقددعا امانويل ماكرون إلى مراجعة طبيب قائلا: “أنت من يعاني من موت دماغي” في ردّ على تصريح مثير للجدل أدلى بها الرئيس الفرنسي وقال فيه “إن حلف الناتو في حالة موت سريري”.

وأعلن قصر الاليزيه امس أن الخارجية الفرنسية ستستدعي السفير التركي في فرنسا للحصول على تفسيرات حول أردوغان التي قال فيها إن الرئيس ايمانويل ماكرون في حالة “موت دماغي”.

وقالت الرئاسة الفرنسية: “هذا ليس تصريحا، إنها إهانات”، مضيفة “سيتم استدعاء السفير إلى الوزارة لكي يفسر ذلك”.

وتأتي انتقادات الرئيس التركي لنظيره الفرنسي على خلفية توتر بين أنقرة وباريس التي انتقدت بشدة الهجوم التركي في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على أكراد سوريا.

وقال أردوغان “السيد ماكرون، أنظر أتحدث الآن من تركيا وسأقول هذا في الناتو أيضا:عليك أن تفحص موتك الدماغي أولا”.

وتابع “الحديث عن إخراج تركيا من الناتو أو إبقائها.. هل هذا من شأنك؟ هل لديك صلاحية اتخاذ هكذا قرارات؟”.

واتهم أردوغان فرنسا بأنها “تتجاهل حساسيات تركيا في سوريا وتحاول في الوقت ذاته أن تجد لنفسها موطئ قدم في هذا البلد”.

وتشهد العلاقات الفرنسية التركية توترا منذ فترة قد يتحول إلى أزمة دبلوماسية على ضوء خلافات متفاقمة بين البلدين خاصة بعد أن وجه ماكرون في أكثر من مناسبة انتقادات حادة لنظيره التركي في أكثر من ملف.

ولم يدخر أردوغان جهدا في تصعيد التوتر كلما أتيحت له الفرصة ذلك في مناسبات رسمية وغير رسمية. وقد اختار الردّ على ماكرون في توقيت مدروس وبالغ الحساسية بالنسبة لحلف الناتو الذي يعقد قريبا قمته وسط خلافات متناثرة وفي ظل اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط وانقسامات تشقّ الوحدة الأوروبية.

ومن المنتظر أن يلتقي الرئيس التركي بنظيره الفرنسي خلال اجتماع يضم أيضا كلا من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وسيعقد هذا الاجتماع الذي سيخصص لبحث الوضع السوري والهجوم التركي على الأكراد قبل افتتاح قمة الناتو التي تستضيفها العاصمة البريطانية لندن الأسبوع القادم.

وقال أولرايك ديمر المتحدثة باسم الحكومة الألمانية في تصريح صحفي، إن المستشارة أنجيلا ميركل ستلتقي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد وصولها العاصمة البريطانية الثلاثاء المقبل.

ويجتمع زعماء الناتو في لندن يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين لإحياء الذكرى السنوية الـ70 لتأسيس الحلف في قمة تعتبر هذا العام قمة استثنائية كونها تعقد على وقع انقسامات متفاقمة حتى بين الحلفاء الأوروبيين إضافة إلى خلافات مع واشنطن وانتقادات لا تهدأ من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وفي فبراير/شباط الماضي، قال أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ في بيان إن “اجتماع لندن سوف يكون فرصة لرؤساء الدول للتعاطي مع التحديات الأمنية التي نواجهها في الوقت الحاضر والمستقبل ولضمان استمرار الناتو في التكيف من أجل الحفاظ على أمن شعوبه التي يصل تعدادها لما يقرب من مليار نسمة”.

كما تسعى أنقرة لابتزاز الناتو لانتزاع موقف مؤيد لخطط تمددها في الساحة السورية ومن ضمنها إقامة المنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا ودعم وتمويل خطة ترحيل اللاجئين السوريين لهذه المنطقة التي تمتد لـ120 كيلومتر وبعمق 30 كلم على الحدود التركية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى