من ذاكرة الزمن الجميل.. بين ليلى مراد والعندليب رسالة وحكاية

حلت يوم امس الخميس ذكرى وفاة قيثارة الفن الرقيقة الجميلة ليلى مراد التى رحلت عن عالمنا فى يوم 21 نوفمبر من عام 1995، بعد أن أمتعت الملايين ولا زالت تمثل أيقونة الجمال والرقة والطرب والأنوثة.

ولا يختلف مظهر القيثارة عن جوهرها حيث عرفت دائما بأخلاقها ورقتها ومودتها وعزة نفسها ورقيها، فالجميلة المولودة فى 17 فبراير من عام 1917 لأسرة فنية (فوالدها هو الموسيقار زكى مراد وشقيقها الفنان منير مراد) عرفت الفن والطرب منذ نعومة أضفارها وحققت نجومية وشهرة واسعة، وفضلا عن موهبتها الكبيرة تميزت برقيها فى التعامل مع زملائها وهو ما جعلها تحظى بمحبتهم إلى جانب محبة الملايين من جمهورها الواسع فى كل أنحاء العالم وعلى مر الأجيال.

ومن بين المواقف التى تظهر أخلاق ورقى قيثارة الفن ومساعدتها لكل زملائها حتى وإن كان على حساب نفسها ما فعلته مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، فقد لا يعرف الكثيرون أن أغنية ” تخونوه” التى غناها عبدالحليم فى فيلم الوسادة الخالية كانت فى الأصل مخصصة للفنانة ليلى مراد، وعندما سمعها العندليب من بليغ حمدى الذى قام بتلحينها للقيثارة وقامت بالفعل بتسجيل أول مقطع منها أعجبته جدا ورأى أنها تناسب أحداث فيلمه الجديد “الوسادة الخالية”، فطلب عبدالحليم من صديقه بليغ أن يتوسط له عند ليلى مراد كى تتنازل له عن الأغنية.

وبالفعل قام بليغ حمدى بتوصيل رسالة العندليب لليلى مراد، فما كان منها إلا أن كتبت رسالة ترد فيا على طلب عبدالحليم الذى تجرأ وطلب منها التنازل عن اغنيتها، وكتبت فى رسالتها: “الفنان الجميل صاحب الصوت المميز عبدالحليم حافظ لقد حضر عندى الشاب الملحن بليغ حمدى وقد طلب منى التنازل عن غنوة تخونوه علشان تغنيها فى فيلمك الجديد ( الوسادة الخالية) على حد علمي، وعلى فكرة الموضوع كان مفاجأة لى لأنى قمت فعلاً بتسجيل الجزء الأول من الغنوة هذا أولاً، ثانيًا الأستاذ إسماعيل الحبروك لابد له من الموافقة يعنى الموضوع مش خاص بى ولكن هناك عدة أطراف وهناك شركة اسطوانات والعقد المتفق عليه بينى وبينهم”.

وتابعت القيثارة: “ولكن على فكرة أنا موافقة من ناحيتى أنا، المهم الأستاذ إسماعيل الحبروك، أنا هحاول أوضح له الأمر وهكون سعيدة بتقديم أى شيء يكون سبب فى نجاحك يا عبدالحليم، وسوف أتنازل عن أى حقوق مادية أو قانونية خاصة بى، وطبعًا أنا عارفة إن بليغ موافق لأنه هو اللى عرض عليا الموضوع، وبليغ قال إنه فى غاية الحرج منى علشان الغنوة، وإنه جاء بناء على طلبك أنت، وعلى فكرة أنا سعيدة جدًا بهذا الطلب منك، أنا غنيت كتير جدًا يا عبدالحليم وأنا دائماً أحب أن أرى نجاح الشباب وأحب دائما الوقوف إلى جانبهم وخاصة أنت لأن ظروفك فى البداية زى ظروفي، وأنا وجدت التشجيع من الأستاذ عبد الوهاب وسوف أكلم الأستاذ إسماعيل الحبروك وأقول له إن وجود الأغنية فى فيلم سوف يكون أفضل من أسطوانة وإن شاء الله سوف يوافق”.

وبالفعل توسطت القيثارة لدى المؤلف إسماعيل الحبروك وأقنعته بأن الأفضل للأغنية أن يغنيها عبد الحليم فى فيلمه، وبالفعل غنى العندليب “تخونوه”، فى فيلم الوسادة الخالية وحققت نجاحاً كبيراً.. هكذا كانت أخلاق قيثارة الفن الجميلة قلباً وقالباً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى