التيار الوطني الحر يتهم تيار المستقبل بتكريس سياسات الفساد.. والصفدي يفند اقوال الحريري

دعا حزب الرئيس اللبناني، ميشال عون، اليوم الأحد، رئيس حكومة تصريف الأعمال، سعد الحريري، لمواكبة مساعي الاتفاق على رئيس للحكومة المنتظرة لإنقاذ البلاد من الوضع الاقتصادي الراهن، متهما حزب الحريري بالتمسك بسياسات كرست الفساد لعشرات الأعوام.

وقال حزب التيار الوطني الحر في بيان، إن “أسباب وصول لبنان إلى الوضع الصعب الذي هو فيه تعود إلى السياسات المالية والاقتصادية والممارسات التي ‏كرست نهج الفساد منذ 30 عاماً، ولا يزال أصحابها يصرّون على ممارستها، وما المعاناة التي مررنا بها وعبّرنا عنها جزئياً في السنوات الأخيرة سوى بسبب رفضنا لهذه الممارسات وإصرار تيار المستقبل على التمسّك بها وحماية رجالاتها”.

وتابع البيان أن “سياسة الرئيس الحريري لا تقوم فقط على مبدأ “أنا أو لا أحد ” على رأس الحكومة بل زاد عليها مبدأ آخر وهو “أنا ولا احد” غيري في الحكومة”.
ودعا الحزب الحريري إلى ملاقاته “في الجهود للاتفاق على رئيس حكومة جامع لكل اللبنانيين”، مؤكدا أن “الفرصة لا تزال متاحة أمامنا جميعاً لكي ننقذ البلد عوضا عن الاستمرار بنحره إفلاساً وفساداً”.

كما أصدر الوزير والنائب السابق اللبناني، محمد الصفدي بيانا جديدا، اليوم الأحد، بعد إعلان انسحابه كمرشح لرئاسة الحكومة اللبنانية.

وقال “الصفدي” موضحا في البيان : “أردت أن يكون بيان انسحابي أمس بيانا يجمع ولا يفرق، شكرت فيه الرئيس الحريري على تسميتي لتشكيل الحكومة العتيدة، ولم أود أن أذكر تفاصيل المفاوضات بيني وبينه، فإذا بي أفاجأ اليوم ببيان صادر عن المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري يتضمن تفنيدا لما صدر عني وذلك في إطار الاستخدام السياسي”.

وأردف: “هنا أود أن أؤكد أن المرحلة التي يمر بها لبنان مرحلة صعبة ومفصلية وخطيرة وتتطلب مننا جميعا التكاتف والتضامن ووضع الخلافات السياسية جانبا”.
وتابع محمد الصفدي: “وانطلاقا من هذا الأمر، تخطيت الوعود التي على أساسها قبلت أن أسمّى لرئاسة الحكومة المقبلة، والتي كان الرئيس قطعها لي، لكنه لم يلتزم بها لأسباب ما زلت أجهلها، فما كان مني إلا أن أعلنت انسحابي”

واختتم الصفدي بيانه قائلا: ” أما اليوم فأدعو الجميع الى الحكمة والتبصر والوعي أن لبنان أكبر مننا جميعا وهو في خطر داهم. حمى الله وطننا وانقذه من المحن”.

وكان المكتب الاعلامي لسعد الحريري، قد أكد في بيان له أنه “منذ أن طلب الوزير السابق محمد الصفدي سحب اسمه كمرشح لتشكيل الحكومة الجديدة، يمعن التيار الوطني الحر، تارة عبر تصريحات نواب ومسؤولين فيه وطورا عبر تسريبات إعلامية، في تحميل الرئيس سعد الحريري مسؤولية هذا الانسحاب، بحجة تراجعه عن وعود مقطوعة للوزير الصفدي وبتهمة أن هذا الترشيح لم يكن إلا مناورة مزعومة لحصر امكانية تشكيل الحكومة بشخص الرئيس الحريري”، بحسب صحيفة “النهار” اللبنانية.

وتابع بيان “الحريري”: إزاء هذا التمادي في طرح وقائع كاذبة وتوجيه اتهامات باطلة، وجب توضيح الآتي:

أولا: إن مراجعة بيان الانسحاب للوزير الصفدي كافية لتظهر أنه كان متيقنا من دعم الرئيس الحريري له وعلى أفضل علاقة معه، وتمنى أن يتم تكليف الرئيس الحريري من جديد، وهو ما يتناقض مع رواية التيار الوطني الحر جملة وتفصيلا. كما يتضح من مراجعة البيان نفسه أن الوزير الصفدي كان صادقا وشفافا باعلان أنه رأى صعوبة في “تشكيل حكومة متجانسة ومدعومة من جميع الافرقاء السياسيين تمكنها من اتخاذ اجراءات انقاذية فورية تضع حدا للتدهور الاقتصادي والمالي وتستجيب لتطلعات الناس في الشارع”، وهو ما يكذب كليا مزاعم التيار الوطني الحر ومسؤوليه.

ثانيا: إن الوزير جبران باسيل هو من اقترح وبإصرار مرتين اسم الوزير الصفدي، وهو ما سارع الرئيس الحريري إلى ابداء موافقته عليه، بعد أن كانت اقتراحات الرئيس الحريري باسماء من المجتمع المدني، وعلى رأسها القاضي نواف سلام، قد قوبلت بالرفض المتكرر أيضا. ولا غرابة في موافقة الرئيس الحريري على ترشيح الوزير الصفدي الذي يعرف القاصي والداني الصداقة التي تجمعه به والتي جرى ترجمتها في غير مناسبة سياسية.

ثالثا: إن الرئيس الحريري لا يناور، ولا يبحث عن حصر امكانية تشكيل الحكومة بشخصه، لا بل إنه كان أول من بادر إلى ترشيح أسماء بديلة لتشكيل الحكومة. وفي المقابل، هو كان واضحا منذ اليوم الأول لاستقالة الحكومة مع كل ممثلي الكتل النيابية، أنه لا يتهرب من أي مسؤولية وطنية، إنما المسؤولية الوطنية نفسها تفرض عليه إبلاغ اللبنانيين والكتل النيابية سلفا أنه إذا تمت تسميته في الاستشارات النيابية الملزمة التي يفرضها الدستور، فإنه لن يشكل إلا حكومة اخصائيين، انطلاقا من قناعته أنها وحدها القادرة على مواجهة الأزمة الاقتصادية الحادة والعميقة التي يمر بها لبنان.

رابعا، وأخيرا: إن سياسة المناورة والتسريبات ومحاولة تسجيل النقاط التي ينتهجها التيار الوطني الحر هي سياسة غير مسؤولة مقارنة بالأزمة الوطنية الكبرى التي يجتازها بلدنا، وهو لو قام بمراجعة حقيقية لكان كف عن انتهاج مثل هذه السياسة عديمة المسؤولية ومحاولاته المتكررة للتسلل الى التشكيلات الحكومية، ولكانت الحكومة قد تشكلت وبدأت بمعالجة الأزمة الوطنية والاقتصادية الخطيرة، وربما لما كان بلدنا قد وصل إلى ما هو فيه أساسا”.

وكان محمد الصفدي انسحابه قد اعلن انسحابه كمرشح لرئاسة الحكومة الجديدة، أمس السبت، بعد أن رفض إلا بتشكيل حكومة اختصاصيين تلبية لمطالب الناس المحقة بالشارع، مؤكدا انه يدعم تسمية الحريري لترؤس الحكومة، وفقا لوسائل إعلام محلية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى