بعدما اختارته التيارات السياسية الرئيسية في لبنان.. الصفدي يوافق على رئاسة الحكومة المقبلة

 

بيروت (رويترز) – قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل اليوم الجمعة إن وزير المالية السابق محمد الصفدي قد وافق على تولي رئاسة الحكومة المقبلة في حال فوزه بتأييد القوى السياسية الأساسية.

ويشير الإجماع على السياسي الثري البالغ من العمر 75 عاما، والذي يرتبط بعلاقات أعمال واسعة مع السعودية، إلى إحراز تقدم صوب تشكيل حكومة جديدة في ظل أزمة اقتصادية حادة واحتجاجات شوارع أسقطت سلفه.

وقال باسيل لتلفزيون (إم.تي.في) إن عملية تعيين الصفدي رئيساً للوزراء يجب أن تبدأ يوم الاثنين وإن من المرجح تشكيل حكومة جديدة بشكل عاجل بعد أن اتفقت جميع الأطراف الرئيسية على ضرورة التحرك بسرعة.

وقال باسيل ”أؤكد أننا تواصلنا مع الوزير الصفدي وهو وافق على تولي رئاسة الحكومة في حال حظي اسمه بموافقة القوى السياسية الأساسية المشاركة في الحكومة“.

وفي وقت سابق، قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن الأحزاب اللبنانية الثلاثة الكبيرة اتفقت على اختيار الصفدي لمنصب رئيس الوزراء، مما يشير إلى إحراز تقدم نحو تشكيل حكومة جديدة في وقت تواجه فيه البلاد أزمة اقتصادية حادة.

وجاء التوافق على اختيار الصفدي خلال اجتماع عقد في وقت متأخر يوم امس الخميس بين الحريري وهو سياسي سني بارز ، وممثلين عن حزب الله  وحليفته حركة أمل الشيعيين.

وكانت هذه الأنباء قد أوردتها في بادئ الأمر قناة تلفزيون إل.بي.سي.آي وقناة إم.تي.في.

وذكر مصدر مطلع على الاجتماع أن الحريري لم يبد أي اعتراضات على اختيار الصفدي مضيفا أن أعضاء البرلمان من تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري سيختارون الصفدي في عملية رسمية من المتوقع أن تبدأ قريبا.

وقال مصدر ثان وهو شخصية كبيرة على صلة وثيقة بحركة أمل وجماعة حزب الله إنه جرى خلال الاجتماع التوصل إلى إتفاق من حيث المبدأ على اختيار الصفدي.

ولم يرد أي تأكيد رسمي من الأحزاب أو الصفدي.
ويبلغ الصفدي من العمر 75 عاما وهو رجل أعمال بارز من مدينة طرابلس ذات الأغلبية السنية وعضو سابق بالبرلمان. وسبق أن تولى حقيبتي المالية والاقتصاد والتجارة.

وستواجه الحكومة المقبلة تحديات جسيمة.فسوف يتحتم عليها الحصول على دعم مالي دولي ينظر إليه على أنه ضروري لتخفيف الأزمة الاقتصادية والتعامل مع التحدي الذي تمثله حركة احتجاجية واسعة النطاق ترغب في إزاحة الحرس القديم من السلطة.

وتفاقمت الأزمة الاقتصادية التي تتصاعد منذ فترة في لبنان منذ بدء الاحتجاجات. وفرضت البنوك قيودا على التحويلات للخارج وعلى سحب الأموال بالدولار الأمريكي.

وكان الحريري قد قال إنه لن يعود لرئاسة الوزراء إلا في وجود حكومة من المتخصصين والتي يعتقد أنها ستكون في وضع أفضل للفوز بمساعدات وإنقاذ لبنان من الأزمة.

ومن أجل ذلك يعقد الكثير من الاجتماعات المغلقة مع الأحزاب الأخرى.

وفي حين أرادت جماعة حزب الله وحركة أمل عودة الحريري لرئاسة الوزراء فإن الجماعتين الشيعيتين والرئيس ميشال عون وهو حليف لحزب الله يصرون على أن تضم الحكومة كلا من التكنوقراط والسياسيين.

وتسيطر جماعة حزب الله والجماعات المتحالفة سياسيا معها على أغلبية المقاعد في البرلمان. وتصنف الولايات المتحدة جماعة حزب الله منظمة إرهابية.

ويتعين أن يجري الرئيس ميشال عون وهو مسيحي ماروني مشاورات رسمية مع أعضاء البرلمان بشأن اختيارهم لرئيس الوزراء. ويجب أن يعين الشخص الذي يحصل على معظم الأصوات.

ولا يزال الحريري يتولى تصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.

وشغل الصفدي منصب وزير المالية في افترة من 2011 إلى 2014 في حكومة نجيب ميقاتي.

وفي عام 2008 أصبح وزيرا للاقتصاد التجارة في حكومة فؤاد السنيورة الذي كان مدعوما من الغرب. وشغل المنصب مجددا في حكومة برئاسة الحريري عام 2009.

وكان الصفدي عضوا بتحالف 14 آذار بقيادة الحريري والذي تشكل بعد اغتيال رفيق الحريري والد سعد في عام 2005.

وتم اختيار الصفدي عضوا بالبرلمان للمرة الأولى في طرابلس عام 2000 لكنه لم يشارك في الانتخابات الأخيرة. وشغلت زوجته فيوليت الصفدي منصب وزيرة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب في حكومة الحريري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى