متظاهرو لبنان يقطعون الطرق وسط دعوات للإضراب العام ومتظاهرو العراق يغلقون طرقا رئيسية ومنشآت نفطية


بيروت – بغداد/ وكالات
أغلق المتظاهرون اللبنانيون، اليوم الاثنين، عددا من الطرقات وسط دعوات للإضراب العام.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن المحتجين وتلبية للدعوة للإضراب العام تحت عنوان “اثنين لا للمماطلة”، أقدموا على قطع بعض الطرقات الداخلية في صيدا.

وأوضحت أنه تم قطع طريق النافعة القياعة بالإطارات المشتعلة وشوهدت سحب الدخان تغطي سماء المكان، كما أنه تم قطع الطريق باتجاه ساحة القدس وطريق حي النجاصة.

وتابعت بأنه جرت محاولة قطع طريق الأوتوستراد الشرقي عند مستديرة مرجان بالإطارات المشتعلة إلا أن الجيش منع ذلك.

وأفادت بأن المحتجين قطعوا طريق عام حلبا بالكامل منذ الرابعة فجرا بالأتربة وبالإطارات المطاطية، ويسمح فقط بمرور الآليات العسكرية وسيارات الإسعاف والخبز والبنزين والدواء، كما أنه تم قطع طريق عام مفرق بلدة كوشا العكارية بالأتربة والإطارات المطاطية.

وفي طرابلس، قطع المتظاهرون منذ الصباح الباكر الشرايين الرئيسية والفرعية في طرابلس، فعمدوا إلى إقفال الأوتوستراد الدولي الذي يربط طرابلس ببيروت، بحسب ما ذكرت الوكالة الوطنية.

وقالت: “تنفيذا للدعوات التي وجهتها لجان الحراكات الشعبية في مختلف المناطق اللبنانية، أقدم محتجون عن الساعة الخامسة صباحا على قطع الطريق عند مفترق بلدة ببنين بالإطارات المشتعلة.

وكان المحتجون قد قطعوا الطريق الدولي الساحلي عند منتصف الليل على مدخل عكار عند نقطتي المحمرة وساحة الشهداء في العبدة بالتربة والعوائق وبالشاحنات.

وقطع المحتجون صباحا الطريق الدولية في عاليه، وتم قطع الطريق الدولية في بعلشميه.

وأفادت الوكالة الوطنية بأن المدارس الرسمية والخاصة والجامعات في عاليه والمتن الأعلى مقفلة وكذلك المصارف.

وأشارت إلى حصول تدافع حصل بين الجيش والمتظاهرين الذين قطعوا أوتوستراد البحصاص-بيروت، وأن الجيش أطلق الرصاص المطاطي، ما أدى إلى إصابة شاب من آل الفوال وتم نقله إلى مستشفى القلب.

ونوهت إلى أن المتظاهرين قطعوا أوتوستراد القلمون-بيروت أيضا، إضافة إلى عدد من الشوارع الأخرى.

ومن جانبهم فقد صّعد محتجو محافظات وسط وجنوب العراق ذات الغالبية الشيعية من وتيرة احتجاجاتهم، لتستهدف إغلاق طرق رئيسية ومؤسسات حكومية ومنشآت للطاقة مع منع موظفين من الالتحاق بوظائفهم.

ولم تبد قوات الأمن والجيش أي تحرك تجاه المحتجين على عكس ما حصل في العاصمة بغداد التي تدخلت فيها قوات الأمن وأعادت فتح شوارع رئيسية أغلقها متظاهرون، امس الأحد.

ويغلق متظاهرون منذ 6 أيام ميناء أم قصر الجنوبي والشمالي في محافظة البصرة (جنوبا)، وأقدم محتجون على إغلاق الطريق المؤدي إلى حقل مجنون النفطي.

ويعتبر حقل مجنون جنوب العراق ثالث أكبر حقل نفطي في العالم، وتقدر احتياطاته بـ12.6 مليار برميل.

وفي محافظة ميسان جنوب البلاد، أغلق محتجون مبنى شركة نفط ميسان، وحقل البزركان، ومصفاة نفط ميسان، ومنعوا الموظفين من الذهاب إلى وظائفهم، معلنين عصياناً مدنياً.

وفي محافظة واسط وسط البلاد، أغلق المحتجون جسوراً حيوية، ومنعوا موظفي المؤسسات الحكومية من الذهاب إلى وظائفهم، ولم تبد السلطات المحلية أي ردود فعل تجاه المحتجين.

وإزاء إغلاق حقول نفطية ومنشآت للطاقة، حذر نائب رئيس الوزراء العراقي ووزير النفط، ثامر الغضبان، امس الأحد، من أن أضراراً ستلحق بالمواطنين جراء إغلاق منشآت الطاقة.

وقال ثامر الغضبان في تصريح للتلفزيون الرسمي، إن “أي توقف في إنتاج الغاز من حقول النفط سيؤدي إلى توقف محطة كهرباء الرميلة الغازية التي تنتج 1400 ميغاوات”.

وأوضح الغضبان أن “أي تأثير على عمل حقول النفط، سيؤثر على تجهيز المواطنين بالغاز السائل”.

هذا التصعيدفي  الاحتجاجات قابلته، دعوة من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى المحتجين لإعادة الحياة إلى طبيعتها في بغداد والمدن الأخرى.

وقال عبد المهدي في بيان وجهه للشعب العراقي: “مر شهر تعطلت فيه المصالح والمدارس والجامعات، وآن الأوان أن تعود الحياة لطبيعتها ومنع أعمال الحرق والاعتداء مهما كانت”.

وأضاف عبد المهدي أن “تهديد المصالح النفطية وقطع طرق الموانئ يتسبب بخسائر كبيرة تتجاوز المليارات”.

وقد اعتبر نصير كامل أحد منسقي احتجاجات البصرة ، أن “كلام رئيس الوزراء ليس جديدا، ولن نتوقع منه شيئا جديدا يلبي طلبات المتظاهرين، فهو والأحزاب الداعمة له تراهن على عامل الوقت لإنهاء الاحتجاجات كما كان في السابق”.

وأضاف كامل أن “الوضع الآن مختلف عن احتجاجات الأعوام السابقة، نحن هنا لا نطالب بوظائف ولا خدمات عامة، هذا أصبح في الماضي، مطالبنا الآن مغادرة الطبقة السياسية الحاكمة وتحويل نظام الحكم في البلاد إلى الرئاسي”.

وتابع كامل: “قيادة عمليات البصرة بدأت مساء امس مفاوضات مع المحتجين لإعادة فتح أبواب ميناء أم قصر وحقول النفط”، لافتا إلى أن “القوات الأمنية الآن وصلت إلى قناعة بأن استخدام العنف لن يجدي نفعاً”.

وفي محافظة كربلاء (جنوبا) تمكنت القوات الأمنية من تفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي بعد محاولتهم اقتحام مبنى القنصلية الإيرانية وإحراقها بالقناني الحارقة أو ما تسمى بالمولوتوف، وتم اعتقال عشرات المتظاهرين على خلفية ذلك

وقد شهد محيط القنصلية الإيرانية مواجهات عنيفة بين متظاهرين حاولوا اقتحام القنصلية وقوات الأمن العراقية، نتج عنها وقوع 3 قتلى وعدد من الجرحى وفقا لـ أ ف ب.

وقالت مصادر أمنية عراقية في محافظة كربلاء إن مئات من المتظاهرين حاولوا اقتحام مقر القنصلية الإيرانية أمس الأحد، مطالبين بطرد بعثتها الدبلوماسية من البلاد، تزامنا مع تواصل المظاهرات في كل أنحاء العراق.

وأضاف الشهود أن “الصدامات أدت إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى من المتظاهرين لم يعرف عددهم بعد”.

وقام المتظاهرون برفع علم العراق على المقر الدبلوماسي الإيراني، مرددين شعارات مطالبة بطرد أعضاء القنصلية وإغلاقها في المحافظة، كما تم رشق المقر بالحجارة وإضرام النار بالقرب منه.

ويتهم المتظاهرون إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية العراقية واستغلال الفساد المستشري في الدوائر العراقية لصالحها.

ويشهد العراق، منذ 25 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، موجة احتجاجات مناهضة للحكومة، هي الثانية من نوعها بعد أخرى سبقتها بنحو أسبوعين.

ووفقا لمفوضية حقوق الإنسان العراقية فإن 260 متظاهراً قتلوا وأصيب 12 ألفا بجروح خلال الاحتجاجات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى