في الذكرى المشؤومة لوعد بلفور

في الذكرى الثانية بعد المئة لصدور تصريح بلفور، الذي أسس لاحتلال الحركة الصهيونية لفلسطين، نلفت أنظار أبناء امتنا العربية وكل الأحرار في العالم، إلى الجريمة النكراء التي ارتكبتها الحكومة البريطانية، زعيمة الدول الاستعمارية في ذلك الوقت، في حق امتنا العربية، وبحق الشعب العربي في فلسطين، على وجه الخصوص، بسياستها الناظرة بعين العطف لإقامة كيان صهيوني عنصري على ارض فلسطين الحبيبة، التي هي جزء لا يتجزأ من وطننا العربي الكبير، دون أن تقيم أي اعتبار لحقوق الشعب العربي في فلسطين في وطنه وحقه في أن تبقى له السيادة وحده على وطنه، وما ترتب على هذه السياسة من احتلال الحركة الصهيونية لفلسطين على دفعتين : أولاهما عام 1948 وثانيتهما عام 1967 ،وتشريد لشعبها العربي، الذي زاد عدد ابنائه المشردين الآن عن خمسة ملايين نسمة، يتوزعون على العديد من المنافي في كافة بقاع العالم، بالإضافة إلى ما يقرب من نصف هذا العدد من اللاجئين النازحين عن ديارهم وأملاكهم، ويقيمون الآن في الضفة الغربية المحتلة أو في قطاع غزة ، بفعل قيام الكيان الصهيوني باحتلال أراضيهم وأملاكهم وإخراجهم منها بالقوة الغاشمة.
وبهذه المناسبة لا بد من التنويه بالمقاومة العربية الباسلة التي قادها شعبنا العربي في فلسطين لهذه الغزوة الاستعمارية الصهيونية المدعومة من كافة القوى الاستعمارية الاوروبية عند نشوء الحركة الصهيونية ، ومن الدول المنضوية في اطار حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، زعيمة المعسكر الاستعماري ، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، كل ذلك بدعم من قوى حركة التحرر القومي العربي بقيادة مصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكل من سوريا والعراق بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، والثورة الجزائرية بقيادة كل من الرئيسين بن بلا و بومدين.
ولا يمكنا أن نختم هذه الكلمة دون الإشارة إلى الجريمة الكبرى المتمثلة بتوقيع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وقيادة حركة فتح التي اعترفت في اتفاقية أوسلو، بشرعية الكيان الصهيوني على 78% من ارض فلسطين العربية، واستجداء التفاوض على الجزء الباقي من فلسطين، في ظل إخراج القضية الفلسطينية من إطارها القومي العربي إلى الاطار الإقليمي، لتبرير شعار “يا وحدنا”، واتخاذه ذريعة للسير في طريق التفريط بحقوق شعبنا العربي في فلسطين، وتصفية قضيته بأيدٍ تدّعي أنها “الممثل الشرعي والوحيد لهذا الشعب” ، الأمر الذي كان موضع استنكار وإدانة من كل القوى القومية العربية التقدمية، التي تؤمن وتعمل لتحرير كل فلسطين المحتلة،ولا تعترف بأية شرعية للكيان الصهيوني الغاصب على أي شبر من ارض فلسطين الطهور.
عاش نضال امتنا على طريق الوحدة والتحرر والتخلص من الهيمنة الأجنبية واسترادا كل أجزاء وطننا العربي السليبة، والمجد والخلود لشهداء امتنا العربية على طريق تحقيق اهدافها الكبرى.
رئيس المنتدى العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى