أغنية فريد الأطرش «يا عوازل فلفلوا» تشعل النار بين رئيسي وزراء في مصر

 

كشف المؤرخ الفنىالمصري، نعيم المأمون، جامع تراث الفنان فريد الأطرش والباحث فى سيرته،الأسباب الحقيقية لمنع اذاعة أغنية الموسيقار والفنان الكبير فريد الأطرش “يا عوازل فلفلوا”، رغم انتشارها الواسع يوم اطلاقها قديما.

وقال المأمون إنه فى عام 1950 تمّ إنتاج فيلم آخر كذبة بطولة فريد الأطرش وسامية جمال، وكانت هذه الأغنيّة ضمن أحداث الفيلم وكتب كلماتها أبو السّعود الإبيارى، ورفضت الإذاعة المصريّة هذه الأغنيّة لأنّ بها عبارة: “ياعوازل فلفلوا” وهو تعبير شعبى دارج فى مصر.

وأكد المؤرخ الفنى أن بعض الأقلام المغرضة، الّتى تعوّدت الاصطياد فى المياه العكرة أرادت مع سبق الإصرار وبسوء نيّة إعادة إنتاج هذه «الحكاية» وفق هواها، للإساءة إلى الفنان فريد الأطرش وللكاتب أبو السعود الإبيارى، والزعم بأن الإذاعة اعتبرت هذه العبارة بذيئة وهابطة ولا يصح إذاعة الأغنية بسببها، مؤكدا أن معظم المونولوجات وقتها كانت تحوى عبارات مشابهة ولم يتمّ منعها.

وأوضح جامع تراث الموسيقار فريد الأطرش إلى أن الفنان الكبير كانت تجمعه علاقات وطيدة مع ساسة وزعماء مصر والعالم العربيّ، لكنّ هذه العلاقة لم تكن على ما يرام خلال العهد الملكى فى مصر، لدرجة دفعت الزّعيم الوفدى ورئيس وزراء مصر مصطفى النّحّاس إلى التّدخّل لمنع إذاعة هذه الأغنية.

وقال نعيم المأمون: “بعيداً عن الأسباب الّتى ذكرتها الصّحف آنذاك من جرأة كلمات الأغنيّة وأنها لا تتوافق مع أخلاق وقيم المجتمع، فإن الكثير من المصادر أشارت إلى سبب آخر يكمن وراء هذا المنع، ويتعلق بالمكايدة والمناكفات السّياسيّة بين النّحّاس باشا وعلى باشا ماهر، الذى كان هو الاخر رئيسا للوزراء فى عهد الملك فاروق، وكان تشكيل الوزارة فى مصر محصوراً بين الشخصيتين”.

وتابع: “انطلقت أغنيّة فريد الأطرش يا عوازل فلفلوا فى الوقت الّذى تشكّلت فيه الوزارة الثّالثة للنّحّاس باشا فى عهد الملك فاروق عام 1950، ووقتها لم تكن زيارات على باشا ماهر تنقطع عن قصر عابدين للقاء الملك، وهو ما أثار حفيظة غريمه السّياسى مصطفى النّحّاس، الذى اتهمه بتأليب الملك على الحكومة، وفى كلّ مرّة يتمّ اللّقاء بين على ماهر والملك، تذاع هذه أغنية “يا عواذل فلفلوا”، فأوعز البعض للنحاس باشا بأنه يتم إذاعتها نكاية فيه”.

وأضاف المؤرخ الفنى أنه لذلك قرر النحاس باشا منع الأغنيّة، لإيقاف هذه المكايدة والمناكفة السّياسيّة الّتى يظهرها ماهر مع كلّ مرّة يلتقى فيها بالملك فاروق، مشيرا إلى أنه رغم المنع فقد نجحت الأغنيّة نجاحا كبيرا، وحقق فيلم “آخر كدبة” إيرادات كبيرة، ليبقى الموسيقار فريد الطرش متربعا على عرش الفيلم الغنائى الاستعراضى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى